رفح تنزف.. صمت العالم وتواطؤه أمام الإرهاب الصهيوني

د. نجيب علي مناع

 

ما يحدث في رفح جريمة مكتملة الأركان، وصمة عار على جبين الإنسانية، إرهاب صهيوني يستهدف المدنيين العزل، ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويدمر البيوت والمستشفيات والمدارس، في ظل حصار خانق يمنع عنهم الغذاء والدواء.
إن ما يحدث في رفح ليس مجرد عدوان عشوائي، بل هو جزء من مخطط صهيوني ممنهج يستهدف:
– إضعاف الروح المعنوية للفلسطينيين، ودفعهم للاستسلام والقبول بالأمر الواقع، يريد أن يثبت لهم أن المقاومة لا تجدي نفعاً، وأنهم عاجزون عن تغيير الواقع.
– تدمير البنية التحتية لرفح، وجعل الحياة فيها مستحيلة، ودفع السكان إلى الهجرة القسرية، وبالتالي تفريغ المدينة من سكانها الأصليين.
– إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع مصر، بحجة منع تهريب الأسلحة و”التسلل”، ولكن الهدف الحقيقي هو توسيع رقعة الاستيطان وتهويد المنطقة.
– ولأن رفح تحمل رمزية خاصة لدى المقاومة الفلسطينية، فقد كانت ولا تزال منطلقاً للعديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال.. لذا، يسعى العدو للانتقام من أهلها وتدمير المدينة.
– يأتي العدوان على رفح في ظل تصاعد جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، من قتل واعتقال واستيطان وتهويد.. لذا، يحاول الاحتلال صرف الأنظار عن جرائمه في الضفة وغزة من خلال افتعال أزمة.
مقابل ذلك كله، نلاحظ صمتاً وتواطؤاً اقليمياً ودولياً، حيث تلتزم دول الطوق العربي صمتاً مريباً، مكتفية ببيانات الإدانة الخجولة، دون اتخاذ أي إجراءات عملية لوقف العدوان، كما أن بعض هذه الدول تشارك في حصار غزة، وبعضها الآخر تقيم علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني.
بينما يتعامل المجتمع الدولي بازدواجية معايير فاضحة، فهو يدين العدوان الإسرائيلي ببيانات خجولة، ولكنه لا يتخذ أي إجراءات رادعة لوقف الجرائم، بل إن بعض الدول الغربية تدعم الكيان الصهيوني بالسلاح والمال والغطاء السياسي.
وفوق ذلك تواجه الأقلام الحرة والإعلام النزيه حملة شرسة من التضييق والتشويه، ويتهمون بـ”معاداة السامية” لمجرد فضحهم جرائم الاحتلال، ورغم التضامن الواسع مع الشعب الفلسطيني، إلا أن التحركات الشعبية لا تزال محدودة، ولا ترتقي إلى مستوى التحديات.
في الختام، إن ما يحدث في رفح هو صرخة مدوية في وجه العالم أجمع، تستصرخ الضمائر الحية، وتطالب بوقف هذا الإرهاب، ومحاسبة المجرمين، ورفع الحصار عن غزة، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.. تحية إجلال وإكبار لأهلنا الصامدين في رفح-غزة، والرحمة والخلود للشهداء الأبرار.

قد يعجبك ايضا