اليمنيون يستمتعون بإجازة العيد في العاصمة والمحافظات الحرَّة

70 حديقة في أمانة العاصمة استقبلت أكثر من مليون ونصف زائر خلال الأيام الأولى لعيد الأضحى

السدود والحواجز المائية في مديريات محافظة صنعاء وجهة هادئة من ضوضاء المدن للزائرين

محافظة الحديدة وساحلها تصدرت المناطق السياحية التي يقصدها المواطنون ثم شلالات إب الخضراء

الثورة / أحمد السعيدي

غير مبالين بحصار العدوان السعودي الإماراتي المفروض على اليمن منذ تسعة أعوام يقضي أبناء الشعب اليمني إجازه عيد الأضحى المبارك متنقلين مع أسرهم في المتنزهات والمناطق السياحية القريبة والبعيدة التي تمتاز بها ارض السعيدة، فمنهم من يجد في حدائق العاصمة متنفساً له ولعائلته والتي تشهد إقبالاً كبيراً في كل عيد، وآخرون يتجاوزون العاصمة نحو السدود والحواجز المائية والشلالات المتواجدة حول العاصمة والتي يزدحم عندها كثير من الزائرين وثالث يقصد المحافظات القريبة للاستمتاع بالأجواء العيدية وعلى رأس تلك المحافظات، محافظة الحديدة التي تصدرت قائمة المحافظات التي يقصدها الزوار خلال فترة الأعياد للاستمتاع بساحلها البحري الجميل وتأتي محافظة إب بشلالاتها الجميلة ثم محافظة المحويت بمرتفعاتها وعيونها الساحرة وغيرها من المناطق اليمنية السياحية في المناطق المحررة، وكل ذلك في اطار خطة أمنية ومرورية ومن الدفاع المدني معدة مسبقاً للحفاظ على أرواح المواطنين ومعالجة إشكالياتهم ليقضوا أوقات سعيدة خلال أجازة عيد الأضحى المبارك..
«الثورة» ترصد بالأرقام المناطق التي يزورها المواطنون خلال الأعياد بشكل عام وعيد الأضحى المبارك بشكل خاص..

حدائق العاصمة
في العاصمة صنعاء فقط استقبلت 70 حديقة الزوار خلال إجازة عيد الأضحى المبارك- بحسب ما أعلنته الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات في العاصمة صنعاء، وذلك بعد استكمال التجهيزات الفنية فيها من أعمال نظافة وصيانة وتشجير وتأهيل، وكذا التنسيق مع الأجهزة المعنية لتوفير الأجواء الملائمة لمرتادي الحدائق والمتنزهات التي تشهد إقبالاً كبيراً في الأعياد ودعت إدارة الحدائق جميع الزوار للحفاظ على ممتلكات ومرافق الحدائق العامة وعدم العبث بالأشجار والزهور والحرص على بقاء الحدائق نظيفة وجميلة ورمي المخلفات في الأماكن المخصصة لها، حيث زار أكثر من مليون ونصف الحدائق العامة والمتنزهات في العاصمة صنعاء، خلال الأربعة الأيام الماضية من عيد الأضحى المبارك. وذلك وفقاً للإحصائيات التي أكدت إن 50 % من الزوار استقبلتهم حديقة السبعين، و25 % حديقة الثورة، و15 % حديقة الحيوان، و10 % موزعون على الحدائق المتوسطة والصغيرة، وقد حرصت الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات على توفير الخدمات الرئيسية في هذه المتنفسات، التي تتوافد إليها الأسر من العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى للاستمتاع بإجازة العيد مع أطفالهم، إلى جانب البرامج والأنشطة والعروض التي تم إعدادها لرسم الفرحة والبهجة على وجوه الزوار، حيث هناك 500 موظفاً ما بين إداري وفني وعمّال نظافة وزراعة وأمنيين، يعملون خلال أيام العيد لتقديم خدمات الرعاية لزوار، وتم أيضا إضافة ألعاب مجانية جديدة للحدائق العامة، وكذا تنفيذ أعمال تأهيل وتحسين وزراعة للأشجار والزهور، وتوسعة المساحات الخضراء، وتركيب لوحات إرشادية وتوعوية.

السدود والحواجز المائية
من لم ترق له متنفسات العاصمة وضوضاء المدن ولم يستطيع السفر بعيداً إلى محافظات مجاورة فقد توجه إلى بعض مديريات محافظة صنعاء ليستمتع بالأجواء الهادئة عند السدود والحواجز المائية خصوصاً بعد أن من الله علينا بموسم الأمطار، فبعد مرتفعات عصر والخمسين المطلة على صنعاء التي يتخذ الزائرون من سياراتهم منتزهات فيها، تجاوزوا ذلك بالوصول الى منتزهات وشلال بني مطر والذي انفرد بمناظر خلابة فالسماء الزرقاء تنعكس في مياة الشلال، ثم بجوارها مديرية الحيمة وفيها منطقة بيت الكبش التي تجذب الزوار وأصبح مهيأ اكثر بعد قيام الأهالي ببناء مخيمات ودورات مياه على نفقتهم الخاصة من أجل الحصول على مردود مالي من الزوار الميسورين، وفي منطقتي سنحان وخولان وبلاد الروس أماكن جميلة للزيارة وللخروج من ضوضاء العاصمة صنعاء، حيث يقصد الزوار سد شاحك والذي أصبح مكانًا للترويح عن النفس وكذلك في مديرية سنحان التي يقصدها الزوار لقضاء إجازة العيد في سد سيان والذي تراجع منسوب المياه فيه بشكل واضح ليتجاوزه الزوار لزيارة سدود أخرى في المنطقة نفسها منها سد ومنتزهات مقولة وسد ومنتزهات قرية بيت الأحمر وهي منطقة جميلة، حيث يتخللها قصور أثرية منها حصن عفاش وجبال تاريخية كجبل كنن وأبار كبيرة الحجم « كبير لاهب « وأودية خضراء وخصبة منها وادي الضي والذي أصبح الزوار يتوافدون إليه، وينصبون فيه الخيام، ويقدر عدد الزائرين لهذه المواقع والمتنفسات في أول وثاني أيام عيد الأضحى المبارك بـ 25 ألف زائر، في ظل توفر إجراءات الأمن والسلامة للحيلولة دون وقوع حوادث الغرق أثناء السباحة.

عروس البحر الأحمر
المواطنون الذين يرغبون في السفر وقضاء أجازة عيد الأضحى في المحافظات المجاورة تكون محافظة الحديدة وجهة معظمهم، حيث استقبلت عروس البحر الأحمر خلال أيام إجازة عيد الفطر الماضي للعام الجاري 1444هـ 2023 أكثر من 300 ألف زائر من مختلف محافظات الجمهورية، حيث أكد نائب مدير عام مكتب السياحة بالمحافظة جلال المحويتي، أن نسبة حجوزات المنشآت الايوائية بالمحافظة البالغة 60 فندقا سياحيا وصلت إلى 100 % ، الأمر الذي أجبر بعض الزوار النوم في منازل أقربائهم وأصدقائهم، والبعض الآخر على متن سياراتهم بسواحل المدينة، وقال نائب مدير عام مكتب السياحة في تصريح سابق ل ” الثورة نت” ، أن محافظة الحديدة شهدت حركة سياحية كبيرة جدا خلال أيام الأعياد تساهم في إنعاش مختلف القطاعات والمنشآت الاقتصادية بالمدينة، مشيراً إلى أن شواطئ وحدائق منتجعات ومتنزهات المحافظة اكتظت بالزوار الوافدين من المحافظات الأخرى، أو من مديريات المحافظة طوال أيام إجازة عيد الفطر المبارك، أكد المحويتي أن السلطة المحلية ومكتب السياحة بالمحافظة.

شلالات إب الخضراء
محافظة إب تزخر بطبيعة خلابة من شلالات وأودية تجعلها قبلة يقصدها الزائرون خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، وكذلك شواهد أثرية وتاريخية بارزة من حصون وقلاع ومدرجات وقباب وأضرحة يعود تاريخها لفترات زمنية موغلة في القدم، حيث أفاد مصدر رسمي في المحافظة بأن عدد الزوار الوافدين إلى المحافظة خلال أيام عيد الفطر الماضي للعام الجاري 324 ألف زائر من داخل المحافظة وخارجها وأن نسبة الإيواء الفندقي للنزلاء من الزوار بلغت 75 % ..معتبراً تلك النسبة دليلاً على نجاح السياحة الداخلية بالمحافظة في ظل اﻷوضاع الراهنة، حيث أن ثلاثة آلاف سيارة دخلت الحدائق والمتنزهات والشلالات والمواقع السياحية والمحميات الطبيعية خلال الستة اﻷيام الأربعة من إجازة العيد وفقاً لإحصائية مرفوعة للمكتب من قبل تلك المنشآت، وتعد اهم المعالم التاريخية والسياحية لمدينتي إب وجبلة القديمتين، قصر ومتحف الملكة أروى الصليحية، وشلالات المشنة، ووادي بناء ووادي عنه وجبل بعدان، كما استمتعوا بجمال الطبيعة الخلابة للمحافظة وهوائها المعتدل، حيث أن هناك اهتمام من قيادة السلطة المحلية لتنمية السياحة الداخلية بما يلبي حجم الطلب المتزايد على المزارات والمقاصد السياحية بإب ما أكد تنامي النشاط السياحي بالمحافظة خلال الفترة الماضية وأيام العدوان رغم التحديات الناجمة عن العدوان والحصار.

مرتفعات وعيون المحويت
محافظة المحويت هي الأخرى تُعد مقصداً للزائرين في الأعياد، حيث استقبلت محافظة المحويت، خلال أيام عيد الفطر الماضي، أكثر من 65 ألف زائر من العاصمة صنعاء ومحافظات أخری للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة والتعرف على المواقع السياحية التي تعد أبرزها في مديريات شبام كوكبان والرجم ومدينة المحويت وخميس بني سعد وجبل المحويت ومنتزهات الريادي والضبرة وشلالات عيون سردود والقلت ووادي خميس بني سعد توافد إليها، خلال إجازة العيد، الآلاف من الزوار من أمانة العاصمة ومحافظات أخرى، وما تحتاجه المحافظة هو دعوة رؤؤس الأموال والمستثمرين إلى استغلال الفرص المتاحة للاستثمار في القطاع السياحي بالمحويت، التي تتمتع بمناخ فريد وطبيعة ساحرة، وتحتضن الكثير من الحصون والقلاع التاريخ، التي تشهد على مدار العام توافد الزوار؛ خصوصاً في مناطق الريادي والضبرة والأهجر وبني سعد وعيون سردد، ومن المتوقع ارتفاع عددهم في حال تم إنشاء مشاريع تلبي احتياجات السياحة الداخلية خصوصاً أيام الأعياد.

خطط واستعدادات
الاستعدادات الحكومية قبل إجازة عيد الأضحى تجعل العيد أكثر أماناً للمواطنين وكانت البداية من وزارة الداخلية التي وضعت الخطة الأمنية والمرورية لعيد الأضحى المبارك، في مختلف المحافظات المحررة، وتهدف الخطة إلى تعزيز ورفع الجاهزية الأمنية للحد من ارتكاب الجرائم والمخالفات وتأمين مصليات العيد والطرق المؤدية إليها، وتأمين المنتزهات والحدائق والمولات والشواطئ والأماكن السياحية والعامة، وشددت على عدم حمل السلاح والتجوال به في عواصم المحافظات المحررة والمدن الكبرى، وتنظيم حركة السير في الشوارع والطرق العامة والفرعية، حيث يستمر العمل على مدى ٢٤ ساعة لتلقي البلاغات من فروعها بالمحافظات، والتنسيق بين كافة عمليات المحافظات خصوصاً الفرق الطبية والدفاع المدني والسياحة والنظافة وبقية القطاعات تعمل جنباً إلى جنب في خدمة زوار المناطق السياحية في المحافظة، كما تقوم مكاتب السياحة بالمحافظات مع الفرق المشتركة بنشر التوعية لدى الزائرين لتجنب أي حوادث غرق، وتزويدهم بالمعلومات الإرشادية حول طبيعة المواقع والمناطق التي يرتادونها، وكذلك صندوق النظافة والتحسين الذي يعمل على تنظيف المواقع والمناطق السياحية ورفع المخلفات وتنفيذ حملات توعية عبر إذاعات متنقلة، ولا ننسى قوات الدفاع المدني بالمحافظات التي تقوم بدعوة للمواطنين إلى توخي الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن مصلحة الدفاع المدني بعدم السباحة في السدود والحواجز المائية وكذا عدم الاقتراب من الأماكن الخطرة فيها، وفي محافظة الحديدة وبالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة و الأجهزة الأمنية وخفر السواحل يكون على توفير كافة الخدمات المتطلبات الأساسية على طول السواحل والحدائق والمنتجعات والمتنزهات السياحية، وتوفير الحماية الأمنية وجميع وسائل الراحة والاطمئنان للزوار ، حتى يقضوا إجازاتهم في أجواء آمنة ومستقرة، وتقوم اللجنة المكلفة بالرقابة على المنشآت السياحية والفندقية بالنزول الميداني للرقابة المكثفة خلال إجازة العيد على المنشآت السياحية، وتمكنت بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من ضبط 10 فنادق مخالفة لتسعيرة المحدد من مكتب السياحة بالمحافظة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بما فيها تحرير تعهدات بعدم تكرار ارتكاب أي مخالفة.