(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

العلامة / محمد بن محمد المطاع

 

لقد اخترت هذا النور الإلهي الذي احتضنته الحكمة لعلمي أن هذا النور هو دعوة للجهاد، وهل يفهم المسلمون بصفة عامة، والمؤمنون بصفة خاصة، أن هذا النور الإلهي هو دعوة للجهاد، وهل يفهم معنى دفع وهل يفهمون فساد الأرض لدخول الألف واللام التي تفيد الاستغراق؟ لو فهموا وعملوا لما انتشر الفساد في الأرض ولا وُجِدَت عصابة مجرمة ظالمة فاسدة تقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين وتفسد في الأرض وتتحدى العالم فأين هو الدفع منكم يا مسلمون؟
ولماذا قال الله لرسوله: حرِّض المؤمنين على القتال ؟
ولماذا قال لنبيه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )
ولماذا قال لأمته (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)؟
ولماذا رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه – جاهد حتى سالت الدماء من جسمه الطاهر، أليس الدفع هو بالجهاد؟.
أم بالدعاء كما يقول المثبطون والمتهربون من الجهاد ويستغنون بالدعاء كما يقولون على الظلمة والدعاء مطلوب، ولكن هل ينفع الدعاء بدون عمل لو دخل مسلم المسجد ولم يصل مستغنيا بدعائه، هل ينفع الدعاء بدون صلاة.؟
إن دعاء نبي الله زكريا استجيب وهو في المحراب يصلي، ولماذا قال الله سبحانه “:(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ)).
إن العصابة المجرمة الظالمة، من اليهود والتي تتحدى العالم وتسفك الدماء وتفسد في الأرض وتقتل قتلا جماعيا وتهلك الحرث والنسل، لو أن المسلمين فهموا قول الله تعالى (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ) وعلموا وعملوا لما انتشر الفساد في البر والبحر وكانت الصورة القاتمة في فلسطين ويحق لنا أن نستشهد بالحكمة التي فاه بها الشاعر:
لإيلام الذئب في عدوانه أن يكون الراعي عدو الغنم
ونحن نلوم الذئب والراعي على حد سواء، ولا شك ولا ريب أن الزعامة في العالم العربي والإسلامي قد أحاطت بهم ذنوبهم فخذلوا ولا شك أن الشعوب العربية والإسلامية، قد أصابها الخذلان إذ كيف تسمح لأولئك المنافقين أن يعتلوا على رأسهم وإذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.
ولنا أن نتساءل، كيف الخروج من هذا الغث المشين قد يلوح لنا في الأفق شعب هو اليمن بقيادة رجل عرف الإسلام حق المعرفة وشرب القرآن كالرحيق وعمل به وهو يتوثب لإصلاح ما أفسده غيره واليمن كان كغيره من الشعوب العربية قد اعتلي على رأسه كمن عفط ابتداء من السلال والغشمي وعفاش وآخرهم ضفعة التحالف والمرجعية الخليجية المتآمرة الفاسدة.
والمخرج للأمة يبدأ من اليمن إن شاء الله الذي له تاريخ عريق بقيادة شجاعة قالت للطغيان قف عند حدك وإلا قصمت ظهرك. لله در أم ولدته وأب رباه، ورحم الله شهيد القرآن فقد حرك المياه الراكدة وأحدث هزة في العقول، وما على اليمنيين إلا شرط واحد أن يكونوا مؤمنين صادقين كإيمان وصدق قائدهم وإذا وجد بين ظهرانيهم خائن أو متآمر فعليهم أن يسوقوه إلى رجال الأمن ويجب أن يفهموا بعد هذه الانتصارات التي شاهدها العالم واحترمهم من في الأرض.
يجب أن لا يفرطوا بهذا الانتصار ولا بهذه المواقف المشرفة وعليهم أن يتبعوا قائدهم ويناصروه، فقد وهب الله لهم رئيسا لا يعلم بتاريخه المشرف إلا الله.
وفي الأخير أقول للمولين والمتهافتين والمندفعين إلى اليهود والنصارى: ما الذي يغريكم في اليهود؟ القتل والفساد والإفساد والمنكر؟ أليس لكم في ذلك باع طويل ولكم بصمات في العراق وفي سوريا وفي لبنان والسودان وليبيا وإيران وأخيراً في اليمن؟ وما أدراك ما اليمن؟.
نقول لمحمد بن سلمان: هل تعرف أن اليمن اليوم – وقد عرفته في حروب الثمان السنوات – هو القادر على حمايتك من الشيطان الأكبر ومن قرن الشيطان وهو القادر أن يحتل المملكة إذا استمرت في المماطلة والتهرب من الواجبات التي تعلم ما صنعته يداك وطائرات التحالف وأسيادك الأمريكان وبريطانيا وفرنسا هل تعرف أن القصاص آت لا ريب فيه، وهل تعرف أن الاستمرار في الإساءة إلى جارتك اليمن ليس من مصلحتك؟ على الأقل كن كمن سبقك من الحكام الذين أرادوا أن يحكموا وكانوا يستخدمون شعرة معاوية، أما أنت فإنك تخرب على نفسك لا دنيا ولا آخره وتأكد أن الثأر آت لا ريب فيه إن تفهم وإلا سوف ترى ما تكره، ولعلك تستغل حلم قائد اليمن وقد قال أكثر من مرة: إن للصبر حدوداً.
افهم وليتك تفهم قبل فوات الأوان وقبل أن تكون لمن خلفك آية

قد يعجبك ايضا