محمد القعود
أمتشقُ وطناً
وأغمده في جبين المحال..
أمتشقُ وجعاً
وأعلنه بوابة للنهار..
أمتشق صمتاً
وأشعله صهيلاً
يمزق صدر الظلام..
أمتشق أملاً
وأبثّه عاصفةً
تزمجر بالانتصار..
على سبيل المجاز
أصير سنبلةً
في أكفّ الصغار
وأخطّ في الجبال:
عمّا قريبٍ
ستزهر فينا الحياة
وتطلُ من جراحنا
مواكب النهار..
على سبيل المجاز
أفرد الأزمنة
دروباً لحوافر الجنون
وأخيلةً لشاعرٍ جامحٍ
يتقنّص آفاق البروق
ويقصّ خُطى الدهشة في ذُرى القرون..
على سبيل المجاز
أفتّتُ النسيان
أطحن سنابله
وأنثره يميناً ويساراً
تلوكه أفواه الرياح،
وأعجن بقاياه
خبزاً لصدى الأسفار
والظنون..
على سبيل المجاز
أعلّمُ اللغة
مراقصة المعاني
وتسلّق الأفكار العالية
والتحدّث بالضمير الجمعي
لصمت الظلال
وأنين الصدى
وشحوب الفصول..
على سبيل المجاز
أنغّم خُطى المجهول
أدوزن ملامحه
على مقامات اللامعقول،
اطرّز ضبابه
ببصماتٍ تحترف
سفر المتاهات
وأبجديات الحضور..
على سبيل المجاز
أخذ بيد الوطن إلى الوطن العظيم،
ونغني معاً:
آن لنا أن نرتجل زماننا الجميل..
آن لنا أن نجعل نعالنا للمحال محال.