علماء السلاطين” في السعودية.. سهام خبيثة لطعن الإسلام

 

في بلاد الحرمين لم يعد غريبا احتضان النظام السعودي “علماء السلاطين” الذين يمثلون سهاما خبيثة لطعن الإسلام والانقلاب على هوية المجتمع السعودي.
فمع استمرار حملة اعتقال علماء المملكة وآخرهم الشيخ بدر المشاري قبل أيام والتي أدّت لاستنكارٍ شعبيٍ كبيرٍ، يسعى النظام السعودي لفرض المزيد من التضييق على العلماء.
وبمقابل ذلك يحاول كحال كل الطغاة تصدير ما يُسمّى بـ “علماء السلاطين” بدلًا منهم ليُوهم الناس ويدلّس عليهم دينهم.
ووظيفة “علماء السلاطين” هي تطويع نصوص الشريعة وتحريف معانيها لتناسب رؤية الحاكم ومصالحه السياسية.
ومن أجل ذلك تتنوّع أدوار “علماء السلاطين” بين مادح للحاكم ومؤيد لأفعاله وبين مؤوّل لتصرفاته وإضفاء الشرعية الدينية عليها وبين توظيف الدين لصالح المستبد من أجل حفنة من المال.
والمشترك في “علماء السلاطين” أمور:
– ثراؤهم الفاحش.
– عدم نيلهم محبة الناس وثناءهم.
– تخلّص الحاكم منهم بطريقة مهينة بعد انتهاء أدوارهم.
– لهم جرأة على الدين قد لا يمتلكها أعتى أعداء المسلمين.
محمد العيسى…حليف أعداء الإسلام
عند الحديث عن “علماء السلاطين” في المملكة، يبرز اسم محمد العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي الممولة حكوميا أولًا.
ليس لترؤسه أكبر منصب إسلامي في المملكة ولا لأنه عرّاب التطبيع الديني، بل لأنه تجاوز ذلك بمحاربة الإسلام علانية ووقوفه ضد المسلمين في بقاع شتى وتحالفاته المتينة مع أعداء الإسلام.
من أشهر مواقفه:
– مشاركة في “اتفاقية باريس للعائلة الإبراهيمية”.
– شراكة استراتيجية مع مجرم الحرب توني بلير.
استضافة اليمينية الفرنسية المتطرفة مارين لوبان التي وصفت الإسلام بالسرطان والهندوسي سادجورو المعادي للإسلام.
– مهاجمة المقاطعين لمنتجات فرنسا ومطالبته بالبحث عن بلد آخر.
السديس.. بوق التطبيل
تكمن خطورته في توظيفه لمنبر الحرم المكي الشريف للتطبيل لولي العهد وتمرير مصالحه السياسية، وهذا ما تجسّد في مواقف عدة جعلته واحدًا من أبرز أبواق النظام:
– تأييده للحصار على قطر ووصف إجراءاته بـ “السديدة”.
– وصفه ترامب بأنه يقود العالم للسلام رفقة الملك سلمان!.
وعُرف عن السديس الكذب والتدليس والتلاعب في نصوص الشريعة من أجل تبرير ما يقوم به سيّده ولي العهد!
إذ لم يتوانَ عن الكذب على المنبر والقول بأن البلد ليس فيه احتفالات مخالفة للقرآن والسنة، رغم انتشار حفلات هيئة الترفيه في العديد من مدن المملكة وما يرافقها من اختلاط وتعرّي وتحرّش!
ومن اللطخات السوداء في مسيرة السديس تأييده للحملة الشرسة التي قادها الأمير محمد بن سلمان نهاية 2017 ومطلع 2018 باعتقال عشرات العلماء والخطباء والمصلحين، ومنهم زميله في إمامة الحرم الشيخ صالح آل طالب.
وليته التزم الصمت، ولكنه أيّد تهم “الإرهاب” التي أُلصقت بهم.
ورغم تطبيله الذي فاق من سبقه بوصفه ولي العهد بأنه “شاب طموح ومُحدَّث ملهم” من على منبر الحرم المكي!
إلا أن هذا لم يشفع له بعد فضيحة استيلاء ولي العهد على معظم أمواله البالغة 600 مليون ريال، ليخرج بعدها مرتبكًا، ولكنّه أكّد البيعة على قاعدة الجامية “ولو أخذ مالك وجلد ظهرك”!
عبد اللطيف آل الشيخ…عدوّ المساجد
منذ تقلّد آل الشيخ منصب وزير الشؤون الإسلامية، وضع نُصب عينيه هدفًا واحدًا: محاربة المساجد وأئمتها وخطباءها، تجسيدًا لمطالبة كوشنر المشهورة بـ “تطهير المساجد” حيث أكّد المضيّ قُدمًا بتغيير أيديولوجيات المساجد لأخرى أشد موائمة لأمريكا والغرب!
البحث عن الدليل ومنها:
– جواز الاحتفال بعيد الحب.
– النقاب عادة متوارثة ليست من الدين.
– صيام عرفة بدعة وصيام 6 شوال لم يثبت.
– لا حد في الردة إلا إذا خرج المرتد عن الحاكم!
وبغض النظر عن فحوى فتاواه، فإنه لم يُبدِ هذه الآراء قبل عهد ولي العهد؟
الكلباني وتسقيط الرموز الدينية
استُخدم عادل الكلباني لإسقاط هيبة رجال الدين من نفوس العامة بتسقيط رمزيتهم.
فبعد أن كان إمامًا للحرم المكي تحول لـ “كومبارس” في فعاليات الترفيه وصار يبحث عن أدوار البطولة عند قدمي تركي آل الشيخ.
ظهر عادل الكلباني في مواقف كثيرة تنتقص من مكانة رجال الدين، فما بين تزلّف مقيت لتركي آل الشيخ وبين ترويج للإعلانات التجارية وبين تشبيهه الموسيقى والمعازف بالبيبسي والبرغر.
تعرّض للإهانة والاستهزاء في ستوديو22 ليصبح مادة دسمة لسخرية المغردين.
كُثُرٌ هم علماء السلاطين الذين ارتضوا أن يبيعوا دينهم بمتاع رخيص من الدنيا، وكثيرة هي المزالق التي انحدروا إليها.
فبعضهم كيوسف السعيد، نائب عبداللطيف آل الشيخ يؤكد بأن علماء البلاط أمثاله يكتبون التقارير الاستخباراتية ضد من يخالف رأيهم، ويشرعون للحاكم سجنهم وجلدهم وقتلهم.
أمّا محمد بن أحمد الفيفي فيفتخر بكل صراحة بأن يكون مطبًلًا وعميلًا ورجل مباحث واستخبارات للدولة يتجسّس على رواد المساجد وطلاب العلم، ولا يرى في ذلك بأسًا أو إشكالًا ما دام يقبض دراهمه نهاية كل شهر.
ولأن منهج “علماء السلطان” يقوم بالأساس على طاعة ولاة الأمر لحدّ التقديس، لا يجد صالح الفوزان حرجًا في جعل منزل ولاة الأمر بمنزلة القرآن، ويعتبر الاستهزاء بهم كالاستهزاء بآيات القرآن.

قد يعجبك ايضا