السويد تتمادى في جريمة إحراق المصحف الشريف

تنديد عربي وإسلامي ومظاهرات وطرد سفراء ودعوات لخطوات أكثر حزماً

المظاهرات الشعبية والفعاليات الاحتجاجية تمتد من اليمن إلى العراق ولبنان وإيران

المجلس السياسي لأنصار الله يدعو الدول الإسلامية إلى مقاطعة شاملة للسويد

وزارة الصناعة والتجارة توزع قائمة المنتجات والوكالات المحظورة

العراق يطرد السفير السويدي وإشادات عربية وإسلامية بالموقف العراقي

إيران تعلن عدم استقبال سفير جديد للسويد وعدم تعيين سفير لها في السويد

مظاهرات شعبية في لبنان دعا لها السيد حسن نصر الله

بيانات تنديد من الدول الإسلامية والدعوات الشعبية تطالب بالمقاطعة


الثورة / صنعاء
في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين وإصرار سافر على مواصلة جرائم الإساءة والتطاول على المقدسات الإسلامية، أقدمت مملكة السويد امس الأول على جريمة أخرى بانتهاك قدسية القرآن الكريم عندما قام أحد المعتوهين وتحت حماية الشرطة السويدية بدوس المصحف مراراً أمام مقر السفارة العراقية في ستوكهولم، في تكرار لسيناريو الجريمة التي اقترفها الشخص ذاته قبل نحو شهر.
الجريمة الجديدة التي أكدت تعمد السويد الإساءة للإسلام والمسلمين فجرت غضبا إسلاميا كبيرا تجلت في التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية المنددة بالجريمة في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية وكذلك في تظاهرات جماهيرية حاشدة شهدتها أمس العراق وإيران ولبنان.
وكانت وزارة الأمن الإيرانية قد كشفت تفاصيل العلاقة بين الاستخبارات الإسرائيلية والمسيء إلى المصحف الشريف في السويد سلوان موميكا، وجاء في بيان وزارة الأمن الإيرانية، بناءً على معلومات موثوق بها تم الحصول عليها، أنّ موميكا عمل في خدمة الموساد الإسرائيلي عام 2019، ونقل المعلومات عن فصائل المقاومة العراقية إلى الاستخبارات الإسرائيلية، في إطار مشروع تقسيم العراق.
وفي هذا السياق أشاد المكتب السياسي لأنصارالله، امس الجمعة، بالموقف العراقي المسؤول تجاه دولة السويد المجرمة.
ودعا في بيان دول العالم الإسلامي إلى مقاطعة السويد دبلوماسيًا واقتصاديًا لردعها وردع الدول التي تحمي من يسيئون إلى ديننا ورموزنا ومقدساتنا الإسلامية.
وأكد أن بيانات التنديد لم تعد كافية في ظل تكرار جريمة إحراق وتدنيس المصحف الشريف في السويد، مشيرا إلى أن الإساءات إلى إسلامنا ومقدساتنا أصبحت عملا ممنهجًا يقف وراءها اللوبي اليهودي الصهيوني المتحكم في الغرب الكافر.
وقال سياسي أنصار الله: “بات لزامًا على الأمة أن تتخذ مواقف عملية قوية ضد المسيئين إلى القرآن الكريم ومقاطعتهم دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا”.
كما دعا شعوب الأمة إلى الضغط على حكوماتهم لاتخاذ خطوات عملية مؤثرة ضد السويد المجرمة حتى تكون عبرة لغيرها ، وشهدت لبنان وإيران والعراق، امس الجمعة تظاهرات حاشدة، تنديدًا بالإساءة إلى القرآن الكريم في السويد للمرة الثالثة.
وندّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس الخميس، بما جرى من “عمل قبيح جديد” يدنّس المصحف الشريف في السويد، داعياً إلى تجمّعات ومظاهرات في كل الأحياء والقرى والحضور في كل المساجد اللبنانية ، ومطالباً الدولة بأخذ موقف ضدّ السويد ، جاء ذلك في كلمته مساء الخميس.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ ما قامت به الحكومة العراقية من قطع للعلاقات الدبلوماسية مع السويد وطرد السفيرة هو موقف “شجاع وحكيم وممتاز”.
وخرجت يوم أمس الجمعة مظاهرات في المدن اللبنانية استجابة للدعوة التي وجهها السيد حسن نصر الله ، ومن جهة أخرى ، دانت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم الجمعة، السماح مرة أخرى بالإساءة إلى المصحف الشريف، “ما يشكّل انتهاكاً مستمراً لمشاعر المسلمين وكرامتهم”.
ودعت الخارجية اللبنانية السلطات السويدية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع حد لكل ما من شأنه تعميق مشاعر الكراهية و”الإسلاموفوبيا” والعنصرية بكل أشكالها، مرحّبةً بأي مسعى دولي لسن تشريعات تحرّم الإساءة إلى الرموز والمقدسات الدينية.
وشجبت الوزارة إحراق العلم العراقي خلال التظاهرة في ستوكهولم، داعيةً إلى محاسبة الفاعلين من دون تردد، واستنكرت أيضاً اقتحام سفارة السويد في بغداد، مشيدةً بموقف العراق الرافض له وعزمه على محاسبة المسؤولين عنه.
وشهدت مختلف المناطق اللبنانية تظاهرات أمام المساجد امس، تنديدًا بالإساءة إلى القرآن الكريم في السويد ، وفي إيران شهدت مختلف أنحاء البلاد مسيرات حاشدة تنديدا بالإساءة المتكررة للقرآن الكريم في السويد.
وعقب صلاة الجمعة، انطلقت جموع المصلين في العاصمة طهران وباقي المحافظات للاحتجاج على تدنيس القرآن الكريم، مرددين شعارات النصرة للإسلام، وأخرى تندد بسماح السلطات السويدية بإهانة المقدسات.
وأكد المحتجون الإيرانيون أن الإساءة للكتب السماوية يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، وطالبوا الجهاز الدبلوماسي بالتعاون مع الدول الإسلامية الأخرى في إعادة النظر بالعلاقات مع السويد.
وفي العراق، احتشد المحتجون في مدينة الديوانية جنوبي البلاد.
وسارعت دول وكيانات عربية واسلامية إلى استدعاء سفراء السويد لديها للتنديد بسماح ستوكهولم بتنظيم تجمع قال منظّموه إنهم يعتزمون خلاله إحراق نسخة من المصحف.
واعتبرت منظمة التعاون الإسلامي التجمع الأخير في ستوكهولم أنه “عمل استفزازي آخر لا يمكن تبريره تحت ذريعة حرية التعبير أو الرأي”.
وأعلنت وزارة التجارة والصناعة في صنعاء قائمة بالمنتجات المحظورة ، وذلك تنفيذا لقرار المقاطعة الشاملة التي قررته الوزارة ردا على جريمة السويد ، وأعلنت قائمة بالبضائع التي يحظر استيرادها وإلغاء الوكالات المسجلة للسلع والمنتجات ذات المنشأ السويدي، رداً على إحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم.

مصر تندد بالإساءة إلى المصحف الشريف
بدورها، أدانت مصر بأشد العبارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بتكرار التعدي على المصحف الشريف وتمزيقه في العاصمة السويدية ستوكهولم، “في تحدٍ سافر يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم”.
وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث ازدراء الأديان وتفشي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وتعالي خطاب الكراهية في العديد من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان.
وشدّدت مصر على ضرورة أن تضطلع الدول بمسؤولياتها في التصدي لهذه الجرائم ومنع تكرارها ومحاسبة مرتكبيها، وأهمية احترام الدول لالتزاماتها الدولية لتعزيز التعايش السلمي والتناغم الاجتماعي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر.

الأردن يعرب عن رفضه لممارسات التطرف والإرهاب الفكري
من جهته، أعرب مجلس النواب الأردني عن رفضه وإدانته لممارسات التطرف والإرهاب الفكري الذي يمارسه بعض المتطرفين في السويد، بحق الإسلام عبر الإساءة إلى المصحف الشريف الذي يدعو إلى المحبة والتسامح بين الناس وينشر قيم العدل والمساواة.
وجاء في بيان للمجلس، أمس الجمعة، إنّ السلطات السويدية تتحمل كافة التداعيات الناجمة عن هكذا أفعال متطرفة تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير، ولا يمكن وصف سماحها بهكذا ممارسات إلا أنّه “إرهاب يمارس بحق الإسلام”.
ودعا مجلس النواب الهيئات والمنظمات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية إلى اتخاذ مواقف حازمة بمخاطبة حكومات بلدانها من أجل الضغط على حكومة السويد لوقف هذا الإرهاب الفكري الذي يسيء للمعتقدات الدينية ويتنافى مع القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية، مؤكداً وجوب اعتذار السويد عن هذا الفعل الجبان والتوقف عن التطاول على المصحف الشريف.

إيران تعلن عدم استقبال سفير السويد وعدم تعيين سفير لها في السويد
إلى ذلك أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عدم استقبال السفير السويد الجديد ، وأعلنت بأنها لن تعين سفيرا إيرانيا لدى السويد.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني ليلة أمس عدم استقبال سفير السويد الجديد وعدم تعيين سفير جديد للجمهورية الإسلامية في السويد ردا على تكرار الإساءة إلى القرآن الكريم ، وفي وقت سابق حذرت ايران السويد من التداعيات المحتملة للاستمرار في الاعتداء على الكتاب المقدس للمسلمين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ، ناصر كنعاني، إنّ إيران “تدين بشدة إهانة القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في السويد”، محملاً الحكومة السويدية المسؤولية الكاملة عن التحريض على إثارة مشاعر الغضب لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم.
كذلك، كتب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان رسالةً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال فيها إنّ هذه الأعمال تهدف إلى “معاداة الإسلام ونشر التطرف تحت غطاء حرية التعبير”.
وطالب أمير عبد اللهيان الأمين العام للأمم المتحدة بالتنديد بهذا العمل، وباتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً لمنع تكراره، قائلاً إنّ “على غوتيريش دعوة الدول الأعضاء في المنظمة إلى الوقوف في وجه من يقف خلف هذه الأعمال والتعامل معه بقوة”.

قطر تستدعي سفير السويد
واستدعت قطر، أمس الأول الخميس، السفير السويدي لديها جوتام بهاتاشاريا، وقدّمت له مذكرة احتجاج تطالب فيها السلطات السويدية باتخاذ إجراءات فورية لوقف الاعتداءات المتكررة على مقدسات الدين الإسلامي.
وفي بيان نشرته وزارة الخارجية القطرية، استنكرت الدوحة السماح المستمر بتجاوزات على المصحف الشريف في السويد، وعدم اتخاذ السلطات هناك إجراءات حازمة لوقف هذه الممارسات المشينة.
كذلك، أكد البيان أنّ هذه الاعتداءات تعكس الكراهية والتمييز الديني، وتتعارض مع قيم التعايش السلمي، وتشكّل تهديداً على حرية التعبير، إضافة إلى عرقلة جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وأشار البيان إلى إدانة دول العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي هذه الاعتداءات، وصدور قرار من مجلس حقوق الإنسان يدين أعمال الكراهية الدينية، واعتبرت الخارجية القطرية أنّ “عدم اتخاذ إجراءات حازمة من قِبَل السلطات السويدية تفتح المجال أمام استمرار هذه الممارسات البغيضة”.
وفي السياق، استنكر مفتي مصر شوقي علام تكرار حرق نسخة من المصحف الشريف على يد مجموعة من المتطرفين في السويد في تحدٍّ متعمَّد وغير مسؤول، مِمَّا يؤجج مشاعر الكراهية والفتنة على مستوى العالم.
وجدَّد دعوته إلى ضرورة إصدار قانون دولي يجرِّم الإساءة للأنبياء والأديان والمقدسات والرموز الدينية، حفاظاً على السِّلْم العام على مستوى العالم.
بدورها، ندّدت تركيا بـ”التدنيس الوضيع” للمصحف الشريف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وحثّت السويد على “اتخاذ إجراءات رادعة” لتجنّب أي عمل مماثل.
والخميس قررت الحكومة العراقية طرد السفيرة السويدية من الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بإحراق نسخة من المصحف الشريف.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وزارة الخارجية في البلاد بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في ستوكهولم.
وأعلنت الخارجية العراقية أنّ وزير الخارجية فؤاد حسين وجّه بتجديد طلب العراق عقد اجتماعٍ طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لتدارس تكرار الإساءة إلى القرآن الكريم.

تظاهرات في عدة مدن تنديداً بالإساءة إلى المصحف
في غضون ذلك، شهد كل من لبنان والعراق وإيران واليمن تظاهرات حاشدة تنديداً بالاعتداء على المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، ونُظِّمت اعتصامات في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان أمام الجوامع عقب صلاة الجمعة. وقد حمل المعتصمون المصاحف، مشددين على استعدادهم لحمايتها.
وفي إيران، تجمّع الآلاف في العاصمة طهران، تعبيراً عن استنكارهم لتدنيس المصحف الشريف.
وفي العراق، فقد احتشد المحتجون في مدينة الديوانية جنوبي البلاد. كذلك، اقتحم مئات المتظاهرين مقر السفارة السويدية في بغداد وأضرموا النيران فيها أمس الخميس، وتجمّع محتجون في ساحة التحرير وسط العاصمة، تنديداً بالإساءة إلى المصحف الشريف وسماح السلطات السويدية بالإساءة إلى المقدسات.
كذلك، اقتحم مئات المتظاهرين مقر السفارة السويدية في بغداد وأضرموا النيران فيها أمس الخميس، وتجمّع محتجون في ساحة التحرير وسط العاصمة، تنديداً بالإساءة إلى المصحف الشريف وسماح السلطات السويدية بالإساءة إلى المقدسات.
وشهدت العاصمة صنعاء أيضاً والمحافظات تظاهرات حاشدة خرجت في مناطق عدة بعد الصلاة الجمعة، تنديدا بالجريمة.
وفي هذا السياق أدانت وزارة حقوق الإنسان، استمرار السلطات السويدية في الإساءة لمشاعر الأمة الإسلامية من خلال تكرار حرق المصحف الشريف.
وأوضحت الوزارة في بيان لها – تلقت (سبأ) نسخة منه – أن هذا الفعل بقدر ما هو تحدٍ واضحٍ لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم، فإنه يكشف النزعة السويدية والغربية لإثارة العنف والكراهية والفوضى.
وأكدت أن تكرار هذه الأفعال المشينة، يعكس القبح والانحطاط الأخلاقي والسياسي لدولة السويد وكل دول الغرب التي تؤيد هذا المسار، وتعبر في ذات الوقت عن حرية الرأي بتأجيج الحقد والكراهية تجاه الأديان.
واعتبر البيان، هذه الأفعال تحدياً واضحاً لمشروع القرار الدولي الصادر عن مجلس حقوق الإنسان الذي نص بالأغلبية على إدانة وتجريم الاعتداءات التي طالت القرآن الكريم، كونها تحرض على الكراهية الدينية.
واستنكرت وزارة حقوق الإنسان، معارضة أمريكا وبريطانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي للتصويت على قرار مجلس حقوق الإنسان، ما يشير إلى تبنيها لحملات إحراق المصحف والإساءة للدين الإسلامي، وإمعانها في استفزاز مشاعر المسلمين بذريعة دعم حرية التعبير.
ولفتت إلى أن رعاية مثل هذه الأعمال المشينة والاستفزازية هو تواطؤ منبوذ من شأنه تصاعد حالات التمييز والتعصب والعنف بشكل عام.
وأشادت بالموقف المشرف للشعب والحكومة العراقية وردة الفعل العراقية الشعبية، والرسمية، تجاه جريمة إحراق القرآن الكريم في السويد والإجراءات العملية التي اتخذت ردا على هذه الجريمة.
ودعت وزارة حقوق الإنسان، إلى تبني مواقف إسلامية موحدة وواسعة، وإلى تضامن عالمي ضد الاستهداف الممنهج للأديان السماوية، والأجندة الغربية والأمريكية التي تهدّد الأمن والسلم العالمي.
كما دعت إلى تشكيل تحالف دولي لمنع الإساءة للأديان السماوية والأنبياء، باعتبارها جرائم تزعزع السلم الاجتماعي، وتنشر الكراهية بين الشعوب.

قد يعجبك ايضا