في خطوة غير مسبوقة.. كوادر مؤسّسة الكهرباء يبدأون تشغيل محطات التوليد بالمازوت بدلاً عن الديزل

 

تواجه محطات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى حالة التقادم والإهلاك التي تعاني منها المعدات والمولدات، ارتفاعا كبيرا في كلفة نفقات التشغيل مع نقص كبير في الطاقة المتولدة بالقياس إلى الطاقة المطلوبة، حيث أن مجموع ما تولده كافة المحطات التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء العاملة في صنعاء والحديدة لا يتجاوز 50 % من الطاقة المطلوبة لتغطية احتياجات المواطنين من التيار الكهرباء.
وفي مسار التغلب على الإشكالية والمتمثلة في ارتفاع أسعار مادة الديزل، نجح كوادرُ المؤسّسة العامَّة للكهرباء في تحويلِ عدد من محطات توليد الكهرباء للعمل بنظام الوقود الثقيل (المازوت) بدلاً عن الوقود الخفيف (الديزل)، بدءًا من محطة حزيز، فيما لا يزال العمل جاريًا في محطات ذهبان بصنعاء، والحالي والكورنيش بالحديدة؛ وذلك في خطوة غير مسبوقة في تاريخ محطات التوليد التابعة للمؤسّسة العامة للكهرباء.
للتعرف على خطوات هذا النجاح، وقياس مدى فاعليته في التخفيف من المعاناة، أجرت «الثورة» استطلاعا مع المختصين وقيادات في الكهرباء:

الثورة/ يحيى الربيعي

أوضح الدكتور عقيل القاسمي – مدير عام التوليد بالمؤسّسة العامة للكهرباء، أن كوادر وزارة الكهرباء والطاقة ممثلة بالمؤسّسة العامة للكهرباء توشك على الانتهاء من تحويل نظام الوقود لمحطة حزيز وذهبان ومحطات الحالي والكرنيش من المازوت إلى الوقود الثقيل (المازوت)؛ لما من شأنه توفير ملايين الريالات على المؤسّسة العامة للكهرباء.
وأكّـد القاسمي في تصريح لـ «الثورة»، أن الإقدام على هذه الخطوة هو ترجمة واقعية لكتالوجات المصنع بإمْكَانية تشغيل المولد بأحد أنواع الوقود السائلة الديزل أَو المازوت.
وأشَارَ إلى أنه في وقت سابق كانت قيمةُ وقود الديزل مساويةً لقيمة المازوت، وعليه لم تستدعِ الضرورة تشغيلها بالمازوت؛ نظراً للأعمار القصيرة لقطع الغيار التي تستدعي تغييرها عند التحول للتشغيل بالوقود الثقيل، ولكن عند تغير هذه القيمة الشرائية، حَيثُ أصبحت قيمة المازوت أقل من الديزل، أقدمنا على عملية التحويل إلى المازوت، تحت معاييرَ هندسية بحتة.
وَأَضَـافَ مدير عام التوليد، «تم البحثُ والدراسةُ للمتطلبات الفنية الهندسية المطلوبة للتنفيذ، وتم اعتمادُها واعتمادُ موازناتها من قبل قيادة المؤسّسة العامة للكهرباء ممثلة بالدكتور هاشم الشامي الذي لا يألو جُهدًا في رفعِ كفاءةِ التشغيل الفني والاقتصادي لتخفيف آثار التكلفة للكيلو وات على كاهل المواطن الذي يعاني من الحصار والعدوان؛ فكان لزامًا علينا إجراء هذه العملية كجزء من جهادنا المُستمرّ من موقع مسؤولياتنا في وضع الحلول من منطلق الواقع والإمْكَانيات المتاحة لوحدات توليد متهالكة وأعمار افتراضية منتهية من عقود مضت».
بدوره، قال مدير محطة حزيز: تشغيل محطة حزيز (1) بالمازوت والعمل جارٍ لتشغيل مولدات أُخرى خلال الأيّام القادمة يأتي في إطار تحقيق استراتيجية وزارة الكهرباء بشأن الانتقال لنظام التوليد بالمازوت بدلاً عن الديزل؛ نظراً لفارق الكلفة بينهما، قامت إدارة المحطة والفريق الهندسي فيها بالعمل على تحويل ذلك إلى واقع ملموس، تكللت تلك الجهود بتشغيل المحطة رقم (1) بالمازوت لأول مرة منذ إنشائها في عام 2003م.
فيما أوضح مدير محطة حزيز المهندس علي الأهنومي أن الإدارة قامت بعمل دراسة وتنفيذ مشروع تحويل محطة توليد حزيز (1) من العمل بنظام الوقود الديزل إلى العمل بنظام المازوت.
من جهته، نوّه بسام العريقي – مدير عام الصيانة بمحطة حزيز، بأنه تم خلال الفترة الأخيرة عمل صيانة لعدة وحدات في المحطة، وتم رفع القدرة التوليدية للمحطة، إضافة إلى التعديلات التي تمت، وأبرزها تعديل محطة حزيز (1) للتشغيل بالمازوت بدلاً عن الديزل، حسب كاتالوجات الشركة المصنِّعة بإمْكَانية التشغيل بالديزل أَو المازوت.
وَأَضَـافَ العريقي، «نظرًا لفوارق الاستهلاك الكبيرة التي تصل تقريبًا من 300 إلى 400 مليون للمولدين، 150 مليوناً فارق سعر ديزل للمولد الواحد شهريًّا؛ فهذا دفعنا بشكل قوي لأنْ نقوم بعمل التعديلات المناسبة بحسب الشركة المصنعة؛ لاستكمال الشروط المناسبة لتشغيل المولدات بالمازوت.
وأكّـد مدير الصيانة قائلاً، الآن المدللة مع بداية شهر رمضان لدينا 2 مولدات تعمل بالمازوت وجار تأهيل 2 مولدات أُخرى لتشغيلها بالمازوت أَيْـضاً للدخول في الخدمة خلال الأيّام القادمة بإذن الله، وكذا رفع القدرة التوليدية لمحطة حزيز (1).
ولفت إلى أن هذه الفكرة التي تم تنفيذها في محطة حزيز جارٍ نقلُها للعمل بها في محطة صنعاء وذهبان وحالي والكورنيش وغيرها، وحَـاليًّا جارٍ تنفيذ الفكرة فيها، وهذا بلا شك سيعملُ على توفير مئات الملايين لخزينة المؤسّسة.
أما مدير محطة ذهبان: يتم التشغيل التجريبي للمحطة بالمازوت، فقد كشف مدير عام محطة توليد كهرباء ذهبان، المهندس عبد الجيل بشر عبد الودود، أن الساعات القادمة ستشهد التشغيل التجريبي الأول لمحطة ذهبان (2) بالوقود الثقيل المازوت، وذلك بعد نجاح التجربة في تشغيل محطة حزيز.
وأكّـد مدير المحطة أنه تم إنجاز ما نسبته 99 % من العمل على محطة ذهبان (2)، مؤكّـداً أن إدارة المحطة بدأت بتعبئة أحد الخزانات الرئيسية بالمازوت؛ استعداداً لعملية التشغيل التجريبي للمحطة، وذلك في إطار استراتيجية الوزارة للتخفيف من كلفة وقود الديزل على المؤسّسة.
وقال المهندس عبد الجليل: «إن التجربة التي أجريت في محطة حزيز رقم (1) والتي تم تشغيل الوحدات العاملة بها بالوقود الثقيل (المازوت) بدلاً عن الوقود الخفيف (الديزل) بناء على دراسات علمية قامت بها كوادر محلية، استطاعت من خلالها الخروج بحلول بديلة، تمثلت في تشغيل الوحدات العاملة بوقود المازوت بدلاً عن الديزل؛ نظراً لكلفته المادية.
وأشَارَ مدير المحطة إلى أن هذه الخطوة، لاقت دعماً من قبل قيادة المؤسّسة، ممثلةً بالدكتور هاشم الشامي؛ كونها أظهرت نجاحاً كَبيراً في تشغيل وحدات التوليد.
وَأَضَـافَ، «بعد أن قام الدكتورُ هاشم الشامي، مدير عام المؤسّسة، بتكريم الفريق الفني الذي قام بتنفيذ هذه التجربة في محطة حزيز في يوم عيد العُمَّال العالمي 1 /5 /2023م، وجّه -من منطلق اقتصادي علمي- بالاستفادة من هذه التجربة، وذلك بتعميمها على جميع محطات توليد الكهرباء التي تعتمد في تشغيلها على وقود الديزل ومنها محطة توليد كهرباء ذهبان».
وتابع قائلاً: «وعند تلقي إدارة المحطة التوجيهات بالبدء بتفعيل هذه التجربة، بادرنا بالتنفيذ بإشراف مباشر من مدير عام التوليد الدكتور عقيل محمد القاسمي، حَيثُ قمنا بتجهيز احتياجات المشروع في المحطة من الصفر؛ كوننا لا نمتلك البنية التحتية لتشغيل الوحدات بوقود المازوت».
وقال مدير المحطة: «قمنا بمواصلة العمل ليلاً مع النهار وعلى قدم وساق في تجهيز دائرة وقود جديدة خَاصَّة بالمازوت تتضمن (خزانات الوقود الرئيسية واليومية مع شبكة تسخين الوقود ودوائر الماء الساخن اللازم لتمييع المازوت ومنقيات الوقود كما قمنا بتجهيز المضخات الرئيسية واليومية التي تقوم بضخ المازوت في الدائرة بشكل عام)».
وأكّـد أن كُـلّ ذلك تم بناءً على مخطّطات ورسومات هندسية محاكية للأعمال المنفذة في المحطات العاملة بالوقود الثقيل في العالم، وقد تم إنجازُ ما نسبته 99 % من العمل على محطة ذهبان (2)، مؤكّـداً أن إدارةَ المحطة بدأت بتعبئة أحد الخزانات الرئيسية بالمازوت، وخلال الساعات القادمة سيتم تدشينُ التشغيل التجريبي الأول للمحطة.
وأشاد في هذا الصدد، بدعم القيادة السياسية وقيادة المؤسّسة في تنفيذ هذه المشاريع الخدمية التي ترفع عن كاهل المواطن جزءاً من معاناته التي أوجدها الحصار والعدوان الغاشم على بلادنا.
محطَّتَا الحالي والكورنيش:
وفي محطتي الحالي والكورنيش بمحافظة الحديدة تتواصل الجهود للبدء بتشغيل المحطات بالوقود الثقيل (المازوت)، حَيثُ بدأت إدارة المحطة بتنفيذ المشروع على ثلاث مراحل.
وأوضح مدير عام المحطات بالمؤسّسة العامة للكهرباء، أنه تم خلال المرحلة الأولى تجهيز الخزان رقم (2) وأن التعبئة بالمازوت مُستمرّة، إضافة إلى أن العمل جارٍ في تجهيز خزان الديزل سعة 100 ألف لتر لتعبئته بالديزل من الحزان الرئيسي رقم (1)، كما تم تركيب مضخة واحدة وتم اختبارها وتجربتها وكانت النتائج جيدة، وسوف يتم تركيب مضخة أُخرى لاحقاً.
أما في المرحلة الثانية، وفيما يتعلق بنقل المازوت إلى محطة الحالي (1) أوضح مدير عام المحطات، أنه تم استخدام مضخات نقل الديزل بمحطة الحالي (1) لنقل المازوت لعدد خزَّانَين سعة الواحد 10 آلاف لتر بعد عزلها وعمل التعديلات اللازمة للدائرة الجديدة.
وأكّـد في هذا السياق، أن العمل جارٍ لتنفيذ تجارب في تشغيل منقي الزيت من الخزان المؤقت إلى الخزان اليومي لتقييم أداء المنقى والدائرة، فيما لم يتم بدء العمل المتعلق بنقل المازوت إلى محطة الحالي (2) وتشغيل المولدات وذلك في إطار المرحلة الثالثة من العمل؛ لعدم توفر المواد، حسب قوله.
ونوّه بأنه تم تأجيلُ بعض الأعمال من المرحلة الأولى حين وصولِ المواد اللازمة، وأن العملَ في المرحلة الثانية جارٍ، وبانتظار المواد لنقل المازوت إلى محطة الحالي (2)، فيما توقفت المرحلة الثالثة إلى حين وصول المواد.

قد يعجبك ايضا