كيف يعيش زوجان تحت سقف واحد وكل منهما يكره الآخر للانتقام ¿
هذه الفتاة تمنت الزواج وبناء بيت سعيد مع رجل طالما انتظرته كثيرا ولكن من حدث كان العكس تماما فأحلامها التي سهرت الليالي تنسج خيوطها قبيل الزفاف صارت كلها سرابا والقفص الذهبي تحول بعد الزواج إلى قيد حديد أحكم الزوج إغلاقه عليها وحين فكرت في التحرر منه كان مصيرها القتل.. فإلى التفاصيل:
مثل أي فتاة تقدم شاب لخطبتها وكانت أسعد الناس به ولكن مطالب والدها لإتمام الزفاف كانت باهظة مقارنة بحالة شاب ما زال يأخذ مصاريف دراسته الجامعية من والده وحتى يلبي الشاب طلبات والد العروس اضطر للعمل إلى جوار دراسته ومع ذلك فقد طالت فترة الخطوبة لأكثر من ثلاث سنوات ظلت الفتاة خلالها تنتظر قدوم العريس على حصان أبيض ليأخذها بعيدا ويعيشها لوحدهما في سعادة وهناء.
بعد أن جهز الشاب نفسه واستعد لإتمام موعد الزفاف الذي لم يتبق عليه سوى بضعة أيام فوجئ بإدارة الشركة التي يعمل فيها تخبره أنه أحد الموظفين الذين تم اختيارهم لبعثة دراسية تأهيلية في دولة أجنبية وأن عليه الاستعداد للسفر خلال مدة لا تتجاوز شهراٍ واحدا وبهذا وجد الشاب نفسه أمام خيارين أحلاهما مر كما يقال فهو يرغب في الزواج من خطيبته التي تأخر عليها كثيرا ومن ناحية أخرى لا يريد أن يترك فرصة السفر والارتقاء في العمل تذهب بسهولة من بين يديه وكحل لهذه الإشكالية فضل الشاب إخفاء أمر السفر وإتمام الزفاف في موعده.
مرت أيام الزواج الأولى سريعة وبد مرور ثلاثة أسابيع فقط على الزفاف أخبر الشاب زوجته أن أمامه فرصة العمر مع الشركة الأجنبية ولا يريد أن يخسر هذه الفرصة.
ضغطت الفتاة على قلبها من جديد ولم تشأ أن تكون حجر عثرة أمام طموح زوجها وبصعوبة شديدة وافقت على سفره بعد أن أقنعها أن المنحة مدتة ستة أشهر ستمضي كلمح البصر ثم يعود ويعيش معها طوال العمر.
ودعت الفتاة زوجها وعادت إلى غرفتها تعد الأيام والليالي منتظرة عودته من البلاد البعيدة وفعلا عاد الزوج كما وعدها بعد ستة أشهر واعتقدت الزوجة أن الليالي القاسية التي عاشتها في غيابه قد انفرجت بعودته لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماٍ فقد عاد الزوج بقلب يحمل الكثير من الشك والقسوة على شريكة حياته وأصبح متسلطا على كل من حوله حتى والديه وصارت زوجته تحافه بشدة لدرجة أنها كانت لا تتحرك من مكانها إلا بعد أن تطلب الإذن منه.
وفي نفس الوقت ارتبط الزوج بعمل في نفس الشركة مما يتوجب عليه السفر كثيراٍ إلى خارج المحافظة حيث فروع هذه الشركة وكان في كل مرة يسافر فيها يحذر زوجته من أن تتخطى قدماها بوابة المنزل أثناء غيابه وإذا حدث أن خالفت ذلك وخرجت من المنزل دون إذنه ولو حتى لزيارة والدتها وعلم زوجها بذلك فسيكون مصيرها الضرب والإهانة أمام الأهل والجيران.
ظلت الزوجة على هذه الحال نحو خمس سنوات عاشتها في قفص من حديد ورزقت خلالها بثلاثة أطفال وبعد أن ضاقت من تصرفات زوجها وظلمه لها وشكوكه الزائدة قررت التمرد على حياتها مع ذلك الزوج والتحرر من القيد الذي يطوق عنقها والذي حول حياتها إلى أشبه بزنزانة لامرأة محكوم عليها بالموت البطيئ.
وفي إحدى المرات بينما كان الزوج مسافرا في مهمة عمل وقد شدد على زوجته عدم الخروج من المنزل أثناء غيابه وعدم التحدث مع أحد عبر التليفون .. إلخ.
ضربت الزوجة تلك التوصيات عرض الحائط وتركت المنزل ذاهبة لزيارة والدتها برفقة أطفالها الثلاثة وفي الطريق التقت صدفة بأحد أقربائها وهو ابن عمها فاستوقفها حين رآها تسمشي على قدميها حاملة طفلها الصغير بين حضنها بينما كان الولدان الآخران يمشيان إلى جوارها وأصر على إيصالها بسيارته إلى منزل والدتها وكان الوقت آنذاك قبيل المغرب وصدفة شادها أحد أصدقاء زوجها وهي تركب سيارة ابن عمها فاتصل مباشرة بزوجها وأخبره أن زوجته خرجت مع أحد الأشخاص.
كاد الزوج أن يجن مما سمعه فاتصل بزوجته عبر تليفون المنزل ولكن رنات العاتف غابت في الفراغ دون أن يرد أحد ثم اتصل إلى منزل عمته أم زوجته لسيألها أن كانت زوجته عندها أم لا دون أن يخبرها بأمر اتصال صديقه ولكن الأم وبناءٍ على رغبة ابنتها ردت عليه بأن ابنتها لم تأت منذ سفره.
أطبق الزوج سماعة الهاتف وعاد بسرعة البرق إلى منزله حيث ترك زوجته ليعرف ما الذي يحدث في غيابه وحين وصل إلى المنزل لم يجدها فاتجه مباشرة إلى منزل عمه والد زوجته ووجدها هناك فأهانها أمام أسرتها وانهال عليها ضربا هنا طلبت الزوجة الطلاق ورفضت العودة معه وأخبرته أن الشكوك التي في رأسه حول تصرفاتها وأخلاقها نابعة من تصرفات يمارسها هو مع نساء أخريات.
فعندما سمع الزوج ذلك فقد أعصابه وأخذ يضربها بقوة ويشدها من شعرها خلفه نحو المطبخ قائلا بأنه سيحرقها بالنار وفي المطبخ حاولت الزوجة الدفاع عن نفسها وكرامتها والانتقام من ذلك الزوج المتعجرف الشكاك فأخذت سكينا وطعنته في كفته طنعة خفيفة الأمر الذي زاد من انفعال الزوج فأخذ السكين من يدها ووجه لها عدة طعنات أودت بحياتها على الفور ثم تركها جثة هامدة وغادر بكل سهولة وحين تم القبض عليه اعترف أنه قتل زوجته لأنها خالفت أوامره وخرجت من دون إذنه.