السياسة الخارجية الخليجية.. تناوب في الأدوار لخدمة الغرب

يحيى يحيى السريحي

 

المتتبع لنهج السياسة الخارجية الخليجية سيجد تناوباً واضحاً في أدوار تلك المشيخات والدويلات منفردة ومجتمعة في تدمير البلاد العربية والإسلامية بما يخدم أجندة ومصالح الغرب من الأمريكان والبريطانيين والصهاينة الملاعين، باستثناء سلطنة عمان تحديدا، وقد كانت السعودية أول من بدأ ذلك الدور المنحط وتحريك عجلة المؤامرة على الشعوب والدول العربية بما يضعضعها ويجعلها فريسة سهلة المنال ويحط من قدرها وقدرتها، وكان الدور السعودي التآمري سرياً، إذ كانت تشكل جماعات وتنظيمات سرية وتغذيها بالمال والسلاح وتمد تلك التنظيمات بالمعلومات والخطط وتدفعها لتعتدي على أمن واستقرار هذه الدولة أو تلك، وتؤلب أبناء الشعب الواحد على بعضه البعض بشرائها السخي للذمم ومرتزقة بعض الدول بما يخدم مصالح الدول الغربية ومصالحها الشخصية، واستمرت السعودية باتباع نظام ونظرية المؤامرة والضرب تحت الحزام على الدول العربية والإسلامية ردحا من الزمان بل عقود حتى انكشفت سوءتها للعيان، ونقل المتحكم باللعبة والتآمر إلى مستخدم وعبد جديد يخدم مصالحه وكان الدور لما يسمى بدولة قطر وكانت النافذة التي يدخل الخنزير منها رأسه ويستمر في مسلسله التدميري للدول والشعوب العربية وينهب خيراتها ” قناة الجزيرة ” التي استلمت الراية وعملت بأمانة وإخلاص لصالح أعداء الأمتين العربية والإسلامية حتى تفجرت الأوضاع في بعض الدول العربية وما يسمى بثورات الربيع العربي والتي لا زالت آثارها السلبية والتدميرية جلية لبعض البلدان العربية حتى اليوم، ثم تمكنت دويلة الإمارات من استلام الراية من الدولة القطرية بعد انحسار دورها وانكشاف مؤامراتها لصالح الصهاينة والأمريكان.
والحقيقة أن تلك الدول والممالك الخليجية قد استطاعت تلك الدول الغربية أن توهم الدول الخليجية التي نفذت لها خطط التدمير والتآمر بأن تمنحها حق الزعامة والخلافة والقيادة للدول العربية والإسلامية وأن الغرب سيوفر لتلك الحكومات والدول المغفلة حق الحماية والدفاع من أي اعتداء وعدوان خارجي أو داخلي عليها، وكلها بالطبع وعود زائفة وكاذبة بدليل هل استطاعت أمريكا والغرب توفير الحماية والدفاع عن الأراضي السعودية والإماراتية من الجيش اليمني حال صده العدوان عن نفسه جراء الاعتداء السعوصهيوأمريكي عليه ؟! الأكيد أن الغرب والأمريكان قد أدركوا حجم الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدونها جراء تدخلهم السافر في الشئون الداخلية والخارجية لغيرهم من الدول فأوكلوا تلك المهمة لغيرهم من السذج والبلهاء من حكام الدول الخليجية، وهو تدخل يتنافى مع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية التي تمنع وتحرم التدخل في الشئون الداخلية للدول بل وتعاقب عليها!! ونحن اليمنيين قدرنا أن تكون لنا جارة كجارة السوء السعودية التي لم تتركنا وحالنا وظلت تتآمر علينا منذ نشوء ووجود أسرة آل سعود، ويحضرني مقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بعد أن خبر حكم آل سعود قوله كيف للشعب اليمني أن يعيش ويستقر وجارته دولة ظالمة تقودها أسرة طاغية كآل سعود؟!

قد يعجبك ايضا