الغرب « من الداخـل ».. فاغنر تواصل التجنيد وبيلاروسيا الوجهة الجديدة
الناتو يراقب والغرب يعاتب – أوكرانيا بلهاء – التضخم يفتك بأوروبا – مساعدات جديدة وتحركات ساخنة – تحويل صندوق السلام إلى صندوق الحرب
الثورة / متابعة / محمد الجبلي
أصداء التمرد السريع ما زالت حديث الإعلام العالمي، خصوصاً بعد أن تراجع المتمردون دون أن يلحقوا أو تلحق بهم أي خسائر.
المستجد في تصريحات رئيس فاغنر الذي نقلته وكالة رويترز وجاء فيه.
” قررنا الخروج يوم 30 يونيو وتسليم التقنيات العسكرية في روستوف بشكل استعراضي ولكننا تعرضنا للقصف، وكان الهدف من تحركنا منع حل فاغنر ولفت الانتباه للأمر وليس الانقلاب على السلطة السياسية في البلاد المنتخبة قانونياً، وعندما فهمنا أن الدماء الروسية ستراق قررنا أن نعود أدراجنا، وذاك عندما الرئيس البيلاروسي مد لنا يد العون لحل كل المشاكل ضمن الأطر القانونية”.
وأضاف بريجغون ” نأسف لإضرارنا بالمروحيات الروسية التي هاجمتنا”.
وكشف أن ما أسماها مسيرة الحرية أظهرت مشاكل أمنية في البلاد”.
– خلال الصراع مع مقاتلي فاجنر، قُتل 15 جنديًا من القوات المسلحة . معظمهم من الطيارين المقاتلين. في لحظة التصعيد الأكثر خطورة، تم إسقاط طائرة من طراز Il-18، وكان هناك ما لا يقل عن ثمانية أشخاص.
إلا أن الرجل الذي يدعى بريغوجين أنه سبب التمرد والعصيان بسبب تصرفاته، وهو وزير الدفاع، ظهر من الخطوط الأمامية في منطقة العمليات العسكرية في أوكرانيا وهو يتفقد المقاتلين ويستمع إلى إحاطاتهم.
وكان هذا التحدي الأكبر للرئيس بوتين في حكمه الذي استمر أكثر من 20 عاما. رغم ذلك، تم إسقاط الدعوى الجنائية ضد المتمردين.
وحتى زعيم فاغنر لم يحاسب وانتقل على ما يبدو إلى بيلاروسيا، كما أن جيشه من المقاتلين، الذي سار باتجاه موسكو وأطلق النار على طائرات هليكوبتر، لم يتم حله بعد.
وكانت إحدى المجندات في كراسنودار، جنوب روسيا، قالت لبي بي سي البريطانية “نحن نعمل. لو تغير شيء ما سيخبروننا. لكن لا يوجد شيء حتى الآن”.
ويبقى راتب مقاتل فاغنر سخيا، إذ يبلغ 24 ألف روبل (2175 جنيها إسترلينيا) في الشهر، وتمتد العقود لمدة ستة أشهر.
وقال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، أندريه كارتابولوف، يوم الخميس إن بريغوجين تلقى تحذيرا في وقت سابق من أن الموعد النهائي لإدراج فاغنر في وزارة الدفاع غير قابل للتفاوض.
وعلّق كارتابولوف قائلا: “قالت وزارة الدفاع إن جميع المجموعات.. يجب أن توقع عقودا، وقد بدأوا جميعا في فعل ذلك. الجميع باستثناء السيد بريغوجين”، في إشارة إلى تمرده على أنه عمل من أعمال الخيانة.
– الناتو باسم أمينه العام يقول: إن الناتو يراقب عن كثب تطورات الوضع حول مجموعة فاعنر ويجمع المعلومات حول إعادة انتشارها في بيلاروسيا.
ردود أفعال
الرئيس الأمريكي بايدن قال بأنه اتفق مع الحلفاء أننا لن نعطي بوتين أي عذر لإلقاء اللوم على النيتو في ما يحدث في روسيا.
– صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كتبت بأن أوكرانيا غبية بلهاء لم تستفد من التمرد
وجاء في المقال: “أرادت أوكرانيا بلا شك الاستفادة من الفوضى التي سببها بريغوجين، لكن وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومحللين مستقلين، لم تكن هناك ثغرات في الدفاع يمكن استغلالها”.
وقال مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز إن مسيرة بريغوجين إلى موسكو “لم تسفر عن مغادرة أي وحدات روسية مواقعها في الجنوب أو الشرق يوم الجمعة أو السبت للدفاع عن موسكو”.
تذكر الصحيفة أنه بينما كان التمرد يتكشف، لم يكن هناك هدوء في الحرب: قبل فجر يوم السبت، أطلق الجيش الروسي أكثر من 50 صاروخًا على أوكرانيا.
وزارة الخارجية الصينية، أكدت دعم بكين لروسيا في الحفاظ على الاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار، مشددة على أن محاولة التمرد المسلح من مجموعة “فاغنر” شأن داخلي روسي.
تحركات جديدة
قالت الدفاع الروسية: بأن مقاتلتين من طراز سو-27 اعترضتا طائرات استطلاع ومقاتلتين للقوات البريطانية فوق البحر الأسود أثناء اقترابها من الحدود الروسية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن “منظومة الدفاع الجوي كشفت عن تحليق ثلاثة أهداف جوية تقترب من الحدود الروسية”، مشيرة إلى أن طائرتين روسيتين من طراز “سو27”، حلقتا على الفور لمنع انتهاك حدود روسيا.
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أعلن أن بلاده مستعدة لنشر حوالى 4 آلاف جندي في ليتوانيا مقابل 850 حاليا لتعزيز الجانب الشرقي لحلف “الناتو”. حد قوله.
– وفي سياق الدعم ذكرت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن ستعلن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار. من جانبه، أعلن مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، سيقرون حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 3.5 مليار يورو.
تعليق الخارجية الروسية حول قوافل الدعم الغربي لأوكرانيا كان واضحاً
تقول وزارة الخارجية الروسية عقب اجتماع لها، اليوم الاثنين، أن الأزمة الأوكرانية اكتسبت بعدا جيوسياسيا عالميا من خلال جهود الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما في دعم نظام كييف، لجعلها أزمة عالمية.
بالرغم من الدعم الغربي السخي لأوكرانيا، إلا أن الغرب ينظرون إليها كأداة فقط، وفكرة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي مجرد أوهام.
وزير النقل الفرنسي كليمون بون، حذر من أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، سيكون صدمة مالية وجيوسياسية، داعيا إلى إصلاح النظام المالي للاتحاد الأوروبي، قبل اتخاذ مثل هذه الخطوات.
– جائحة التضخم .. أوروبا تقترب من الإفلاس
نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوس، أعلن أن البنك المركزي الأوروبي “يدخل المرحلة الأخيرة” من دورة التشديد النقدي، بعد أن رفع بالفعل تكاليف الاقتراض بمقدار 400 نقطة أساس منذ يوليو الماضي. وهي المرحلة الأخيرة من الخطوات التي تتخذ لمواجهة التضخم، فماذا بعدها..؟
– بريطانيا ليست بعيدة عن جائحة التضخم، فقد كشف تقرير بأن جهود بنك إنجلترا لكبح التضخم المرتفع ستؤدي لزيادة الأسر المعسرة في البلاد خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.
– في ألمانيا.. أعلن معهد (ايفو) الاقتصادي الأكبر والأهم في ألمانيا، أن مؤشره لنمو أكبر اقتصاد في أوروبا سجل في يونيو الماضي، انخفاضا للشهر الثاني على التوالي من 91.5 نقطة في مايو إلى 88.5 نقطة، مشيرا إلى أن “الضعف الذي يعاني منه القطاع الصناعي يدخل الاقتصاد الألماني في مياه ضحلة”.
– في ظل هذا الوضع المتردي أعلن المفوض السامي لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن مقترح بتحويل صندوق السلام الأوروبي إلى صندوق الدفاع عن أوكرانيا.
بريطانيا ومشاكل المهاجرين
تكلف خطة المملكة المتحدة المثيرة للجدل لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا 210 آلاف دولار للشخص الواحد، رغم أن الحكومة تصر على أنها ستعوض معظم التكاليف.
البديل في نظر روسيا والصين
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد أن روسيا والصين تقدمان للمجتمع الدولي بديلا بنّاءً عن سياسة الهيمنة الغربية، وتعملان معا على تهيئة الظروف لنظام عالمي متعدد الأقطاب.