تساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل و63.4% عبر البحر المتوسط
70 ٪ من تجارة كيان العدو تعتمد على البحر: المرحلة الرابعة من التصعيد، ستفرض حصارا شاملا على موانئ العدو
في خضم المفاوضات المحتدمة والتهديدات الصهيونية باجتياح رفح، وفي توقيت حساس جدا، استطاعت اليمن بقواتها المسلحة، أن تمنح المقاومة الفلسطينية ورقة مهمة، من خلال الإعلان عن توسيع عملياتها العسكرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأبيض المتوسط، حيث تنفتح إسرائيل على العالم بنسبة 90 % عبر هذا المسار البحري المتوسطي، كما يؤكد خبراء استراتيجيون أن الهيمنة الأمريكية على العالم هي عبر المتوسط وعبر البحر الأحمر والمحيط الهندي، حيث يتمركز الأسطول السادس، وبهذا القرار الاستراتيجي يمكن القول إن القوات المسلحة اليمنية فرضت حصاراً اقتصاديا بحرياً كاملاً سيؤثر على مختلف المناحي الاقتصادية والجيوسياسية لدى الكيان الصهيوني بالذات والمنطقة بشكل عام.
الثورة / أحمد المالكي
ووفقاً لوزارة المالية التابعة للكيان، فإن التجارة البحرية للكيان الإسرائيلي تستحوذ على 70 % من واردات إسرائيل، ويمر 98 % من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6 % في اقتصاد إسرائيل، بما يعني أن البحر المتوسط يسهم بـ٦٣.٤%، وفقا للخبير الاقتصادي رشيد الحداد، وقد نجح اليمن في إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية وتعطل ميناء أم الرشراش، ما جعل الإسرائيلي يتجه للاعتماد على إمدادات من دول غربية أو سفن تنقل حمولتها إلى دولة ثالثة ثم تقوم سفينة أخرى بنقل البضائع إلى الإسرائيلي عبر المتوسط ولإيقاف ذلك أعلن اليمن عن المرحلة 4 من التصعيد ، كما أن اليمن بعملياته يؤثر على واقع التجارة العالمية والمستفيد هو الشركات التي لا تتعامل مع الإسرائيلي على حساب الشركات التي تتعامل معه ففي حال تصاعد العمليات فإن الدول والجهات العاملة في الشحن البحري ستفضل التعامل مع الشركات التي ليس لها أي ارتباط بالإسرائيلي فيتسع نشاطها وتنمو أرباحها..
تعزيز الحصار
بدوره قال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر: إن المرحلة الرابعة من التصعيد تعزز حالة الحصار اليمني البحري الجزئي المفروض على الإسرائيلي لتنقله إلى مرحلة جديدة يمكن تسميتها بالحصار شبه الكلي، فالسفن التي ستصل إلى الكيان الإسرائيلي عبر المتوسط ستصبح هي أيضا ضمن الاستهداف قبل أو بعد وصولها أو في أي منطقة يمكن استهدافها فيها.
وتابع: “هذا الاستهداف لا يرتبط بمكان أو زمان حيث يمكن استهدافها في المتوسط أو في غيره، كما يمكن استهدافها قبل وصولها إلى الموانئ أو بعد خروجها أو خلال إبحارها في أي منطقة تطالها الصواريخ والمسيرات اليمنية”.
وأشار بن عامر إلى أن “الفقرة الثالثة في البيان تضمنت تحذيراً استباقياً مهماً لكافة الشركات التي لها سفن تتعامل مع موانئ فلسطين المحتلة وبالتالي فما على تلك الشركات إلا أخذ ما جاء في البيان على محمل الجد”.
وأكد بن عامر أنه “في حال إقدام الإسرائيلي على عملية في رفح فإن النشاط التجاري البحري لتلك الشركات إلى أي وجهة سيصبح ضمن دائرة الخطر”.
أكبر عملية
وعلّق الباحث الفلسطيني سعيد زياد على إعلان اليمن المرحلة الرابعة من التصعيد بالقول : هذه أكبر عملية بحرية تحدث في العصر الحديث.
وعن مدى قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ تهديداتهم، قال الخبير العسكري والاستراتيجي الياس حنا: إن البحر الأبيض المتوسط تتواجد فيه ثروة نفطية وغازية لإسرائيل، “ويكفي أن تسقط قذيفة أو مسيّرة قرب سفينة واحدة يكون الأمر بمثابة تهديد لمسار الملاحة البحرية وللأمن القومي الإسرائيلي”، وقال: إن شركات التأمين أيضا سترفع تأمينها.
تجارة “إسرائيل”
وتعبر عبر البحر الأبيض المتوسط نحو 80 % من التجارة الإسرائيلية -وفقاً لتقارير- في حين تذكر تقارير أخرى أن 98 % من تجارة إسرائيل تمر عبر المتوسط والبحر الأحمر، وهو ما يهدد العمود الفقري لحركة الاستيراد والتصدير الإسرائيلية والتي تعد المكون الرئيسي لاقتصاد العدو الصهيوني.
ميناء حيفا
ويُعد ميناء حيفا، الواقع على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، أكبر مركز بحري في إسرائيل وأكثرها ازدحاماً، ويشتهر بمعالجته حوالي 30 مليون طن من البضائع سنوياً، واستقباله أكثر من مليوني مسافر.
ويغطي ميناء حيفا مساحة واسعة تزيد عن 4 ملايين و550 ألف متر مربع، ويتعامل مع مجموعة متنوعة من البضائع، ويقوم بتصدير الحمضيات والمنسوجات والإطارات والآلات، بينما يتعامل مع واردات الحبوب والنفط والمواد الخام، وتتركز الأنشطة التجارية والصناعية على بعد بضعة كيلومترات من الميناء.
أشدود
كما يوجد ميناء “أشدود” الواقع في مدينة أشدود الساحلية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وهذا الميناء لا يُعد البوابة الاقتصادية لإسرائيل فحسب، بل يُعتبر أيضاً بمثابة ميناء رئيسي لتفريغ المساعدات في قطاع غزة، وهو ثاني أكبر ميناء تجاري في إسرائيل، حيث يتعامل مع البضائع السائبة والسفن المتدحرجة والبضائع المعبأة في الحاويات وناقلات النفط، ويتعامل مع حوالي 2500 سفينة و19 مليون طن من البضائع وأكثر من مليون حاوية قياسية سنوياً.
الخضيرة
وهناك ميناء “الخضيرة” على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدن مثل تل أبيب وحيفا، وهو ميناء متوسط الحجم متخصص في استيراد وتصدير الفحم والنفط، ويتعامل سنوياً مع قرابة 7 ملايين طن من البضائع.