حينما عاد (نتنياهو) من رحلته عقب التصفيق الحار الذي قوبل به في الكونجرس الأمريكي، كان منتشياً بالضوء الأخضر الأمريكي.. فأول ما بدأ به قصف الضاحية الجنوبية في لبنان وضرب ميناء الحديدة اليمنية واغتيال الشهيد المجاهد والمحارب الفذ إسماعيل هنية في طهران والمناضل فؤاد شكر في لبنان، وهي جرائم حرب فاشية عنصرية مخالفة للأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية، فهي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء محور المقاومة، فكان هذا العمل الأحمق يعتبر جنونياً وتسرعا وخاصة اغتيال القائدين الشهيدين (هنية وشكر).
الآن جيش الاحتلال وعلى رأسه نتنياهو لم يحقق لا بالإبادة الجماعية لأبناء غزة ولا بالتطهير العرقي، ما كان يطمح إلى تحقيقه، فقد تورط بجرائم الهبت حماس المقاومة وأصبح خائفاً مما ينتظره نتيجة هذه التصرفات الرعناء، فكيان الاحتلال الآن مازال يقف على (واحدة ونص) كما قال السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير محذرا ومتوعدا بأن (الليالي والأيام والميدان هي الحكم)، وهي إحدى العقوبات لجنون التطرف الصهيوني والقلق المتزايد من الرد المنتظر على جرائمه من قبل ايران وجبهات الإسناد اليمنية واللبنانية لغزة، فأصبحت يافا المحتلة تنتظر الرد القاسي من محور المقاومة، الدليل على ذلك التصريحات الأمريكية المتناقضة التي أطلقها وزير خارجية بايدن الذي كان من جهة يتوسط لوقف الحرب ومن جهة أخرى يلوح صراحة بالحرب على غزة والوقوف مع الكيان الإسرائيلي، فاليوم الرأي العام الأمريكي بمجموع 55 % يرفضون مساندة إسرائيل بعد المواقف التي أبدتها حماس ومحور المقاومة والجنون الإسرائيلي، وكانت صفعة مقاومة حماس لليمين المتشدد وعلى رأسه نتنياهو.. باختيار المناضل الذي خرج من سجون الاحتلال وعليه حوالي أربع قضايا مؤبد “يحيى السنوار” الذي أجمعت عليه كافة الأطياف الفلسطينية، فأصبح كيان الاحتلال في (حيص بيص) وظهرت أخبار أمريكية تندد بعملية اغتيال المجاهد الشهيد إسماعيل هنية الآن، فالواقع الميداني يعرف التاريخ النضالي للقائد يحيى السنوار…
فمحور المقاومة يدرس بدقة وعناية موعد الردود والأهداف المرسومة لصواريخه المجنحة وطائراته المسيَّرة، فبيع الوهم بمجرد ما يعتقده كيان الاحتلال وجوداً فلسطينياً لا مكان فيه للمقاومة منزوعة السلاح، وبذلك خاب ظن النتنياهو الذي كان يفترض أن يعتقل حتى في أمريكا لجنونه وبشاعة المجازر التي ارتكبها بحق النساء والأطفال والشيوخ وتدمير البنى التحتية ونشره للأوبئة والأمراض بالأسلحة المحرمة دولياً.
الآن الشرق الأوسط على صفيح ساخن وتمادي النتنياهو بالجرائم البشعة والنازية والعنصرية التي لن يفلت منها.. ولم يفهم الدرس التاريخي لأجيال المقاومة الفلسطينية التي بدأت بالمقلاع والحجارة وتطورت إلى أن أصبحت قوة رادعة، وفي المقابل هناك آلاف الصهاينة يريدون مغادرة فلسطين المحتلة إلى خارج فلسطين خاصة بعد أن فقدوا عيش (الترهل والأمان) على حساب الشعب الفلسطيني ومن المعونات السخية من طائرات وأسلحة من الغرب الأمريكي ومن استثمارات عربية إسلامية للأسف، وغربية.. فتراجعت اقتصاديات العدو ومن يسانده إلى ادنى مستوياتها وانخفضت أسهمها إلى الحضيض، ورغم أن السخاء الغربي الأمريكي قد صنع من يسمى (شرطي المنطقة) من أغنى الاقتصاديات في العالم، إلا انه تراجع بصورة مخيفة، فرأس المال داخل الأراضي المحتلة يرنو إلى الهجرة العكسية خارج فلسطين المحتلة، يتزامن ذلك مع الأخبار المؤكدة عن نقص حاد في الذخائر الغربية، بالإضافة إلى القتلى والجرحى في جيش الاحتلال، الذي لم يكشف عن الأرقام الحقيقية حتى اللحظة والمستشفيات التي تعج بالجنود والضباط الحاملين (لفيروس) الأمراض النفسية والعصبية والذهنية و..إلخ…
مع كل هذه الأحداث والتطورات داخل منطقة الشرق الأوسط، يرجح مراقبون اندلاع حرب عالمية لا تبقي ولا تذر.