أعداء الإنسانية!

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

يثبت الغرب في كل مرّة أنه العدو الأول للإنسانية وللحرية والحقوق، ولكل ما يرفعه من شعارات براقة حول المدنية وحرية الرأي والتعبير والتعايش والقبول بالآخر ،إلى آخر هذه المفردات الجوفاء التي تتناقض كليا مع أفعاله الشوهاء، وإساءاته المتواصلة لأقدس المقدسات وأعظم المبادئ والقيم على وجه الأرض، وهل هناك أعظم من كتاب الله الذي جعله الخالق العظيم رحمة ونوراً وهدى للناس أجمعين.
-لا جديد في الانتهاك السويدي المتجدّد لحرمة وقدسية القرآن الكريم، ولم يختلف الأمر كثيراً عن الجرائم السابقة بحق المقدسات الإسلامية ورموز وشعائر المسلمين، سواء في السويد أو الدنمارك أو النرويج وفرنسا وغيرها من الدول الغربية التي تُصنف زوراً أنها الأكثر تقدما ورُقيا واحتراما للإنسان ولمبدأ التعايش بين الأمم والشعوب.
لعل ما ميّز الجريمة الجديدة فقط هو توقيتها ودفع أحد المعتوهين الموتورين من المحسوبين على الأمة إلى الصدارة في مسرح الجريمة وكل ذلك لم يكن عفويا كما قد يتصور البعض وإنما كان عملاً مدروساً للإيغال في إيذاء مشاعر المسلمين وهم يؤدون فريضة الحج على صعيد واحد وفي مكان واحد وفي أول بيت مقدس وضعه الله لعباده في أطهر بقاع المعمورة.
-جريمة السويد صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك وأمام أكبر مساجد ستوكهولم حين كان مئات المصلين من مسلمي تلك البلاد يؤدون صلاة العيد وتحت حماية وشرعنة السلطات الحاكمة هناك، حتما لن تكون الأخيرة في سلسلة الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تقترفها الأنظمة في بلدان الغرب الحاقد على الإسلام والعاجز عن مواجهة القرآن فكرياً وعلمياً.
– ستتواصل الإساءات وربما تأخذ أشكالاً أكثر بشاعة وقبحاً، وسنرى وسنسمع الكثير من الأذى في قادم الأيام، وذلك بالنظر إلى المستوى الهزيل من الرود الرسمية من قبل أنظمة وحكام البلدان العربية والإسلامية التي لم ترق إلى مستوى الجريمة وحجم الممارسات الهمجية الغوغائية والانتهاكات الجسيمة لرموز الإسلام ومقدساته ومشاعر أبنائه، وطالما بقي الرد يتأرجح ما بين التنديد الخجول وبيانات الاستنكار الشفهية وردود الفعل الجماهيرية المتشنجة وما يلبث أن يهدأ ويتلاشى وتعود حليمة لعادتها القديمة.
-على الأمة اليوم اتخاذ مواقف حازمة ضد المتطاولين على المقدسات الإسلامية كائنا من كان، ويجب أن نرى سفارات تُغلق وسفراء يُطردون وبضائع تُقاطع وعلاقات اقتصادية وتجارية تنتهي وإلّا فالأمر سيطول وسيتجرأ آخرون على الإسلام وعلى القرآن الكريم الذي يدركون جيداً أنه الكتاب السماوي الوحيد الذي ظل بعيداً عن التحريف ووحده بما يتضمن من تعاليم ومبادئ ربانية سامية من يستطيع إنقاذ البشرية من انحرافاتها وضلالتها وأباطيلها.
-ما تتشدق به السويد ومثيلاتها من بلدان الانحراف والضلالة من أن الإساءة إلى الإسلام يظل في إطار ما يسمونه حرية الفكر والتعبير باطل وحجته داحضة، ورأينا كيف تعاملت سلطات ستوكهولم بصرامة وحزم قبل أشهر مع عدد من الشبان الذين ينتمون لما يسمى حركة مقاومة الشمال وكل ما كان منهم أنهم أحرقوا العلم الإسرائيلي بالقرب من سفارة الكيان الصهيوني في ستوكهولم ورفعهم لشعارات حملت عنوان: “الهولوكوست خدعة” فانهالت عليهم التهم من كل حدب وصوب بأنهم يثيرون الأحقاد والضغائن والعنصرية والتحريض ضد الجماعات العرقية وأنهم يؤثرون على الأمن والسلم الأهلي وما يزالون قيد التحقيق والملاحقات الأمنية والقضائية إلى يومنا.

قد يعجبك ايضا