مراكز حقوقية دولية: "إسرائيل" ألقت على غزة متفجرات بما يعادل قنبلتين نوويتين

أبرز الأهداف المحبّبة للكيان الصهيوني في غزة: قصف الأحياء السكنية والمنازل وقتل النساء والأطفال وتجمعات المواطنين أمام المخابز والمستشفيات

المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: نتحدى الكيان الكشف عن طبيعة أهدافه العسكرية التي زعم استهدافها

الثورة /  متابعة/ حمدي دوبلة
فنّد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة مزاعم العدو الصهيوني وأكاذيبه حول قصف جيشه الإجرامي لـ12 ألف (هدف عسكري) داخل القطاع ..مؤكدا أن الواقع يثبت أن تلك الأهداف التي يتحدث عنها كيان الاحتلال هي الأحياء السكنية ومنازل المواطنين والنساء والأطفال وتجمعات المواطنين أمام المخابز وفي المستشفيات والكنائس.
وكان جيش العدو قد اعترف أمس بإلقاء ١٠٠٠٠ قنبلة منذ بداية العدوان بينما تشير التقديرات إلى أن كمية المتفجرات الملقاة على قطاع غزة تتجاوز ٢٥٠٠٠ طن؛ ما يعني نحو ٧٠ طن لكل كيلومتر مربع.
وتحدى المكتب الإعلامي الحكومي كيان الاحتلال أن يفصح أمام العالم عن طبيعة تلك (الأهداف العسكرية) التي يدعيها، لأنها ستكون دليل كذبه وزيفه.
وأضاف المكتب الإعلامي في بيان أن الاحتلال الصهيوني تعمد خلال الساعات الأخيرة التركيز بالقصف على مخيمات اللاجئين الأكثر كثافة واكتظاظا بالسكان، واستهداف طائراته الحربية لمربعات سكنية في مخيمات جباليا والشاطئ والبريج والمغازي.
موضحا أن هذه الغارات خلفت تدميرا واسعا لعشرات المنازل السكنية وارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في تأكيد جديد على رغبة المحتل رفع الكلفة البشرية لضحايا هذا العدوان الغاشم.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن من مفارقات عدوان الكيان الصهيوني على القطاع ألا تجد غزة قطرة الوقود وهي طليعة الدفاع عن مقدسات أمة تمتلك أكبر آبار النفط.
وأضاف “مما يدمي القلب ويبكي العين أن يكون القاسم المشترك في قوافل المساعدات المحدودة التي تدخل حتى الآن هو الشاحنات المحملة بالأكفان”.
وقال البيان “بعد ١٠ أيام من إدخال شاحنات المساعدات وفق الآلية الحالية، فإن ما وصل إلى قطاع غزة يغطي فقط شربة ماء واحدة لكل نازح كميتها ٥٠ ملم من المياه.
وكان جيش العدو الإسرائيلي، قد أقر أمس الخميس، أنه شن ما يزيد عن 12 ألف غارة على قطاع غزة منذ بدء الـ 7 من أكتوبر الماضي.
وقال الجيش الصهيوني في بيان إنه “منذ بدء القتال تم شن ما يزيد عن 12000 غارة في قطاع غزة، وجرى خلال القتال اكتشاف نحو 1200 هدف جديد عسكري حسب زعمه التي تكذبها مجريات الأحداث على أرض الواقع.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة ظهر أمس ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 9061 منهم 3760 طفلا و2326 سيدة جراء العدوان الصهيوني منذ 7 أكتوبر الماضي بينما تتواصل إعداد الضحايا في الارتفاع على مدار الساعة مع ايغال العدو في استهداف الأحياء السكنية وتوسيع عملياته الإجرامية ضد المواطنين المدنيين وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي: إن العدوان أدى أيضًا إلى إصابة 32 ألف مواطن بجروح مختلفة 70 % منهم من الأطفال والنساء.
وأكد أن العدو ارتكب 15 مجزرة في 24 ساعة راح ضحيتها 256 شهيدا.
وحذر من كارثة صحية وشيكة نتيجة توقف مولد الكهرباء بالمستشفى الإندونيسي وكذلك مستشفى الشفاء في غزة.
وناشد كل الأطراف توفير ممر آمن لتدفق المساعدات الطبية إلى غزة بشكل عاجل.
إلى ذلك قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن ( إسرائيل ) أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار حربها واسعة النطاق المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين نوويتين.
وأبرز الأورومتوسطي ومقره جنيف، في بيان له، امس اعتراف جيش الاحتلال بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلو جرامات من المتفجرات.
ونبه المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 قدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات.
ومع التطور الذي طرأ على زيادة وفاعلية القنابل مع ثبات كمية المتفجرات قد يجعل الكمية التي أسقطت على غزة ضعفي قنبلة نووية، فضلا عن “إسرائيل” تعمد لاستخدام خليط يعرف بـ”آر دي إكس” (RDX) الذي يطلق عليه اسم “علم المتفجرات الكامل”، وتعادل قوته 1.34 قوة “تي إن تي”.
ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومترا، وفق البيان.
وقال المرصد الأور ومتوسطي إن كيان العدو تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة بعضها يبدأ من 150 كيلو غرام إلى ألف كيلو غرام، لافتا إلى تصريح وزير دفاع العدو الإسرائيلي “يوآف غالانت” بإسقاط أكثر من 10 آلاف قنبلة على مدينة غزة وحدها (تبلغ مساحتها 590 كيلو مترا).
وأشار إلى توثيق استخدام الكيان أسلحة محرمة دوليا في هجماتها على قطاع غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية والتي هي عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأوكسجين بسرعة وتتسبب بحروق بالغة من الدرجة الثانية والثالثة.
ووثق فريق الأورومتوسطي حالات إصابة بين جرحى العدوان الصهيوني على غزة تشبه تلك التي تتسبب بها القنابل العنقودية الخطيرة، كونها تحتوي على عبوات صغيرة عالية الانفجار لتخترق الشظايا الجسم وتحدث انفجارات بداخله، مع حروق بالغة تؤدي لإذابة جلود المصابين بها وفي بعض الأحيان إلى الموت، فضلا عن أن تلك الشظايا تحدث انتفاخا غريبا وتسمما في الجسم، بما في ذلك شظايا شفافة لا تظهر في صور الأشعة.
يضاف إلى ذلك استخدام العدو قنابل متفجرة ذات آثار تدميرية ضخمة في المناطق المأهولة بالسكان والذي يمثل أخطر التهديدات للمدنيين في النزاعات المسلحة المعاصرة ويفسر ذلك حدة الدمار الهائل وتسوية أحياء سكنية بكاملها وتحويلها إلى أنقاض وخراب في قطاع غزة.
وأكد الأورومتوسطي أن هجمات “إسرائيل” التدميرية والعشوائية وغير المتناسبة تمثل انتهاكا صريحا لقوانين الحرب وقواعد القانون الإنساني الذي ينص على أن حماية المدنيين واجبة في جميع الحالات وتحت أي ظرف، ويعد قتل المدنيين جريمة حرب، قد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حجم المتفجرات وفي الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها ولا تزال “إسرائيل” ضد المدنيين في قطاع غزة ومحاسبة المسئولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط ونفذ واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.

قد يعجبك ايضا