استضافت قناة الجزيرة مباشرة قبل أيام “مسخاً” صهيونياً بدا في ثياب وهيئة سيدة تزعم أنها أم لشابة أسيرة لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
-حاول مذيع القناة جاهدا ومطولا واستخدم كل خبراته الإعلامية والمهنية استخراج تعاطف أو حتى شبه تعاطف مع نساء وأطفال فلسطين ممن تساقطوا قتلى وجرحى بعشرات الآلاف بصواريخ وقنابل الحقد الصهيوني من هذه السيدة التي تشدقت طويلا بأنها أم مثالية وقد ربت أولادها على قيم الحب والخير والسلام واحترام الآخر.
– فشل الإعلامي المصري المخضرم فشلا ذريعا ولم تجدِ احترافيته الإعلامية في تذكير ضيفته “الربل” بأولئك البشر من الرضع والخدج ممن قضوا بدم بارد في حضاناتهم بالمستشفيات المحاصرة والمحرومة من الوقود والكهرباء ومن كل الوسائل الضرورية المنقذة للحياة بقرار ظالم من حكومة بلادها المحتلة ولا بتلك المشاهد المروّعة لأشلاء وبقايا جثامين آلاف الأطفال والنساء من الفلسطينيين الأبرياء الذين هدمت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية منازلهم وأماكن نزوحهم على رؤوسهم ولا بأولئك الصغار المطمورين مع أمهاتهم تحت الأنقاض.
-كلمات وأسئلة المذيع اليائسة كانت تشي في آخر المقابلة بأنه لم يعد يطمح من هذه الأم “الدعيّة” أكثر من إعلان الرفض لقتل الأبرياء ممن لا علاقة لهم بالنزاع من أي طرف كان، وليس انتقاد وحشية حكومة نتنياهو كما كان يرجو في بداية اللقاء، فذلك بديهي ولن يكون مرفوضا من أي طرف مهما بلغ في تعصبه وعنصريته، لكنها أبدت إصرارا غريبا على الحديث فقط عن أولئك الإسرائيليين “المسالمين” الذين قتلهم من أسمتهم الإرهابيين في حماس صبيحة يوم السابع من أكتوبر، أما آلاف الأبرياء في غزة وفلسطين ممن تنكل بهم حكومة الاحتلال فلا يستحقون حتى مجرد التعاطف وأن حياتهم أرخص من كلمة عابرة قد تقال إنصافا لهم ولو على سبيل المجاملة والتجمّل الإعلامي أمام الرأي العام كما يفعل جو بايدن الذي “انفطر” قلبه أمس الأول وهو يشاهد صور القتلى من الأطفال بصواريخه وقنابله في مذبحة النازحين الفلسطينيين في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر.
-كل من تابع حديث هذه الصهيونية يدرك بوضوح أن العنصرية والشعور بالسادية والتعالي على الجنس البشري والإنسانية بأسرها ليس حكرا على الساسة والمتطرفين في المجتمع الصهيوني وإنما هو شعور عام وثقافة سائدة وممارسات وأخلاق وسلوكيات يتميز بها هذا الصنف من البشر على ما سواهم من بني آدم.
-المجتمع الصهيوني كيان لقيط يتسم فطريا بعنصرية وعقلية سادية تبيح لنفسها القتل والتدمير والسطو على حقوق الآخرين وسفك دماء الملايين من الأبرياء لإشباع رغبة الانتقام والشعور بالتعالي في نفوسهم المريضة وهي الحقيقة التي تأكدت حاليا مع عدوان حكومتهم الوحشي على قطاع غزة .
-تؤكد استطلاعات الرأي- التي نشرتها وسائل إعلام عبرية مؤخرا- أن غالبية الصهاينة يؤيدون قرارات وإجراءات حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو بالاستهداف العشوائي للأحياء السكنية وقصف المستشفيات وإخلائها والبطش بنزلائها من المرضى والجرحى والنازحين ومنع إمدادات الغذاء والدواء والكهرباء وكل وسائل الحياة الإنسانية عن قطاع غزة الذي يسكنه قرابة ثلاثة ملايين مدني، قتل العدوان منهم خلال 45 يوما عشرات الالاف معظمهم من النساء والأطفال ولا يزال يضيف إلى قائمة ضحاياه من المدنيين المزيد والمزيد دون أن يشبع أو يكتفي من الدماء والأشلاء ومن سماع صرخات الثكالى وأنين الجائعين وآهات الخائفين واستغاثات النازحين.
-عنصرية وعنجهية ووحشية وصلافة وصفاقة الكيان الصهيوني لا مثيل لها على وجه الأرض ولا يضاهيها شيء في العالم غير نفسية صهيوني البيت الأبيض الذي ما زال يرى في كل تلك المجازر و الفظاعات التي هزت الضمير الإنساني وآلمت كل شعوب العالم عملا مقبولا وشرعيا ويتفهم دوافعه ومنطلقاته وأهميته.