السلام على أرضك

 

ماريا الحبيشي
السلام على جراحك النازفة، وعلى ألحانك العازفةٌ، السلام على جبالك الخضراء وسهولك الممتلئة بالمياه الزرقاء، السلام على عصافيرك المحلقة في كبد السماء السلام على بيوتك العامرة بالعطف والحنان.
السلام على قلبك الحزين حتى يبرأ وأرضك الطاهرةٌ حتى تُشفى، السلام على شعبك الصامد وقلوبهم الصابرة، السلام على عينياك الحزينة وزهورك الذابلة.
أنا أعلم يا وطني الحبيب أن الخيبة تعانق جراحك لذا.

أخبرني:
كيف هو حال قلبك يا وطني بعد تلك الحروب التي أشتعلت في أعماقك، هل لا زالت المياه تجري في وديانك؟ وهل مازالت الفراشة ترقص فوق بساتينك؟ هل لازال الربيع يزين حقولك؟
أخبرني إن كان كل شيء على مايرام ،
فقد احترت من دمعة عينيك، وثغرك الباسم، وردائك الزاهي، وتلك البعثرات فوق سفوحك.
فاعذرني يا وطني الحبيب فقد أسهبتُ بالتحية من شدة الوجع، قبل أن أسألك عن حالك وحال شعبك الحكيم ؟!
فإني أراك تبتلع دموعك بصمت ،تحاول إخفاء جراحك لعلك تُراضى جميع الأطراف في ضلوعك، تخاف كسر أحدهم فتّتألم أنت، تحاول تلملم أجزاءك المشتتة لتجمعهم إلى أحضانك مرةٌ أخرى.

ولكنهم حدّث ولا حرج، يعيثون في تاريخك فساداً، وهل كان إخلاصهم لك صعباً لهذه الدرجة؟
سامحني إن عادت كلماتي لتفتح لك أبواب الأنين مجددًا، ولكني حاولت بكل جهدً أن أخفف عنك ولو قليلاً ممّا تعاني من تلك النيران المشتعلة فوق هامتك، فأنا أود رؤيتك مبتهجًاً مبتسمًا تلوح للحزن مودعًاً لهُ من فوق تلك التلال الخضراء المرتفعة ،فلا بأس بمرور أيام عجاف سنجتاز كل شيءً موجع معا، فقط كل ما احتاج منك هو أن تكون مبتسماً للغد متفائلاً ببزوغ الفجر من خلف تلك العتمتة.
فكن على ثقة يا وطني أن لديك رجالاً أبطالاً يدافعون ويحمون ويحرسون ويضحون من أجل رؤية السلام في عينيك الحزينة، ولا عليك مما مضى كانت أياماً قاسية تجرعنا فيها الحرب والجوع والمرض دفعةً واحدٌة، ولكننا قاومنا ونهضنا من تحت الدخان نرسم لوحة مملوءة بالحب والسلام.

قد يعجبك ايضا