حماية الملاحة الدولية من منظور يمني خالص

طاهر محمد الجنيد

 

حينما أعلنت القيادة السياسية وقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، استهداف السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني والمتعاملة معه، حتى يتم فتح المعابر وتزويد أهل غزة بالغذاء والدواء ووقف الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، أمريكا شكلت حلفاً مضاداً تحت مسمى حماية الملاحة الدولية والعالم أجمع يعي ويدرك أن الملاحة الدولية لا خطر عليها ولكن أمريكا تريد حماية الصهاينة وإتاحة المجال لهم لمواصلة جرائمهم ضد المستضعفين على أرض غزة.
وفي الداخل اليمني وعلى مستوى القيادات والاتجاهات السياسية وجدنا أن التمويل والتبعية كانت حاضرة حتى في المواقف المصيرية، ولو كان ذلك على حساب الوطن، وكأن الأمر لا يعنيه، بل المهم أن ترضى عنه القوى الداعمة له والممولة، وهذا الاتجاه أعلن أنه سيحمي الملاحة الدولية، وأيَّد العدوان من الحلف الصهيوني بقيادة أمريكا ومن تحالف معها، مع أنه يعلم في قرارة نفسه انه يحمي السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني الذي يمارس أقذر الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية لأبناء فلسطين، مما يؤكد انغماس هؤلاء في العمالة والخيانة لأوطانهم، ومتاجرتهم بالمواقف وانحيازهم لمن يدفع أكثر.
الاتجاه الثاني: لم يؤيد ولم يعارض وفضّل السكوت، ربما أنه لا يود أن يدخل في مواجهة مع الممولين له، ولا يحبذ أن يتم الاعتداء على الوطن، ولا على الشعب الفلسطيني، ولم نضع للاتجاه المؤيد والداعم للقضية الفلسطينية كاتجاه، لأنه موقف مبدئي وثابت ويستند إلى الإيمان واليقين، ومكارم الأمة العربية والإسلامية في جاهليتها وإسلامها، وإن كان البعض يحاول أن يسوق الرذائل والمخازي على أنها جزء من تاريخ خير أمة أخرجت للناس، ويسخر لذلك كل الإمكانيات التي استولى عليها ويجعلها خدمة لأعدائها والطامعين في إبقاء حالة التشرذم والفرقة وإطالة أمدها تحقيقاً للأهداف التي أوكلت إليهم، والمراد منهم القيام عليها.
اليمن تحت قيادة المسيرة القرآنية، لم تعد تلك الدولة التي تخضع لإملاءات الدول والمنظمات مهما كان ثقلها ووزنها في المستوى العالمي، لأن ذلك شأن يخصها، ولا تعتمد اليمن إلا على قدراتها، وتنتهج سياستها الخاصة تحقيقاً للمشروع القرآني الذي حدد معالمه وأسسه الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله-، ومن أبرز سماته السعي لنيل رضوان الله وتحقيق مهمة الإستخلاف في الأرض بما يرضى الله سلماً لأوليائه وحربا على أعدائه، وأيضا الأخذ بالنصوص الصحيحة من السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي لا ينطق عن الهوى، الذي كان عدلاً في كل شؤونه وأحواله في الرضا والغضب، فلا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها، وهو ذاته المنهج الذي سار عليه أمير المؤمنين ويعسوب المتقين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- حينما استثاره عدوه وبصق في وجهه أملاً أن يجهز عليه، لكنه لم يغضب ولم يبادر بقتله حتى لا يكون ذلك انتقاما لنفسه، بل إنه جعلها غضبة لله سبحانه وتعالى وهي ذاتها المبادئ والأخلاق والقيم التي رسخها آل بيت رسول الله -رضوان الله عليهم- في سلمهم وحربهم وفي كل تعاملاتهم قال تعالى ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.

قد يعجبك ايضا