الثورة نت/ وكالات
يبدو أن هناك تخوف غربي كبير من تشكيل تحالف ثلاثي بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين هذه الدول العملاقة للتنسيق لعصر جديد.
فيما تسعى روسيا والصين وكوريا الشمالية كلا على حدة في هذا الاتجاه سواء من خلال تبادل الزيارات ورفع مستوى التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري أو تبادل الخبرات والتقنيات في مجال الأسلحة العسكرية المتطورة، بحسب مراقبين.
وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، الخميس الماضي، أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، قاد عرضًا عسكريًا، يُظهر طائرات مسيرة وصواريخ بالستية، بحضور وفد عسكري روسي بقيادة وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ووفد من الصين.
وأضافت الوكالة: إن كوريا الشمالية أكملت أعمال التحسين في داخل “برج الصداقة بين كوريا الشمالية والصين” الذي تم إنشاؤه تكريما للجيش الشعبي التطوعي الصيني الذي قاتل في الحرب الكورية، بمناسبة الذكرى السنوية السبعين للهدنة.
وتابعت: إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ- أون أصدر توجيهات مباشرة، لإجراء تحسينات تشمل حتى الأعمال الفنية والعروض الجديدة.
وأقيم حفل الانتهاء من أعمال التحسين في يوم 28 يونيو بحضور رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى تشوي ريونغ- هيه، والسفير الصيني لدى كوريا الشمالية وانغ ياجون.
وقال السفير وانغ خلال الحدث: إنه تم إظهار رغبة شعبي البلدين في التطوير المستمر للصداقة الدائمة بين الصين وكوريا الشمالية.. مؤكداً أنه مهما تغير الوضع الدولي والإقليمي، فإن الصين تسعى لحماية العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية وتعزيزها وتطويرها باستمرار.
بدوره.. قال وزير الإدارة الحضرية الكوري الشمالي إيم كيونغ-جيه: إن الوحدة والتعاون بين شعبي كوريا الشمالية والصين، اللذين تجسدا في النضال المشترك ضد القوى الإمبريالية المتحالفة بقيادة الإمبرياليين الأمريكيين، تصبح بمثابة مثال حي للأممية.
وأضاف: إن كوريا الشمالية تسعى لتوطيد العلاقات الودية والتعاونية مع الصين بما يتماشى مع متطلبات العصر الجديد.
ويرى مراقبون أن كوريا الشمالية تسعى لتعزيز التحالف الثلاثي مع الصين التي تتنافس استراتيجيا مع الولايات المتحدة، والتحالف مع روسيا التي تستمر في الحرب مع أوكرانيا، من أجل المواجهة ضد التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان.
ويبدو أن كوريا الشمالية تؤكد على تحالف الدم مع الصين من خلال تحسين برج الصداقة.
في السياق ذاته.. ذكرت صحيفة بريطانية، أن تشكيل تحالف بين روسيا والصين وكوريا الشمالية قد يكون له “عواقب وخيمة” على الغرب، بينما يقول محللون: “إن تحالف روسيا المرعب مع الصين وكوريا الشمالية ستكون له عواقب وخيمة”.
ونقلت صحيفة “ديلي إكسبرس” عن المحللين قولهم: إن “التحرك السياسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث سيسمح لها بمساعدة بعضها بعضا في بناء القدرات العسكرية وتعزيز التنمية الاقتصادية، الأمر الذي يثير قلق الحكومات الغربية”.
ووصل وزير الدفاع الروسي، يوم الثلاثاء الماضي، على رأس وفد عسكري إلى بيونغ يانغ للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ70 في انتصار كوريا الشمالية بالحرب الكورية التي جرت بين عامي 1950 و1953.
والتقى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في أثناء زيارته لبيونغ يانغ، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وتم تبادلا وجهات النظر بشأن الأمن العالمي والإقليمي.
وفي وقت سابق، قال وانغ يي: رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية، إن العلاقات بين روسيا والصين صمدت وسط التغيرات الدولية الكبرى وأصبحت أكثر نضوجًا.
وكان السؤال الأبرز خلال الشهور الماضية هو مدى إمكانية إنشاء تحالف عالمي جديد قادر على مواجهة الولايات المتحدة، على خلفية الصراعات الكبرى التي تورطت فيها واشنطن، وفق ما جاء في صحيفة “فزغلياد” الروسية.
وذكر تقرير لـ”غيفورغ ميرزيان” أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، نشرته “فزغلياد”، أنه قبل انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، نبه الخبراء الأمريكيون إدارة الرئيس جو بايدن لضرورة اختيار العدو سواء كانت روسيا أو الصين.. لافتين إلى أن الصراع على جبهتين، إن لم يكن مدمرا، فسيكلف الولايات المتحدة الكثير.
وأشار ميرزيان إلى أن مشكلة واشنطن الحقيقية تكمن في خطر تصعيد الوضع ليس فقط على جبهتين، بل على أكثر من ثلاث جبهات كونها تخوض اليوم صراعا مع موسكو وبكين وأيضا مع إيران بسبب الملف النووي.
ووفق الكاتب؛ فقد كتبت وكالة “بلومبيرغ” في عام 2022 أن خصوم الولايات المتحدة الأساسيين ليسوا حلفاء بالمعنى التقليدي للكلمة، ولكن إذا انسجموا، سيصبحون قوة عظمى تتجاوز قوتها القدرات العسكرية الأمريكية.
وأجرت كوريا الشمالية خلال السنوات الماضية تجارب على عشرات الصواريخ المتزايدة القوة التي يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.
وفي المقابل، زودت الولايات المتحدة كوريا الجنوبية بالغواصة بدعوى مساعدتها في التعامل مع التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية.. وقبل نشرها، كانت هناك تهديدات بالانتقام من قبل السلطات في بيونغ يانغ، التي حذرت الولايات المتحدة من أن إرسال أسلحة نووية إلى شبه الجزيرة يمكن أن يؤدي إلى أزمة نووية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون: إن الصين، على عكس كوريا الشمالية، امتنعت طوال عام الحرب في أوكرانيا عن تقديم مساعدات مادية لروسيا.
وأكد الرئيس جو بايدن لزعيم الصين شي جين بينغ، أن أي خطوة من هذا القبيل ستكون لها عواقب بعيدة المدى.
ووفقا لـ”نيويورك تايمز” فإنه ليس هناك شك في أن دخول الصين إلى الحرب بهذه الطريقة من شأنه أن يحول طبيعة الصراع إلى صراع تاريخي يضم جميع القوى العظمى الثلاث الكبرى في العالم وشركائها من الأطراف المتعارضة: روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية المتحالفين ضد الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلفائهم وشركائهم الأوروبيين والآسيويين بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية.