سوسن العريقي تغذي السينما بجماليات الشعر



للمخرجة اليمنية « صورة » على الرغم من فوز فيلم الشابة سوسن العريقي بجائزة أفضل فكرة في مهرجان طيبة للأفلام القصيرة الذي نظم اخيرا في القاهرة وهي الجائزة الثانية التي يحصل عليها الفيلم الذي سبق وحاز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب في المغرب 2012 إلا أنها تنفي وجود
افتقار « الحياة » سينما في بلادها. مؤكدة في حديث مع ناهيك عن » اليمن إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية لدينا تجارب » وتقول .« البيئة اللازمة لصناعة السينما سينمائية فردية تصر على أن تحقق أحلامها رغم كل الظروف المحبطة. فالأولويات في اليمن تنصب على حل النزاعات بين أصحاب المصالح. ولا حضور للسينما في .« الاهتمام العام تنتمي العريقي الى الجيل الشاب من المخرجين اليمنيين.
وهي تجمع بين كتابة قصيدة النثر والإخراج. ولعل من المصادفة أن يتساوى عدد مجموعاتها الشعرية مع صورة « و « بنت البحر « و « ممنوع » : عدد افلامها وهي في فيلمها الأخير هذا تواصل العريقي تغذية السينما .»
بجماليات الشعر بوصفه رؤية للعالم جامعة في عملها بين كثافة الصورة الذهنية والسينمائية.
في نحو 4 دقائق السلطة الذكورية « صورة » يعالج فيلم في المجتمع المحافظ منتقدا هيمنة الرجال على النساء
من خلال رجل يقف أمام الكاميرا وخلفه زوجاته الأربع محجبات كليا بقماش أسود. يظهر الرجل في الصورة
الأولى متحركا يصلح من هندامه بينما النساء مجرد خلفية جامدة واقفات وكأنهن تحجرن في أماكنهن.
في الصورة الثانية يبدل الرجل لباسه التقليدي ببذلة أجنبية وربطة عنق من دون أن يطرأ أي تغييرعلى
وضعية النساء. لكن وفي لحظة التقاط الصورة تكشف احداهن عن وجهها فتأتي الصورة مضاءة بتمرد المرأة
على سلطة الزوج وسلطة الحجاب.
تؤكد العريقي وجود علاقة جدلية بين الشعر والسينما.
الصورة أو الفكرة » وتقول إنها من خلال الشعر ترسم « بالكتابة وفي السينما أعبر عن الفكرة بالصورة
موضحة أن هذا التداخل يفسح المجال لإعادة بناء الفكرة وتطويعها. وتذكر أنها تستمد افكار أفلامها من
قصائدها. مؤكدة أنها لا تستنسخ الشعر بل تستلهم » صورة » رغم أن فكرة فيلم » طاقاته التخييلية. وتقول
من كتابي الأول « ظل له شوارب » مستمدة من قصيدة لكني لا أفسر النص الشعري أو أحوله « مربع الألم »
إلى صورة سينمائية بقدر ما أكتب سيناريو موازيا بفكرة أستطيع أبرازها من خلال الفيلم بينما في فيلم
« صوتي الذي لا أسمعه » كانت قصيدة « بنت البحر »
جزءا من سيناريو « أكثر من اللازم » من كتابي الثاني
الفيلم.
عدم صلاحية البيئة اليمنية » واشتكت العريقي من لصناعة سينما وعدم توافر الحاجيات الأساسية
للإنسان مايجعلك تشعر بأنك تعيش في عصور وتلفت الى صعوبات يواجهها صانع الأفلام .« غابرة
مثل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي مايترتب عليه تعطيل شبكة الإنترنت وهذا يجعل تحميل الفيلم الى
الجهة المراد المشاركة فيها صعبا للغاية. في وقت ترفض شركات البريد العالمية نقل اي اقراص مضغوطة قادمة
من اليمن.
وتنفي العريقي وجود دعم رسمي للسينما مشيرة الى أنها تنتج افلامها بجهود ذاتية وتعاون بعض الممثلين
والممثلات وتقول إن وزير الثقافة السابق أبوبكر المفلحي صدمها عندما لجأت إليه ليعيرها كاميرا التصوير
لكنه بدلا من أن يساعدني » التابعة لمؤسسة السينما أمر رئيسة مؤسسة السينما حينها أن تؤجرني الكاميرا
.« بأجر يومي
وتكرس العريقي أفلامها كما قصائدها لتسليط الضوء على معاناة النساء في بلادها فيعالج فيلم
قضية انفصال جنوب اليمن عن شماله « بنت البحر »
من خلال العلاقة بين فتاة جنوبية متزوجة من رجل القيود على حرية « ممنوع » شمالي. بينما يعالج فيلم
الرأي والتعبير. وتقول العريقي إن عناصر في المخابرات في « بنت البحر » ضايقوا فريق العمل أثناء تصوير فيلم
2011 م.

قد يعجبك ايضا