البروفيسور الترب لـ “الثورة “: القيادة اليمنية أدركت أهمية موقع اليمن الجغرافي وتستغله للضغط على “إسرائيل”
الثورة /أحمد علي
قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبدالعزيز الترب إن المؤشرات تؤكد أن اليمن اصبح قوة لا يستهان بها وطرفا في أي معادلة إقليمية مقبلة نظرا لما يمتلكه من قوة الردع والإرادة القوية في اتخاذ القرارات المناسبة لحماية أرضه وسيادته من قبل قيادته الحكيمة المؤيدة اليوم بالدعم الشعبي الواسع.
وأضاف البروفيسور الترب أن القيادة اليمنية أدركت أهمية موقع اليمن الجغرافي وتعمل على استغلال الموقع لصالح القضايا القومية، ففي خطوة غير متوقعة أصبح البحر الأحمر من خليج العقبة حتى باب المندب محرماً على الكيان الصهيوني العبور فيه سواء بسفن تابعة له أو شركات متعاملة معه أو أي سفن وبواخر تمتلكها شخصيات إسرائيلية، هذه الخطوة تحدث لأول مرة في تاريخ اليمن ومسنودة بإجماع شعبي يمني واسع تضامنا مع الشعب الفلسطيني ومثلت صدمة قوية للكيان الصهيوني وتسببت في حالة من الرعب لدى أمريكا ودول الغرب.
وأشار البروفيسور الترب إلى انه لم تنته الخيارات اليمنية عند هذه المواقف فحسب، بل إنها كانت واضحة من خلال التحذيرات الصريحة والواضحة لقائد الثورة في تحذيراته من مساعي أمريكا لعسكرة البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، والتي أكد فيها على مسؤولية كل البلدان المشاطئة للبحر الأحمر في التحرك ضد الموقف الأمريكي العدواني والمتطفل لما له من أضرار على الملاحة الدولية، وقد مثلت الخيارات الاستراتيجية اليمنية قوة ضاربة في المنطقة قصمت ظهر أمريكا وبددت هيمنتها وحضورها في البحرين الأحمر والعربي، ومحاولاتها تدويل الممرات البحرية وعسكرتها ردا على الموقف اليمني الذي أربك كل أوراق تحالف حماية السفن الإسرائيلية الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة.
ونوه البروفيسور الترب إلى أن اليمن قادر اليوم على صناعة معجزة وأصبحت الدولة اليمنية تستعيد ملامحها بعد أن أصبحت اليمن طرفا مهما في محيطها الإقليمي وقوة ردع تحفظ توازن المنطقة وتدرك القيادة الثورية والسياسية والعسكرية خطورة التحرك الأمريكي في المنطقة في محاولة بائسة منه لكبح الموقف اليمني الرسمي والشعبي الداعم للشعب الفلسطيني، حيث جاء التحرك الأمريكي لمحاولة السيطرة على الممر المائي في البحر الأحمر، بحجة حماية الملاحة، إلا أن الهدف منه في حقيقة الأمر هو حماية السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئه لدعمه ومده بالسلاح والوقود والغذاء، في الوقت الذي ما يزال أبناء قطاع غزة يتعرضون لحصار جائر ومنع دخول كل المساعدات الغذائية والدوائية لهم على مرأى ومسمع من العالم.
واكد البروفيسور الترب أنه أمام هذا الموقف القومي القوي للقيادة اليمنية في مناصرة القضايا العربية المصيرية، يجب اتخاذ خطوات موازية في الشأن الداخلي وعمل معالجات سريعة وإصلاحات جوهرية على ضوء وعود السيد قائد الثورة وإعلان حكومة الكفاءات وفتح باب الحوار الوطني الشامل لرسم معالم طريق المستقبل وقطع الطريق على مساعي دول العدوان في تفتيت الجبهة الداخلية، بعد أن فشلت في كل مساعيها العسكرية.