ذكرى المولد النبوي مناسبة جامعة للمسلمين

محمد صالح حاتم.

 

 

أرسل الله نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى العالمين كافة، إلى جميع البشر، لم يخصه بقوم بعينهم، أو أمة بعينا، أو قبيلة معينة، بل أرسله إلى العالمين مبشرا ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
ولذلك فإن ذكرى ميلاده تعد مناسبة عظيمة يجب الاحتفال والفرح بها من جميع المسلمين، هذه المناسبة التي ما إن تأتي حتى تتعالى الأصوات بين مؤيد لها وبين منكرا للاحتفال والفرح بقدومها، وبين محرم ومنكر لفعالياتها، نسمع أصوات نشاز، تنعق من هنا وهناك، تحرم وتجرم، وتنكر وتبطل مشروعية هذه الفعالية، بحجة واهية ومنها لم يحتفل الرسول بها، ولا الصحابة الأوائل والخلفاء والأمراء،… بينما هم يحتفلون بأعياد ميلادهم وبأعياد ميلاد أمرائهم وحكامهم، وبأعياد رأس السنة الميلادية، والأعياد الوطنية، وينفقون مئات الملايين ويقيمون الحفلات والرقص والغناء واللهو والمرح، والسهرات ويزينون الشوارع والبيوت والمؤسسات، ويعلقون اللافتات والصور في الشوارع، والمحال وغيرها، وهذا لم يكن في عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا عهد الصحابة والخلفاء والأمراء. تناقض عجيب.
ذكرى المولد النبوي هي فرصة لتوحيد الأمة الإسلامية وجمع كلمتها، لأنها تخص نبيها ورسولها الذي لا خلاف عليه والكل مجمع أنه نبي الأمة جمعا…
فالاحتفال بمولده والفرح بهذه المناسبة ليس خاصا بدولة دون غيرها، وليس حكراً على حزب دون آخر أو طائفة دون طائفة، أو جماعة دون غيرها من الجماعات، بل هو من حق الجميع وعلى الجميع الاحتفال بها…
ومن يحتفل ويفرح يجب ألا يكون ذلك من باب المزايدة السياسية، ولا الدعاية الانتخابية، بل تعبيراً عن مدى الحب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والارتباط به وبما جاء به، وكذلك أن الاحتفال والفرح بذكرى المولد النبوي الهدف منها إحياء سنته وغرس محبته وما جاء به في نفوس الأبناء والأجيال، ليظل راسخا في عقولهم وأذهانهم، ليعرفوا من هو نبيهم، ويتعرفون على سيرته ومناقبه وتعاليم الدين الذي جاء به، خاصة ونحن نعيش في عالم مفتوح، وأصبح العقل رهينة لما ينشر ويذاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي..
فما احوج الأمة الإسلامية لإحياء هذه المناسبة ومعها إحياء تعاليم الدين الإسلامي، ومنها المحبة والسلام وجمع الكلمة، وتوحيد الصف وحل الخلافات بتحكيم كتاب الله الذي جاء به نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم..

قد يعجبك ايضا