الثورة / قاسم الشاوش
لليوم الخامس على التوالي يواصل العدوان الصهيوني حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسط صمت دولي وعربي مخز وهرولة بعض الدول العربية إلى التطبيع ومساندة قوى الشر في العالم رغم كل جرائمه البشعة في حق الشعب الفلسطيني. يأتي هذا العدوان في وقت تسطر المقاومة الفلسطينية صفحات النصر في كتاب الصمود بوجه هذا العدوان الصهيوني الوحشي الذي مني بهزيمة ساحقة كشفت هشاشة هذا الجيش الهزيل أمام صمود وشجاعة المقاومة الفلسطينية الباسلة . وفي سياق تواصل حرب الإبادة الصهيونية ضد شعب غزة من خلال إيقاع مزيد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، ودمار مهول في المنازل والأبراج السكنية والممتلكات والبنية التحتية. فقد دمرت طائرات الاحتلال الصهيوني الحربية 22639 وحدة سكنية و10 مؤسسات صحية، فيما تضررت 48 مدرسة، في قطاع غزة وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا». وأفادت “وفا”، نقلًا عن مؤسسات محلية فلسطينية، بأن طائرات الاحتلال دمرت 168 مبنى بشكل كلي، تضم 1009 وحدات سكنية، و12630 بشكل جزئي، منها 560 وحدة غير صالحة للسكن في القطاع، إضافة إلى قصف 23 بناية وموقعًا في مدينة غزة. و10 مؤسسات طبية تعرضت للقصف، بينها 7 مستشفيات تتبع وزارة الصحة الفلسطينية، واستهداف 12 مركبة إسعاف بشكل مباشر، فيما تضررت 48 مدرسة بشكل جزئي جرّاء قصف طائرات الاحتلال. (ميدانيا) أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الشهداء جراء عدوان الكيان الصهيوني الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، والمتواصل منذ السبت الماضي، بلغت إلى 788 شهيدًا ونحو 4100 جريح. وذكرت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفاء” أن عدد الشهداء في القطاع ارتفع إلى 770 شهيدًا، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 4000 جريح، وذلك مع تواصل القصف المكثف على جميع أنحاء القطاع. وأضافت أن 18 شهيدًا ارتقَوا في الضفة الغربية بينهم 3 أطفال، بينما أصيب نحو 100 مواطن. كما استُشهد عدد من المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرون، في قصف على منزل شمال قطاع غزة لم يدخلوا في تحديث الوزارة. وقبل آخر تحديث لعدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة، قالت الوزارة في بيان إنّ من بين الشهداء 140 طفلًا و105 سيدات، وإنّ أكثر من 15% من الجرحى هم أطفال. وأكد أن هناك 70 مركز إيواء، تضم نحو 187 ألف نازح بفعل قصف الاحتلال المستمر على قطاع غزة. كما استُشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب آخرون، ظهر أمس، في قصف لطيران العدو الصهيوني على منزلين في مدينة غزة وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن سبعة مواطنين بينهم أربعة أطفال وسيدتان استُشهدوا في قصف لمنزل عائلة شيخ العيد في رفح جنوب القطاع. وأشارت الوكالة إلى أنه تم انتشال جثمان شهيدة من تحت ركام منزل بحي الزيتون جنوب محافظة غزة، بينما لا يزال عدد من سكان المنزل تحت الركام. وفي اطار الرد المشروع للمقاومة الفلسطينية ردا على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء غزة شنّت “كتائب القسّام” ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ نحو عسقلان المحتلة، بعد انتهاء المهلة التي منحتها “القسام” لسكان المدينة لمغادرتها. وقالت القسّام في بيان: “التهجير بالتهجير، وإذا لم يوقف الاحتلال سياسة تهجير المدنيين سنُواصل دكّ مدينة عسقلان حتى تهجيرها، ثم ستنتقل لتهجير مدينة أخرى». وفي وقت سابق قال الناطق العسكري باسم “القسّام” أبو عبيدة في تغريدة على تلغرام: “ردًا على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة، فإننا نمهل سكان مدينة عسقلان المحتلة لمغادرتها قبل الساعة الخامسة وقد أعذر من أنذر». كما أعلنت “كتائب القسّام” إطلاق رشقات صاروخية على تل أبيب وهرتسيليا ومطار بن غوريون ردًا على استهداف المدنيين. من جهة أخرى نشر جيش العدو الصهيوني أمس، أسماء 38 جنديا صهيونيا إضافيا قتلوا في الاشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين ومن بين الأسماء، ضباط برتب عالية، وجنود من الاحتياط، بحسب وسائل إعلام العدو. وبذلك يكون جيش العدو قد أعلن عن هوية 122 من عناصره قتلوا منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” السبت الفائت. وشنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، عملية نوعية ومباغتة فجر السبت 7 أكتوبر، استهلتها بإطلاق 5 آلاف صاروخ، وعمليات تسلل إلى مستوطنات الغلاف أدت إلى اشتباكات عنيفة خلفت مئات القتلى الصهاينة وأسر العشرات. ويشن العدو الصهيوني بآلته الحربية وطيرانه الحربي، عدواناً واسعاً على قطاع غزة، حيث قصفت طائرات العدو الحربية أحياء سكنية، ودمرت عشرات الأبراج والمباني، واستهدفت كذلك المساجد في مختلف مناطق القطاع. إلى ذلك كشفت صحيفة هآرتس الصهيونية نقلًا عن قائد الفرقة العسكرية 98 الصهيونية العاملة قرب غزة، أنّ غرف عمليات لجيش العدو الصهيوني دمّرت بالكامل بمن فيها من جنود. وأفادت بأن كتائب الشهيد عز الدين القسام خاضت معارك على مساحة أكثر من 600 كم، قرابة ضعف مساحة قطاع غزة، وسيطرت على ثلاثة في المائة من مساحة فلسطين في السابع من أكتوبر أول أيام معركة “طوفان الأقصى». وتوزعت معارك القسام على أكثر من 21 نقطة اشتباك في ذروتها، كانت أبعدها في مستوطنة “أوفاكيم”، ثم تحولت العمليات مع مرور الساعات إلى نقاط اشتباك وإرباك دون أن تفقد كتائب القسام قدرتها على الحصول على إمدادات من الخطوط الخلفية. وأعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، صباح السبت الماضي، عن البدء بعملية “طوفان الأقصى”، رداً على جرائم العدو الصهيوني واعتداءاته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته. إلى ذلك قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: إننا أبلغنا كل الجهات التي تواصلت معنا بشأن أسرى العدو لدى المقاومة أن هذا الملف لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة. ونقلت وكالة “فلسطين الان” أمس الثلاثاء عن هنية قوله إن الدمار والوحشية التي تمارسها حكومة العدو الفاشية ضد شعبنا البطل في غزة تعكس النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة منذ بدأت معركة طوفان الأقصى، وأن كل ما يقوم به العدو لن يمسح عار الهزيمة التي نزلت به، وسوف يدفع العدو ثمناً باهظاً على جرائمه وإرهابه. وأضاف: “يثبت شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من جديد أنه على مستوى معركة طوفان الأقصى التي دشنت مرحلة التحرير، وأثبتت قدرته على الصمود والتحدي واستعداده للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل حريته وكرامته، وها هو يفشل مخططات العدو في الفصل بين الشعب ومقاومته الباسلة». وأكد على أن معركة طوفان الأقصى هي معركة فلسطينية القرار والتنفيذ، وهذا لا يقلل من قناعتنا بوجوب المشاركة والدخول في هذه المعركة من كل أبناء أمتنا، وفي مقدمتها قوى المقاومة. من جهته اعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم، أن تصريحات وزير حرب العدو الصهيوني، يواف غالانت، بمنع الغذاء والماء وقطع الكهرباء عن أهالي قطاع غزة، ووصفه أبناء فلسطين “حيوانات بشرية”، تفوق السلوك النازي، وعنصرية وقحة، وينتمي لمنطق العصابات. ونقلت وكالة “فلسطين الآن” الإخبارية عن قاسم في تصريح صحفي، أمس الثلاثاء، قوله: إن ذلك “يستدعي موقفاً واضحاً من المجتمع الدولي والجهات الحقوقية الدولية». وكان غالانت قد أمر بقطع الماء والغذاء والكهرباء عن القطاع، في استمرارٍ للعدوان الصهيوني، الذي خلّف 687 شهيداً منهم 140 طفلا و105 سيدات و3726 جريحاً بإصابات مختلفة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة بغزة حتى اللحظة.