إنجاز بعد إنجاز، وانتصارات تتلوها انتصارات، هذا ما عهدناه من الجهاز الأمني في حكومة صنعاء الأشاوس، من أعينهم ساهرة لا تنام على تموضعات العدو واستكاناته، خططه ومؤامرته، حقده وعدائه، فماذا سيكون المتوقع من رجال عاهدوا الله فصدقوا وما بدلوا تبديلا.
عملية أمنية نوعية وإنجاز استراتيجي كشف حقيقة خبث ومكر العدو الإسرائيلي والأمريكي ومن تولاه من جارة السوء ومملكة الكفر والعمالة الحقيقة الواضحة المعلنة عنها بعد كل إنجاز أمني؛ أن اليمن هي هدف من أهداف العدو الذي لا يهدأ ولا يستكين محاولاً إيقاف وعرقلة انتصارات هذا الشعب بعد موقفه العظيم منذ الـ7من أكتوبر، مما أوصلهم خبثهم وعداؤهم لغرس جواسيس وسط العاصمة صنعاء ومؤسساتها وحكومتها وجيشها، وتزويدهم بأحدث وأمكر الأدوات للتجسس ونقل المعلومات والإحداثيات التي من شأنها كانت سبباً في إراقة دماء المدنيين، وهو بمثابة إعلان سافر عن عدوان مشترك بين مخابرات العدو الأمريكي والموساد الإسرائيلي وكذلك المخابرات السعودية، حيث كانت الرياض مسرح الاجتماعات والتدريب الخيانية واللقاءات العميلة ضد حكومة صنعاء وجيشها وشعبها لثنيهم عن موقفهم المساند لغزة العزة وللقضية الفلسطينية، فالعدو لا يغفر لمن وقف إلى جانب الحق، بل يرى أنه يعتبر تهديداً وجودياً لمشروعه في المنطقة، بيد أن و في فترة وجيزة وأقل من عام أو أكثر بقليل، قامت وزارة الداخلية وجهازها الأمني بزف بيانٍ كان من شأنه إفشال مخطط تجسسي معقد كسر كهنوت التفوق الاستخباراتي للعدو، وقلع أعينه داخل العاصمة صنعاء ليتلقى العدو بهذا الإنجاز صفعة مدوية قوية، وفضيحة استخباراتية مروعة لم يكن يتوقعها أو يتم كشفها للعلن بهذه السرعة ورغم دقة أجهزته وأدواته في التخفي والتعامل، مما أثبت أن أهل القضايا الحقة والإيمان بالنصر الإلهي هما أقوى من كل الأسلحة المتطورة.
هذه الإنجازات الأمنية لم تكن دفاعاً عن الوطن فقط، بل كانت رسالة واضحة إلى العدو ومن تولاه أن اليمن أصبح يمن الواثقين بالله، شعبا ذوا يقضة عالية، وإيمان كبير، وثقة عظيمة بتأييد الله ومعيته رغم تكالب الأعداء عليه من خارج اليمن وداخلها من صغار النفوس الوضيعة والمرتهنة، من باعوا أنفسهم ودينهم ووطنهم وسلموا دماء أبناء وطنهم للعدو مقابل أبخس الأثمان، ومزامنة مع تصعيد جارة السوء يأتي التورط مع صف العدو الإسرائيلي، فهو عمل لا يترجمه إلا سلوك عدواني مباشر، يكشف عن نوايا خبيثة تخالف «خطة السلام» التي يتنصل آل سلول بعدم القدرة على استكمال بعض نقاطها متبججين بمواقف التنصل المعيبة، فيأتي هذا الإنجاز الأمني لحصر السعودي في زاوية التصعيد، وما مكرهم إلا في بوار .
وبهذا يعلن اليمن من خلال هذا الإنجاز أنه لم يعد ذلك البلد الذي يستهان به، بل صار قوة إقليمية لا يستهان بها، متمثلاً بقيادته وجيشه وشعبه، قادراً على حماية سيادته، وأنه الحصن المنيع أمام المؤامرات والدسائس التي يحيكها أعداء هذا الوطن، وأن الغلبة للمؤمنين الثابتين وهذا هو وعد الله لهم، ومن أصدق من الله قيلا.
