مَسِيْرُ أمْ نَفِيْر

منير الشامي

 

بادرة هي الأولى من نوعها، فمن زمن العدوان شدّتْ وحدات نوعية جديدة من خريجي مرحلة الإعداد والتأهيل الأولى لقوات الاحتياط التابعة للمنطقة الرابعة رحالها مستنفر في مسيرٍ راجل من معسكرات التدريب التي تلقت فيها دورات تأهيلية متخصصة في محافظة ذمار إلى مركز محافظة إب لحضور حفل تخرجها والنفير بعده إلى ساحات البطولة والشرف وثغور مواجهة قوى العدوان المجرم ومرتزقته..
وفي يومين ونيف قطعت هذه القوات في مسيرها الراجل أكثر من 90 كم، مضوا فيه كأنهم بنيان مرصوص في صف واحد تجاوز طوله 9 كيلومترات فكان آخرهم لا يكاد يرى أولهم وكل فرد فيه قابض على سلاحه وحاملا لعدة رباطه، في خط مسيرهم الطويل على رصيف الطريق الإسفلتي الرابط بين المحافظتين، ومن ذلك المشهد العظيم صنعوا أجمل وأبلغ لوحة جهادية وخلدوا موقفاً يمانيا إيمانيا حبس الأنفاس بروعته وخطف الألباب بعظمته وأسر القلوب بجماله وصلابة رجاله..
سجلوا هذا الموقف بعد مضي اكثر من 3000 يوم من زمن العدوان، ووجهوا من خلاله أقوى الرسائل واصدقها للداخل والخارج عبَّرت عن الجهوزية العالية للقوات المسلحة، وأكدت لكل الأطراف أن الصمود اليمني بشعبه وجيشه يتضاعف مع مرور الأيام، وعكست الوتيرة العسكرية العالية التي يشهدها اليمن في مجال البناء والإعداد البسري والتصنيع وتطوير الأسلحة الاستراتيجية، وهو الأمر الذي أكده فخامة الأخ رئيس الجمهورية في خطابه أمام هذه الوحدات في حفل تخرجها بساحة العرض العسكري بمدينة إب بعد تنفيذها عرضاً عسكرياً عكس جهوزيتها العالية ومستوى الانضباط وجانبا من مستوى التأهيل والاعداد الذي وصلت إليه..
الجدير بالذكر أن هذه الوحدات النوعية توجهت بعد حضورها حفل تخرجها إلى ساحات المواجهة والصمود لتشكل إضافة نوعية للقوات المرابطة وتعزيزا لها، وكأن لسان حالها يقول النفير بدأ بالمسير ومن أجل إخراج الشعب من حالة مرواغة العدوان وتغريره، جاهزون وعلى أهبة الاستعداد لنسف هدنة الزيف إن لم يبادر تحالف العدوان إلى التنفيذ الفوري لبنودها.

قد يعجبك ايضا