الثورة /
يوم الأحد الماضي، قال وزير الخارجية الصهيوني، إيلي كوهين، في إفادة للصحفيين، إنه «متفائل للغاية» بشأن إمكانية أن تطبع السعودية علاقات رسمية مع كيانه المارق، واعترف كوهين بأن السعوديين مهتمين لإبرام الاتفاق، وأضاف أن محادثات التطبيع تجري عبر عدد من القنوات، خاصة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويجري بحث إعلان اتفاق تطبيع سعودي صهيوني تحت اسم آخر غير اتفاقات أبراهام التي كانت عنوان اتفاقات التطبيع بين الصهاينة والإمارات والبحرين.
وقال الوزير الإسرائيلي، إن هناك «فرصة سانحة» لإبرام هذا الاتفاق قبل مارس 2024، لأنه بعد هذا التاريخ ستكون إدارة بايدن أكثر تركيزاً على ملف الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال مصدر مطلع، إن الرياض تضع التطبيع مع العدو الصهيوني في مقابل تأييد الولايات المتحدة لبرنامجها النووي المدني، لكن الصهاينة غير موافقين على المقايضة – بحسب ما نقلت رويترز.
وذكر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي زار السعودية في الثامن من يونيو الجاري، أن الإدارة الأميركية ستواصل العمل على قضية التطبيع «في الأيام والأسابيع والشهور المقبلة».
في المقابل يُجري النظام السعودي تعديلات في المناهج بشكل حثيث، تحت عنوان التحديثات المزعومة، ويكرّس النظام السعودي في المناهج التعليمية التطبيع مع الكيان الصهيوني كمسار طبيعي يروج له ضمن المسار “الانفتاحي” العام الذي يسلكه محمد ابن سلمان.
تعديل المناهج التعليمية كأحد أهم عوامل صناعة جيل جديد من الشباب لا يحمل القضية الفلسطينية والعداء مع العدو الصهيوني، بل يحمل عقيدة مغايرة، ويقوم النظام السعودي بحذف كل المقررات التي تأتي القضية الفلسطينية والموقف من الاحتلال الإسرائيلي على رأسها.
وقام النظام السعودي بحذف ما يُزعج الصهاينة ومن خلال ما تمّ حذفه من المناهج التعليمية، يتأكد أن الهدف ليس محاربة “التطرّف” الذي يدّعيه بن سلمان، بل هو استبدال العداء للصـهيونية، بالتعايش والسلام معها.
وحتى آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تتحدّث عن اليـهود تم حذفها من المناهج، وبذلك يكون ما يقوم به ابن سلمان من تغيير مناهج التعليم يرسخ مفاهيم تنافي تعاليم الإسلام وأخلاق العرب وتهدّد بتجريف مبادئ الأجيال وقيمها.
وفي إطار الترويج للتطبيع مع العدو الصهيوني، وفي هذا الإطار، تضمّنت المناهج الجديدة نصاً مستحدثاً يرِد فيه أن “الإسلام يحمل رسالة السلام”، مستشهداً على ذلك بثمانية أمثلة عن اتفاقيات تاريخية عقدها النبي محمد(ص) مع مجتمعات غير المسلمين (منها اتفاق المدينة مع اليهود، أو المعاهدة مع يهود خيبر، أو سلام نجران مع المسيحيين، بالإضافة إلى عقدَي مصالحة مع قبائل عربية)، وكلها عبارة عن روايات تاريخية كاذبة وغير صحيحة.