يعتبر القرار جزءا أساسيا مرتبطا بكافة أمور حياتنا اليومية بدءا من أكثرها بساطة وصولا إلى أكثرها تعقيدا فنحن عندما نستيقظ صباحا ونذهب إلى العمل فهذا قرار عندما نختار من يساعدنا في تسيير الأعمال هذا قرار، عندما ننفعل ونأمر بالقيام بأي تصرف سوى سلبي أو إيجابي هذا قرار، ومع كل قرار يصدره الإنسان يصبح إلزاماً عليه تحمل مسؤولية هذا القرار، أي أن القرارات قد تكون بسيطة تتخذ بشكل سريع وعفوي وروتيني أو قد تكون صعبة ومعقدة تحتاج إلى الكثير من الدراسة والتروي قبل اتخاذها.
ويعتبر اتخاذ القرار إحدى استراتيجيات التفكير، التي تحل المشكلات وتتضمن خطوات وعمليات تختلف عن بعضها البعض، ويعرف البعض عملية اتخاذ القرارات بأنها حل للمشكلات الراهنة، حيث إن الموقف الذي تواجهه، يتطلب منك مجموعة من المهارات مثل: التحليل السليم، والتقويم، والاستقراء، والاستنباط، وهكذا يمكن تعريف عملية اتخاذ القرار بأنها: «عملية تفكير مركبة، الهدف منها اختيار أفضل البدائل والحلول المتاحة للفرد في موقف معين، من أجل الوصول إلى الحل والهدف المرجو».
من هذا المنطلق يمكن اعتبار قرار أغلاق نادي 22 مايو بمثابة قرار انعاش للفكر الإداري والمالي والفني لمجلس الإدارة الذي يدير شؤون النادي منذ سنوات طوال تجاوزت المعقول، قد يكون في هذا القرار شيء من القسوة على الجمعية العمومية للنادي ممثلة باللاعبين ومرتادي النادي وغيرهم ممن يجدون في ملاعب ومساحات النادي متنفساً لهم خصوصا في أيام الشهر الفضيل، لكنه يظل قراراً إيجابياً في طريق تصحيح الأخطاء والتجاوزات الإدارية والمالية، والفنية التي التصقت بنادي 22 مايو الرياضي والثقافي بمنطقة سعوان، 22 مايو أحد الأندية الأوفر حظاً من حيث المساحة الاستثمارية لما يمتلكه النادي من أرض ذات موقع تجاري يقع شرقي وغربي الطريق الرئيسي بجولة سعوان، النادي الذي تأسس بدمج ثلاثة أندية هي نادي المجد الرياضي ونادي الزهرة الرياضي ونادي حمير الرياضي، وتعاقب على رئاسته شخصيات رياضية وتجارية من رجال المال والأعمال والقيادات العليا بالدولة، حاصرتها الملاحظات السلبية والواردة في تقرير اللجنة الوزارية المكلفة في العام 2022م بشكل شبه قانوني بالتحقق من الإجراءات الإدارية والمالية بالنادي، اللجنة وفي ذات نفس العام 2022م رفعت بتقرير مفصل عن الأخطاء والتجاوزات والسلبيات التي ترى من وجهة نظرها أن مجلس الإدارة قد ارتكبها وأساء للعمل الشبابي والرياضي بالنادي واستغل صلاحياته لتحقيق أغراض شخصية، دفعت بالوزارة إلى إصدار قرار يعتبر بمثابة عقاب شامل يصيب الصالح والطالح، قرار إغلاق النادي وتوقيف جميع الأنشطة والفعاليات قرار بحاجة إلى إعادة النظر خصوصا في الجزئية المتعلقة بإيقاف الأنشطة والفعاليات، وذلك بتكليف لجنة تسيير أعمال النادي لحين البت في موقف مجلس الإدارة.