كشف تقرير لشركة تشيك بوينت للبرمجيات الأمنية عن توسيع الناشطين السيبرانيين المؤيدين لفلسطين نطاق نشاطهم إلى ما هو أبعد من الكيان الصهيوني ليشمل البلدان الحليفة لها.
ويقول التقرير: على عكس الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث استغرق التحول في التركيز نحو دول الطرف الثالث أشهراً، انتقلت المجموعات الإلكترونية بسرعة إلى أهداف جديدة في دول أخرى مباشرة بعد تصريحات التضامن مع إسرائيل. وشهدت الولايات المتحدة وفرنسا والهند وإيطاليا ارتفاعاً ملحوظاً في الأنشطة السيبرانية ضدها.
على سبيل المثال، شهدت البنية التحتية الرقمية الفرنسية أكثر من 300 اختراق، معظمها هجمات ضغط على النظام الإلكتروني وتشويه للمواقع.
وبالتزامن مع بدء الحرب، أعلنت مجموعات إلكترونية عدة عن نيتها المشاركة في المعركة الرقمية. وأعلن فريق بنغلاديش الغامض، وهو مجموعة شاركت بانتظام في عمليات إلكترونية مختلفة ضد فرنسا بسبب ماضيها الاستعماري، وكذلك ضد الهند وسريلانكا، استعدادها لبدء هجمات إلكترونية ضد أهداف إسرائيلية.
وتعاون هذا الفريق مع Team_insane_Pakistan لتبادل معلومات حول الأهداف والنجاحات. واستهدفت هجماتهم كيانات إسرائيلية مختلفة بما في ذلك وكالة الفضاء، وسلطات الموانئ، ووسائل الإعلام، والجيش الإسرائيلي، والمؤسسات المالية.
وبحلول الثامن من أكتوبر الماضي، أي بعد يوم واحد فقط من طوفان الأقصى، أشارت المجموعات السيبرانية إلى أن الدول المتحالفة مع إسرائيل ستكون هدفاً لهجماتها.
وبحلول 9 أكتوبر، أُعلنت هجمات إلكترونية عدة على كيانات أميركية مرتبطة بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل. ومنذ ذلك الحين امتلأت القنوات المؤيدة للفلسطينيين بمناقشات حول أكثر من 60 حادثة. ثمّ أدى تعليق الاتحاد الأوروبي للمساعدات المالية للفلسطينيين في 10 أكتوبر إلى موجة من العمليات السيبرانية التي استهدفت المنظمات الأوروبية.
وشملت الكيانات المستهدفة الأخرى جامعة أوروبا الوسطى، وموقع اللائحة العامة لحماية البيانات بالاتحاد الأوروبي، وبرامج برلمان الاتحاد الأوروبي، والمزيد.
واستمرت مجموعات مثل “نظام الأخطاء السيبرانية”، التي تركز جهودها عادة في آسيا، وخاصة الهند، في الحفاظ على تركيزها على المنطقة، وتجاوز عدد الهجمات على الهند، التي تتضامن قيادتها وجزء كبير من إعلامها مع إسرائيل، الـ230.
ومع وصول عدد من زعماء العالم إلى إسرائيل للتعبير عن تضامنهم مع الاحتلال، حظيت بلدانهم باهتمام خاص من المهاجمين.
وخلال زيارته لإسرائيل في 17 أكتوبر، أعلن المستشار الألماني شولتز: “إسرائيل، ألمانيا إلى جانبكم”. رداً على هذا البيان، زادت التقارير عن هجمات الضغط على الأنظمة التي استهدفت الكيانات الألمانية. وشملت هذه الهجمات الخطوط الجوية الألمانية وغيرها.
بعض الهجمات لم تنتظر تصريحات حلفاء إسرائيل. إذ نُفّذت قبل زيارات شخصيات بارزة مثل الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
على سبيل المثال، استهدف هجوم الموقع الإلكتروني الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، كذلك شُنّت هجمات مماثلة ضد الشرطة القبرصية وكيانات كندية والجيش البريطاني وأهداف أخرى.
وبدءاً من 23 أكتوبر، بات التركيز مصبوباً على استهداف الكيانات الإيطالية. وقد تجلى ذلك في حدوث اضطرابات في مطارات ووزارات حكومية إيطالية، بما في ذلك مكتب وزارة الخارجية الإيطالية والبلديات والبنوك والمطارات ووكالات الأنباء الإيطالية وغيرها.
ويعتبر المشهد الرقمي مرآةً للتوترات الجيوسياسية، إذ تعمل مجموعات القرصنة الإلكترونية على تكييف استراتيجياتها بسرعة لتعكس التطورات الجارية على الساحة العالمية. ويُظهر العدوان الإسرائيلي على غزة هذه الديناميكية، إذ يمتد نطاق العمليات السيبرانية إلى ما هو أبعد من مسرح الحرب المباشرة.
ويؤكد التقرير أن الهجمات الإلكترونية استهدفت مجموعة متنوعة من الكيانات، بدءاً من البنية التحتية للدول وحتى الأصول الرقمية للشخصيات السياسية الفردية. وفي حين أن الضرر المباشر الذي تسببه هذه الهجمات السيبرانية لا يزال تحت السيطرة نسبياً، فإن التداعيات الأوسع نطاقاً كبيرة.