الثورة / أحمد المالكي
صعدت القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية ضد الكيان الصهيوني الغاصب لتمتد إلى عمق الكيان وعاصمته الصهيونية تل أبيب المعروفة تاريخياً بـ « يافا» الفلسطينية المحتلة ، وأشار العميد يحيى سريع في تغريدة له ، إلى أن مفاجأة المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني المساند لغزة تتسارع ، وأن الصهاينة وعملاءهم لن يجدوا وقت للتفكير فيما بعدها من مراحل، هذا التصريح عقب العملية اليمنية الأحدث والتي استهدفت قلب الاحتلال في عاصمته “تل أبيب” تعد رسالة بأن المركز والثقل الاقتصادي للكيان الصهيوني ، أصبح تحت نيران اليمن ، التي أعلنت أن « يافا» المحتلة أصبحت مدينة غير آمنة، ما جعل دولة الكيان في رعب و ذهول ، وذلك لما يمثله التهديد اليمني المساند لفلسطين من فاعلية كبيرة ومؤثرة ستصيب الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل ، بعد دخول مركزهم وثقلهم الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي دائرة أهداف الجيش اليمني، ومن المؤكد أن هناك تداعيات وخسائر اقتصادية كبيرة سيتكبدها العدو بالنظر إلى الثقل المالي والأهمية الاقتصادية لتل أبيب «يافا»المحتلة بعد إعلان قائد الثورة عن المرحلة الخامسة من التصعيد.. فإلى التفاصيل :-
تعد تل أبيب «يافا الفلسطينية المحتلة» مدينة عالمية ، و مركزا اقتصادي هاماً، فيها بورصة تل أبيب والعديد من الشركات والمكاتب ومراكز للبحث والتطوير ، وأهميتها العالمية جعلت تل أبيب بقعة سياحية مشهورة لكل من السياح المحليين والزوار من الخارج، ما جعلها تسمى (بالمدينة التي لا تنام). تل أبيب عاصمة الدولة الصهيونية الاقتصادية، والفنية، والتجارية ، واقتصاد مدينة تل أبيب ثاني أفضل اقتصاد في الشرق الأوسط، وهي المدينة رقم 15 على جدول المدن العالمية الخمسين من مجلة فورن پوليسي ، ومن أكثر المدن غلاءً في المنطقة والمدينة رقم 19 في العالم.
المدينة الأكبر
وتل ابيب «يافا الفلسطينية المحتلة» تعد من المدن الكبرى في «إسرائيل» وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال غرب القدس، وتشكل المركز الثقافي والتجاري والتكنولوجي والمالي للاقتصاد الإسرائيلي، كما أنها مقر معظم المؤسسات الفنية والترفيهية والإعلامية. تأسست عام 1909م وقد كانت حيا في شمالي «يافا» ثم توسعت على حساب المدينة الأصلية والقرى الفلسطينية التي هُجر أهلها، وأصبحت أول مدينة لليهود في العصر الحديث، وعاصمتهم الأولى.
تعد تل أبيب ثانية أكبر المدن في إسرائيل بعد القدس، وهي عصب الحياة للمجتمع الإسرائيلي والمركز الاقتصادي والتعليمي للبلاد ، إذ تضم المقر الرئيسي لمعظم الشركات الكبرى في إسرائيل والمؤسسات التعليمية المهمة.
مركز اقتصادي
تجري بها أغلب النشاطات الاقتصادية، وتتركز فيها غالبية إدارات الشركات الاقتصادية والمالية، مثل شركات الصناعات التكنولوجية المتطورة والمصارف وشركات التأمين وشركات الأوراق النقدية والبورصة.
وتتجلى هيمنتها على الحياة الاقتصادية في إسرائيل بوضوح، لاحتوائها على ما يقارب سدس الوظائف في البلاد، ونحو خمسي الوظائف في مجالات الخدمات المصرفية والتأمين والقطاع المالي، وهي القطاعات الرائدة في المدينة.
في دائرة الاستهداف
للمرّة الأولى منذ تأسيس الكيان الإسرائيليّ وبدء المقاومة وتاريخ المواجهات مع العدوّ، يدخل الاقتصاد ببعده الاستراتيجيّ وتداعياته الدّاخليّة والخارجيّة ضمن دائرة الاستهداف. الخيار الَّذي اتّبعه العدوّ وخطَّط له بحصار كلّ اقتصاديات المنطقة وتدميرها، من فلسطين بدايةً، ثم سوريا ولبنان والعراق، قامت المقاومة الفلسطينيّة والضربات اليمنية الجديدة في عمق تل أبيب ، بفرض معادلة اقتصاديّة توجعه في مخطّطاته.
مركز مالي
ارتكز المخطّط الاستراتيجيّ لـ»إسرائيل» على أن تكون تل أبيب مركز الثقل الاقتصادي والتجاري والمالي والنقدي والإنتاجي في المنطقة، بحيث تترأّس «الدولة» العبريّة منظّمة شرق المتوسط للغاز، وتتّخذ من عاصمتها المزعومة مركزاً ماليّاً لها، بهدف تحويل الشيكل إلى عملة رئيسية لمنتدى شرق المتوسط، علماً أنّ الناتج المحلي لدى الكيان بلغ 394 مليار دولار أمريكي
هذا الاقتصاد يعتمد على الإنتاج الزراعيّ والصناعيّ والسياحة وصناعة الألماس، يُضاف إلى ذلك حاليّاً مصادر الطاقة، وخصوصاً الغاز، وصناعة التكنولوجيا في مشروع وادي السيليكون الإسرائيلي الذي يُعتبر ثاني أكبر مركز لصناعة التكنولوجيا بعد كاليفورنيا.
تاج الاقتصاد
غوش دان في تل أبيب، التي تُعتبر درّة تاج الاقتصاد في الكيان، فهي تضم مركز البورصة وتجمُّع الاستثمارات والمصارف والشركات الضخمة للتكنولوجيا. وبالتالي هي العصب المالي الأساسي لـ«إسرائيل»، والإدارة الاقتصادية ومركز التواصل مع العالم، إذ بلغت قيمة الاتفاقيات التجارية التصديريّة لـ»الدولة» العبريّة 114 مليار دولار.
سقوط الحماية
استهداف تل ابيب يعني سقوط الحماية الأمنية عن أهم موقع اقتصادي في البلاد سيؤدي إلى فقدان الشيكل قيمته، وتحوّله إلى عملة وهمية قابلة للانهيار في أي لحظة وغير قابلة للحياة، وبالتالي انتهاء حلم تحويله إلى عملة الغاز على سواحل المتوسط.
يبحث المستثمرون دائماً عن الأمان والهدوء والثقة، وهو ما لم يعد اليوم ينطبق على «إسرائيل»، جراء استهداف اليمن للمراكز الاقتصادية الأكثر أماناً في الكيان، وخصوصاً في غوش دان، ما سيؤدي إلى نتيجتين حتميتين؛ الأولى هي ارتفاع كلفة التأمين على أي استثمار، ما يعني خسارة محتّمة، والأخرى هي تراجع الاستثمارات لمصلحة الاقتصاديات الأكثر أمناً.
المطارات.
بن غوريون يُعتبر المطار الرئيسي نُقطة الاتصال الاقتصادية والمغذي الرئيسي للقطاعات الاستثمارية والسياحية والنقل، وخصوصاً النقل الزراعي المدعوم من قبل الكيان إلى أوروبا، بحيث يُعتبر من المرافق التي تُغذي الناتج المحلي بشكل مباشر وغير مباشر، ويساهم في حركة 25 % من الناتج المحلي. أما مطار «رامون» الاحتياطي، الذي أُنشئ في جنوب البلاد، فسيصبح خارج الخدمة أيضاً.