ذاتية وواعدِة بتحقيق الاكتفاء: إطلاق مشاريع تنموية تتكئ عليها أسر منتجة لتنهض بمستواها المعيشي

الثورة / صفية الخالد
كما هو المعلوم والظاهر بالاستجابة وابداء الارتياح العام حول الانطلاقة القوية والانتشار الواسع في عدة مشاريع تنموية تتكئ عليها الأسر لتنهض بمستواها المعيشي، حين كان لا يوجد أي صدى لمعنى مشاريع تنموية ذاتية في الأعوام السابقة، كما أوضحت الأسر في وعي المجتمع ما قبل العدوان وخلاله حول الاكتفاء الذاتي والالتجاء للمشاريع الإنتاجية.
هنا نساء اليمن الصابرات يظهرن للعالم واقعهن التنموي الإنتاجي، ويدسن على العوز والانكسارات بخوض التجارب وتحويل التحديات إلى فرص ليرفعن بعزيمتهن وإصرارهن التنموية تنمية الوطن، برغم استمرار الحصار، أتجهت الكثير من الأسر إلى ميادين العمل والفعل ونجح هذا التوجه، واستطعن أن يبدأن بمشاريع في أكثر من مجال في ظل ما يحظين به من تشجيع مباشر من قيادة الثورة والمجلس السياسي الأعلى للنهضة الإنتاجية الوطنية..
في هذه العجالة نسرد قصتين لنموذجين من الأسر الجديرات بالاحتذاء بهما، التقيناهما وسردن لنا بدايات مشاريعهن.
البداية مع الأخت الخنساء الزبيدي من مواليد العراق، روت لنا قصة مشروعها، حيث نشأت فكرة اكتفائها من فلذة كبدها «ابنتها» حيث كانت متفوقة في دراستها حتى أنه كانت رغبتها الأولى والأخيرة هي التخصص في طب الأسنان، فتقدمت بجامعة صنعاء إلا أنه لم يحالفها الحظ ما بين آلاف المتقدمين، لكن إرادتها لم تنكسر خصوصاً بوجود من يُسندها من أهلها.
وتواصل «اضطررت لدخول جامعة خاصة لتحقيق مُناها، ونتيجة آثار العدوان الذي عمل على تدني المستوى الاقتصادي لكل أسرة فكرت والدتها في مشروع يضمن الدخل لتساند بها استمرار ابنتها في التعليم الجامعي وتعين بها أسرتها».
مشيرة إلى أنه «اختارت الأم مشروعاً تمتاز في تحضيره وهو المخللات والعشار وما إلى ذلك، وانطلقت بمسمى «سَاور تشيليز»، وقررت الاعتماد على نفسي».
وتسترسل «امتلك مهنة وواثقة أنه سيكون لها قبول لدى المجتمع، وفعلاً لقيت ترحيباً ممن تذوقوا منتجاتي خاصة وأن الوعي العام بالاكتفاء الذاتي أصبح غريزة لدى الجميع بأن يتجهوا نحو التصنيع والمشاريع المختلفة التي تنهض بها المجتمعات، وكونيّ في اليمن لمدة 20 عاماً أصبح بلدي ووطني وما يهمه يهمني فحبيت أني ادعم اقتصاد بلدي ولو بنسبة بسيطة من إنتاجي «.
ولفتت إلى أنها «تقدمت خطوة لتعتمد 3 نقاط بيع رئيسية، حتى تمكنت في التسوّق أكثر حتى أنشأت لها مواقع الكترونية خاصة بتسويق منتجاتها، إلى أن وصل لها أحد منشورات سوق الخميس الذي بدوره يسوّق ويروّج منتجات للعديد من الأسر، فابتهجت واستبشرت خيراً بمنشورٍ بسيط أصبح لها نقطة تقدم لمشروعها، فانضمت لهذا السوق ليكون حضورها كل خميس في ميدان التحرير، وفي ثالث يومٍ من انضمامها أبدت ارتياحها عما يقدمه السوق من خدمات ومساندة لهذه الأسر».
مضيفة «ألزمت نفسها بضبط جودة ما تعمله كي تكسب ثقة جمهورها، باذلة في ذلك لتطوير من مشروعها».
واستشرقت لمستقبلها متمنية التعاون أكثر لمشروعها والمشاريع الأخرى حتى يتوسع ويصبح معملاً إنتاجياً، قائلة: « لديّ القدرة لتحمّل عبء إنتاج كميات كبيرة إلا أنني لا أملك الدعم الكافي لفتح معمل والتوسع في مشروعي».
العلاج الطبيعي
وفي لقائنا بإحدى الأسر المنتجة المتخصصة في الأعشاب الطبيّة والطبيعية، الأخت « أمة الخالق صُلح « صاحبة مشروع الأيادي المبدعة، أفادتنا بأنها متخصصة في هذا المجال ولديها أبحاث حوله وكرست حياتها بالتوعية والإرشاد في ذلك، فبدأت في عام 2013 لكنها لم تتلق أي قبول وتجاوب ممن حولها لعدم وجود الوعي الكافي، وأوضحت ذلك قائلةً: «بدأت بهذا المشروع والتوعية حول استخدام الأعشاب الطبية للعلاج وغيره، إلا أن المجتمع لم يكن لديه الوعي الكافي باستغلال ما لديه من خيرات وتحويله لصناعات يُستفاد منها، لو يكن موجود معنى الاكتفاء الذاتي في هذا المجال حتى كان البعض يُفضل شراء واستعمال الأدوية المُصنّعة من الصيدليات على العلاج الطبيعي، لكنني لم أتوقف بل واصلت في التوعية والتدريب وطوّرت من مشروعي حتى وفقني الله سبحانه وتعالى وسخّر لي مجتمعات لتكون حاملة لقضية الاكتفاء الذاتي واستغلال خيرات بلده، فكما أن العدوان والحصار أضعف اقتصاد البلد لكنه جعل المجتمع اليمني يتجه نحو الصواب وتقبل ونهض بجميع مشاريعه الإنتاجية المحلية».
ومن ذلك أوضحت أمة الخالق أن نتيجة صبرها وتوعيتها لغيرها أثمر خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، فأصبح لديها محل خاص بها في منطقة الجراف جوار مركز خيرات وتحت مسمى مشروعها « الأيادي المبدعة «، ليكون نقطة رئيسية خاصة بمشروعها أضفى عليها تغيير ملموساً في تسويق منتجاتها، وحين تعالا صيت سوق الخميس انضممت فيه وهي الآن في عامها الثالث ماكثة في هذا السوق، قائلة: «سوق الخميس أصبح لديّ مكاناً أنتمي إليه وأروّج فيه منتجاتي، هذا السوق فتح لنا وللكثير من الأسر فرصة ثمينة، وهذا ما نريده من بقية الجهات لتقدم ما تستطيع تقديمه في خدمة الوطن».