الإرهاب يغتال تعز

عبدالله الأحمدي

 

تحولت مدينة تعز من مدينة للعلم والثقافة والمثقفين والمدنية، إلى مدينة للتطرف والإرهاب والقتل والنهب والسرقة والفِصّاع.

مقتل مسؤول الغذاء العالمي في اليمن ( مؤيد حميدي )، ورفيق له وجرح أربعة في منطقة تربة ذبحان في يوم الجمعة ٢١ يوليو ٢٠٢٣م، ليس جديدا؛ فقد سبق قبل أربع سنوات أن قامت مجموعة من إرهابيي من يسمون أنفسهم مليشيا اللواء ١٧ بقتل اللبناني ( حنا لحود ) مسؤول أممي كان يقدم العون لأبناء تعز.

وكان كثير من المثقفين والكتاب قد حذروا من خطر الإرهاب وتوطينه في مدينة تعز، وبقية مديرياتها، لكن الجماعات المسيطرة على المدينة وريفها الجنوبي -المرتبطة بالعدوان والاحتلال- ظلت تتباهى بأفعال الإرهابيين وتدعمهم، وتتستر على أفعالهم.

لقد تنامى الإرهاب في هذه المحافظة، ولم يكتف بقتل اليمنيين، بل تمادى إلى قتل ضيوف اليمن من العاملين في المنظمات الدولية التي تخدم وتقدم العون لليمنيين. لقد ظل شيوخ الإرهاب ممن يسمون أنفسهم بالعلماء، وعلى رأسهم الإرهابي عبدالله العديني يعبئون الناس ضد العاملين في هذه المنظمات ويشنون الحملات التكفيرية ضد من يقدمون العون للمحتاجين؛ متهمين إياهم بنشر الكفر، حتى دفعوا الأغرار من الإرهابيين إلى قتل هؤلاء الأجانب، كما حدث في مستشفى جبلة، وكما يحدث اليوم في تعز وريفها.

البيانات التي صدرت من مكونات تعز كلها تتستر على الإرهاب؛ ويتبادل مفصعو تعز الاتهامات مع مفصعي ( تارك عفاش ) في الساحل الغربي. وزيادة في التستر شنت مليشيا الإرهاب الاخونجي حملات على عزل مديرية الشماتتين للبحث عن قتلة موهومين، لكن القاتل الحقيقي تم التستر عليه. وتقول أخبار مؤكدة إن القاتل هو الإرهابي أحمد يوسف الصرة، ويتبع هذا الإرهابي جماعة المدعو أبو البعساس الذي هرب من مدينة تعز وانضم إلى ( تارك عفاش ) في الساحل الغربي. والإرهابي الصرة هو من أبناء الصبيحة في لحج، وكان محتجزا في السجن المركزي بتعز بتهمة قتل جنود ممن يسمون بالجيش العطني، وتم إخراجه من السجن ظاهرا في صفقة مشبوهة مقابل إخراج المختطف من قبل الصبيحة ( أواب ) نجل القيادي الإصلاحي نبيل جامل المتماهي مع القاعدة.

ولكن الحقيقة إنه تم إخراجه أي ( الصرة ) لتنفيذ مهام قتل وإرهاب.

وقتل المسؤول الأممي هي المهمة الأولى وستلحقها مهام أخرى.

مدينة التربة هي الأخرى تحولت من مدينة الخطوة الأولى للأحرار إلى مدينة الدواعش والإرهاب والتطرف والقتلة.

الإرهاب يريد أن يعطل مهمة بعثات الأمم المتحدة التي تساعد الناس في الغذاء والدواء، لكن القتلة يريدون تجويع الناس ليستطيعوا تجنيدهم في الجماعات الإرهابية.

المضحك هو ما جاء في بيان المدعو نبيل شمة الذي ينتحل صفة محافظ تعز الذي قال إن الطلقات التي قتلت المسؤول الأممي كانت موجهة لغيره !!

الكثير من الذين يستنكرون الإرهاب هم إرهابيون بالسر ويتسترون على الإرهاب ويقدمون له الدعم والعون. بيان قبيلة الحميدة الموجه للداخل والخارج كان الأفصح والأوضح في إدانة الإرهاب والقتل.

تسع سنوات وتعز تعاني، وتصرخ، ولا من مجيب، أو معين، وكل أبناء تعز إما تركوا المحافظة إلى أماكن النزوح، وإما استكانوا للباطل.

جرائم لا تعد، كثيرة ومتنوعة، لا تحصى، ارتكبها الإرهابيون والمفصعون في المحافظة وأريافها.. ولم يحاسبوا عليها؛ في ظل غياب القانون وسلطة الدولة، وتحكُّم البلاطجة والمفصعين في أمور المدينة ومديرياتها المغلوبة.

المسؤول الأممي وزميله قتلا على بعد ٥٠ مترا من مركز الشرطة في التربة.

وسائل إعلام تارك عفاش اتهمت مليشيا حزب الإصلاح بالتستر على الإرهابيين، بل إن سلطة الإصلاح ألزمت أصحاب المحلات التجارية في التربة بمحو ذاكرة كاميرات المراقبة، حتى لا تظهر صور المجرمين.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا