الهادي: حريصون على دعم ومساندة جهود المجتمع الزراعي والقطاع الخاص في مراحل وخطوات إحلال المنتجات المحلية كالتمور والقطن والدواجن
مدير مديرية جبل رأس: المساهمات المجتمعية تنجز مشاريع مياه وطرق ووحدات صحية بكلفة 250 مليون ريال
هيج وفضائل: نعمل مع شركاء التنمية على تحقيق الرؤية الوطنية لإيجاد مجتمع واع وقادر على اكتشاف وإدارة طاقاته وإمكاناته
على هامش اختتام الاحتفال بتخرج 237 من فرسان التنمية في مختلف مجالات العمل التنموي، على طريق تعميم تجربة العمل التنموي بالمشاركة المجتمعية على مختلف مديريات محافظة الحديدة، وفي خطوة عملية لرفد الجمعيات التعاونية الزراعية بكوادر مؤهلة بمعارف ومهارات العمل الطوعي والمجتمعي لتتمكن كل جمعية من تحريك عجلة التنمية الزراعية والصناعية والخدمية في نطاقاتها الجغرافية بكادر محلي متسلح بروح وقيم ومبادئ التنمية المستدامة القائمة على هدى الله والمشاركة المجتمعية الواسعة..
التقت “الثورة” مجموعة من قادة العمل التنموي في المحافظة، واستعرضت معهم بعضا من هموم وتطلعات العمل التنموي في المحافظة.
الثورة / يحيى الربيعي
البداية كانت مع وكيل محافظة الحديدة، رئيس اللجنة الزراعية والسمكية بالمحافظة أ. مطهر الهادي الذي أوضح أن من ثمار التحرك في الثورة الزراعية، في هذا الموسم وجود نقلة نوعية، وهي استمرار لما حصل في العامين الماضيين.
مشيرا إلى أن المؤسسة العامة للخدمات الزراعية بالتنسيق مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا، وبالتعاون مع الجمعيات التعاونية الزراعية وفرسان التنمية، وجهت دعوة إلى لمستوردين للنزول إلى مناطق إنتاج التمور في مديريتي الدريهمي والتحيتا، ومنطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه، المواضع الثلاثة المتميزة بزراعة أجود أنواع التمور وبمختلف الأصناف.
وأضاف “ولمسنا من الإخوة المستوردين انبهارا بالمنتج المحلي من أصناف التمور، في دلالة تولد الرغبة لديهم في تعليم المزارع اليمني معايير تحسين جودة الإنتاج، واتباع طرق حديثة، خاصة بعد أن شاهدوا أن المنتج المحلي متميز، ويمكن أن يصبح بجودة أعلى، وبكلفة أقل من المستورد”.
واسترسل “كانت لديهم بعض الملاحظات والتعديلات على الأنماط الزراعية التقليدية المتبعة في زراعة التمور، والتي من نتائجها حدوث خسائر باهظة بسبب نسبة الفاقد الكبيرة، التي لا يحس بها المزارع”.
ونوه “قام الأخوة التجار والمستوردون بعدة زيارات وأجروا، عدة لقاءات وأنشطة وبرامج مع المزارعين والجمعيات والمؤسسة والسلطة المحلية، كان من نتائج ذلك إعادة تأهيل مصنع التمور في التحيتا، والوصول إلى قناعة بضرورة إحلال المنتج المحلي كبديل عن التمور الخارجية، وقد باشر التجار بشراء كميات من التمور، حيث قدموا أكثر من 6 ملايين ريال، لجمعية الدريهمي، على اعتبار تفضيل المنتج المحلي على ما يتم استيراده بالعملات الصعبة، إضافة إلى فارق تكاليف النقل. وفي هذا العام حققت مناطق زراعة محصول التمور زيادة بحوالي 5 %”.
جدية ومبادرة
وأشار إلى أن “هناك جهوداً كبيرة رغم الصعوبات التي خلفتها أزمة السياسات السابقة للأنظمة والحكومات المتعاقبة على إدارة البلاد على مدى عقود ما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014هـ، والتي عملت على إفساح المجال أمام قوى التآمر الخارجي والفساد الداخلي لتدمير البني التحتية للعديد من المصنوعات المحلية ومنها مصانع ومحالج الغزل والنسيج في الحديدة وأبين ولحج وصنعاء”.
وبيَّن “وكما هو معلوم، أن محافظة الحديدة ظلت إلى بداية الثمانينيات من أكبر المحافظات المنتجة للقطن، الذهب الأبيض، الذي كان الناس في تهامة يعتمدون عليه اعتمادا شبه كلي في تعزيز وضعهم الاقتصادي، لكن بعد ما تعطلت منشآت الغزل والنسيج من محالج ومعامل، وتوقف مصنع الغزل والنسيج في صنعاء، بالإضافة إلى الحصار المطبق على البلاد، توقفت حركة تصدير المحصول”.
ولفت “ما أحرجتنا حقيقة هو اندفاع الكادر الفني لفرع مؤسسة الغزل والنسيج في زبيد، بالتحرك، وبجهود ذاتية وبسيطة في العمل على تنظيف منشأتي الفرع والمحلج، وذلك بعد أن تم استدعاءهم لاجتماع، ولما وجدوا من صدق من قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى، في التوجه لإعادة تأهيل هذا القطاع، رغم أن بعضهم صار يعمل في قطاع خاص”.
مضيفا “لكن عندما لمسوا جدية من قبل اللجنة التي نزلت من وحدة تمويل المبادرات والمشاريع الزراعية في المحافظة لتقييم الأضرار، وحصر الآثار الناتجة عن استهداف قوات التحالف تعطيل وإحداث شلل كامل في البنية التحتية التنموية، ومنها قطاع القطن، ودراسة إمكانية إعادة تأهيل البنية التحتية لقطاع الغزل والنسيج، تحركوا في الفرع بمبادرة وجهود ذاتية بدون تمويل”.
وأشاد بالمعنويات العالية وإصرار الجميع على إنجاح المشروع التنموي، مؤكداً أن تعزيز القدرة المحلية على تحقيق الاكتفاء قد مثل لقيادة المحافظة حافزا ودافعا كبيراً للسعي الحثيث، وفي حدود المتاح، إلى الإسراع في إنجاز الخطوة الأولى، وهي الإسراع في إعادة تأهيل المحلج، والتي أصبحت بمبادرة وجهود ذاتية من الكادر الفني العامل في المحلج قبل توقفه، لأن الموسم على الأبواب.
تعميم التجربة
وتطرق الهادي إلى قطاع تربية الدواجن، كقطاع جديد تتوافر له مقومات كبيرة للنجاح في تهامة، خاصة في المديريات الواقعة إلى مناطق ما يسمى بالحواز، جوار جبال المناطق الشرقية من المحافظة، حيث الجو الدافئ والبيئة المناسبة لتربية الدواجن بكمية تبشر بإمكانية تغطية الاحتياج المحلي من الدجاج اللاحم والبيض.
وأكد “ورغم وجود بعض الصعوبات إلا أن مؤشر نجاح المشروع يبشر بخير وفير يصل إلى توافر القدرة الإنتاجية بنسبة 100%، وهو مؤشر كبير ومشجع على مواصلة السير في خطوات المشروع، خاصة في ظل وجود بنية تحتية، فعلى سبيل المثال، لدينا في مدينة الحجيلة أكثر من 300 هنجر، وفي بيت الفقيه يوجد أكثر من 560 هنجراً”.
ولفت “لكن توجد صعوبات، بل وهناك مؤامرات لضرب أوصال رؤوس الأموال المحلية، وبعض رؤوس الأموال تعرضت لخسائر كبيرة بسبب الفيروسات الموجودة في الكتاكيت أو الأمهات أو في الغذاء، الذي يتم استيرادها من بلدان المنشأ”.
وأكد “بإذن الله سنعمل على الاقتراب من المشكلة أكثر وأكثر، والعمل على ايجاد الحلول الناجعة للتغلب عليها، والتي تتسبب في ظهور نسبة الفاقد في إنتاج الدجاج، والتي وصلت في بعضها إلى 80 %”.
موضحا أن ما يشجع على مواصلة العمل والسير في طريق التغلب على هذه المعوقات، هو وجود نماذج ناجحة بنسبة فاقد لا تتجاوز 6 %.، بسبب اتباع الاشتراطات البيئية والوقائية، واتباع معايير السلامة المهنية، مؤكدا ضرورة إجراء الدراسات والبحوث اللازمة لنقل وتعميم هذه التجارب الناجحة.
ونوه الهادي بأن خطوة إحلال الغذاء المحلي بدلا عن الخارجي، تعد من أهم المعالجات الجاري التدخل فيها بقوة كأولويات المرحلة، كما يجري العمل على ترتيب أوضاع الجانب البيطري في كل مجالاته الحيوانية والدواجن والنحل بحيث يتم تمكينه من أداء مهامه بمهنية عالية.
مسار خفض الفاتورة
مبيَّنا أن مسار تخفيض فاتورة الاستيراد وتوجيه رؤوس الأموال وترغيبهم، وتقديم التسهيلات لهم في إحلال المنتجات المحلية بالخارجية، ما يزال يواجه عدداً من العوائق والصعوبات، وما تزال بعض البرامج والخطط في هذا المسار قيد الدراسة، لأن الميدان كبير جدا.
وقال: “نحن بحاجة إلى إيجاد إدارة قوية للتسويق، كما جاء في موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، سلام الله عليه، في محاضرته عن الجانب التنموي في 28 رمضان، والتي تطرق فيها إلى الهم المعيشي والمعالجات الاقتصادية. ذلك أن الإدارة القوية للتسويق هي القادرة على التشبيك مع كل الجهات لوضع معالجات مركزية”.
ولفت “للأسف الشديد، عند الرجوع إلى الهيكل العام لوزارة الزراعة والري، نجد أن الإدارة العامة للتسويق والتجارة الخارجية لا تشغل سوى حيزاً بسيطاً في جزء ضيق لا يكاد يذكر”.
مشيرا إلى أن من المفترض أن تكون إدارة التسويق قوية وفاعلة، وعلى ارتباط بالأسواق المحلية والخارجية، وعلى معرفة بالمصدرين وأحوالهم، وقادرة على إجراء دراسات وبحوث عميقة لمعرفة أين تقع الفجوة؟ وما نحتاج من جهود وإمكانيات لمعالجة الخلل وسد الفجوة، هذه من أهم المعالجات لإنعاش العمل الزراعي كله”.
مساهمات مجتمعية
من جهته، أوضح مدير عام مديرية جبل راس وحيده، الشيخ. مطهر أحمد الأمين النور، أن المديرية تمتاز بزراعة أنواع من محاصيل: الذرة الرفيعة؛ البيضاء والحمراء والزعر، مؤكدا أنها الآن، بعون الله، مزروعة بصورة شبه كلية، وأن الأمطار ما زالت متواصلة.
وأشار “بادرنا إلى إرسال 40 فارس تنمية من أبناء المديرية، تخرج سبعة منهم قبل حوالي شهر، واليوم نحتفل بتخرج 33 فارسا”.
وأضاف “نحن بصدد إشهار جمعية مديرية جبل رأس برأسمال يزيد عن 10,000,000 ريال، الجمعية تحت التأسيس، وإن شاء الله نرى الإقبال كبيراً على المساهمة في عضوية الجمعية من جميع عزل وقرى المديرية”.
وقال: “أكبر المشكلات التي نواجها في المديرية، هي تعرض مزارع الموز الواقعة على وادي زبيد للسيول التي جرفت عدة مزارع للموز جاهزة بثمارها، وذلك بسبب عدم وجود جبيونات حماية للمزارع كغيرها من المناطق، وقد تواصلنا مع قيادة المحافظة والهيئة والوزارة وناشدنا كل الجهات ذات العلاقة، ولكن لم نجد أي تجاوب، وما زال وادي زبيد حتى هذه اللحظة، يعاني من جرف مزارع المواطنين من بداية أول عزلة إلى آخر عزلة تقع في نطاقه”.
مستدركا “نتجه بإذن الله تعالى بعد حضور هذه الورشة، ورشة فرسان التنمية، إلى تفعيل العمل التعاوني التشاركي الحكومي- المجتمعي، وإن شاء الله نتجاوز معظم هذه التحديات بالمتاح والممكن”.
ويسترسل “نحن في مديرية جبل رأس، قمنا بعدة بمبادرات مجتمعية، وكانت الأولى على مستوى محافظة الحديدة، فقد تم إنشاء مشروع مياه بمساهمات مجتمعية بما يقارب 250,000,000 ريال، وكذلك رصف طريق بطول 4 كيلومترات، وشق عدة طرق أخرى، كما تم إنشاء 11 وحدة صحية، بمساهمات مجتمعية”.
وأضاف “جار العمل في هذه اللحظة في عدة طرق في عزلة الأكواز، منها رص طريق بطول 4 كيلومترات مساهمات مجتمعية، وقد جه وكيل أول محافظة الحديدة، أ. أحمد البشري، بإرسال مهندس من مكتب الأشغال، ليشرف على ما قام بإنجازه المواطنون من أعمال رص لحوالي كيلو ونصف تقريبا، كما يجري العمل وبمساهمات مجتمعية على شق ورصف طريق ثرايا- الحواز، شق ورصف، وكذلك طريق الحصن- الأودان، وجاري التخطيط لشق ورصف عدة طرق إلى كافة عزل وقرى مديرية جبل رأس بمساهمات وجهود مجتمعية”.
منوها بأن القادم أفضل، بإذن الله، ومن ثم بجهود هذه الكوكبة المتخرجة من فرسان التنمية الذين يعول عليهم إحداث نقلة نوعية في المديرية، بما تلقوا من معارف ومهارات العمل الطوعي والمبادرات المجتمعية، ونحن بعون الله سنكون إلى جانبهم، نحثهم ونسهل لهم كل العقبات، وفي حدود المتاح، سننتصر في الجبهة التنموية، كما حصل في ميادين الشرف والعزة في الجانب العسكري.
من جهتهما، أكد مدير منطقة تهامة في مؤسسة بنيان التنموية أحمد هيج، ومدير التدريب في أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل، عبدالله فضائل “في ظل محاولات قوى العدوان السعو-إماراتي والتآمر الصهيو-أمريكي، يأبى أبناء اليمن الأشاوس في ميادين البطولة والاستبسال إلا أن يعلنوها ثورة عسكرية في مواجهة قوى الطاغوت، وبالتزامن ها هي فيالق فرسان التنمية والجمعيات التعاونية الزراعية تمسك بزمام ثورة تنموية على كافة مستويات البناء الزراعي والصناعي والخدمي نحو تنمية مستدامة وإلى مرفأ الاكتفاء الذاتي”.
مشيرين إلى أن شركاء التنمية في مؤسسة وأكاديمية بنيان تحت إشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا وبالتنسيق مع وزارتي الزراعة والري والإدارة المحلية والاتحاد التعاوني الزراعي والسلطات المحلية في المحافظات يعملون، وفي المتاح، على تجسيد قرار اقتصادي حر ومستقل من خلال سعي الجميع إلى تحقيق الرؤية الوطنية في “بناء مجتمع واع ومتماسك يعتز بهويته وأصالة قيمه، قادر على حشد طاقاته وقدراته، واستغلال موارده لتعزيز التنمية المحلية المستدامة” وبما يدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، وضمان حياة اجتماعية عادلة وحياة حرة وكريمة لشعبنا اليمني العظيم.