الثورة نت/
رفع الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي خلال كلمته في اجتماع الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية نسخة من القرآن الكريم مستنكرا ومدينا للاعتداءات عليه في عدد من الدول الاوروبية.
وقال: إنّ “احترام الأديان يجب أن يتصدر قائمة الأولويات في الأمم المتحدة”، مستنكراً عدم المبالاة بالكراهية تجاه الإسلام والفصل الثقافي في المجتمعات الغربية.
وأضاف: “إننا نواجه الآن حرباً على الإسلام وعلى الأسرة التي تشكل دعامة للتقدم البشري، وهذا الهجوم على المفاهيم الطبيعية ومنها مفهوم الأسرة هو تهجم على الإنسانية”، داعياً إلى ضرورة حماية نواة المجتمع وضرورة وفاء جميع المراجع الدينية بالتزاماتها تجاه موضوع حماية الأسرة.
واكد السيد رئيسي أن العالم الآن في مرحلة التغيير والانتقال إلى نظام دولي ناشئ وهذا المسار لا رجعة فيه، مشدداً على أن معادلة الهيمنة الغربية وفرضها على العالم لم تعد مناسبة وباءت بالفشل، حيث تمت إزاحة النظام الليبرالي القديم الذي كان يخدم مصالح المهيمنين والرأسماليين الجشعين.
وقال “الآن بعد أن تزايدت مقاومة وصحوة شعوب العالم أكثر من أي وقت مضى، وبرزت قوى ناشئة، فمن المؤمل أن يحكم العالم نظام جديد وعادل، والأمر الأساسي بالنسبة للنظام الدولي الجديد يتلخص في التخلي عن الهيمنة العالمية واستبدالها بالتعاون الإقليمي”، مشيراً إلى أن هيمنة الغرب لا تتماشى اليوم مع واقع العالم المعاصر، وأن النظام الليبرالي الذي سعى لعولمة القيم الأميركية أصبح بائداً.
وحول الوضع في منطقة الشرق الأوسط اعتبر رئيسي أن استقرار المنطقة يصب في مصلحة جميع دولها، مؤكداً أن أي “وجود أجنبي في المنطقة هو أصل المشكلة”.
وتساءل الرئيس الإيراني “ألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال لفلسطين والاعتراف بها كدولة مستقلة، وألم يحن الوقت لإنهاء احتلال بعض الأراضي اللبنانية والسورية من قبل الكيان الإسرائيلي”.
وبشأن الحرب في أوكرانيا أكد الرئيس الإيراني أن “استخدام العنف والحرب في أوكرانيا كانا بسبب الخطط الأميركية الهادفة لإضعاف الدول”.
ولفت السيد رئيسي إلى أن زعزعة أمن الممرات التجارية، وخفض مستوى الدول من حلفاء إلى دول تابعة وإعاقة النمو الاقتصادي للدول المستقلة، وخلق حروب بالوكالة في آسيا وأوروبا هي جزء من السلسلة الشريرة للسياسات الغربية، موضحاً أن “المفارقة في القضية أن هذه الإجراءات تقترح باسم الدفاع عن الديمقراطية لكن العالم كله بما في ذلك شعوبنا لمست المعنى الحقيقي للديمقراطية الغربية في غرب آسيا، وتعرف أنها مجرد كلمة السر للانقلاب والاحتلال والحرب”.
وتابع الرئيس الإيراني: إن “موقف العالم من مشروع ومدرسة الديمقراطية الليبرالية واضح، لأنهم يعرفون أنها ليست سوى قفاز مخملي تحته يد من حديد، أما الآن فالمدرسة التي أرادت أن تكون نموذجاً للعالم أصبحت عبرة وأوشكت على نهاية مطافها”.
وشدد السيد رئيسي على أن سياسة إيران تقوم على أساس حسن الجوار والسعي إلى زيادة التعاون الإقليمي وحظر التدخل الخارجي، مضيفاً: “لا ينبغي خلق شرق وغرب جديدين، وإيران تدعم أقصى قدر من التقارب الاقتصادي والسياسي داخل المناطق وفيما بينها، وهي مهتمة بالتفاعل مع العالم أجمع على أساس العدالة”.
وفيما يخصّ ما شهدته إيران في الفترة الأخيرة أوضح السيد رئيسي أن أعداء بلاده سعوا لفرض إراداتهم عليها لكن شعبنا هزم سياساتهم وانتصر، مشيراً إلى أنّ بعض الأجهزة الاستخباراتية الغربية تنقل المجموعات الإرهابية من منطقة إلى أخرى.
وحول خطة العمل الشاملة والمشتركة، قال السيد رئيسي: إن “أميركا انسحبت من الخطة وارتكبت جريمة بحق المشهد العالمي، وعلى الولايات المتحدة أن تعترف ما إذا كانت تريد مواصلة العمل بهذه الخطة أو لا”، مشدداً على أن “الأسلحة النووية ليس لها وجود في العقيدة الإيرانية”.
وجدد السيد رئيسي التأكيد على أنّ إيران لن تتنازل عن حقها في الحصول على طاقة نووية تستخدم في الأغراض السلمية، وقال: إنّ العقوبات الأميركية على إيران لم تأت بأي نتائج، وعلى واشنطن التوقف عن هذه العقوبات.