كانوا يؤمِّلون أنه ربما من خلال عدوانهم، بطشهم، جبروتهم، جرائمهم، أن يكسروا إرادة شعبنا، وأن يجعلوه يستسلم مرغماً بالحصار الشديد، بالعدوان الشديد، بالجرائم البشعة، بالدمار الشامل، بالحصار الخانق، وأعلنوا عدوانهم على بلدنا من واشنطن، ليعبِّر ذلك عن حقيقة هذا العدوان، وخلفياته، لقد قاموا بتدمير قدرات الجيش، وسعوا إلى تجريد بلدنا من كل قوةٍ يمكنها أن تتصدى لعدوانهم واحتلالهم، ولكنهم باءوا بالفشل، بل إنهم أسهموا إلى تحفيز شعبنا في أن يحول التحديات إلى فرص، ففي ظل العدوان والحصار تم بناء القدرات العسكرية، وبناء المهارات القتالية، بناءً صُلباً وفولاذياً وقوياً، وها هو الجيش اليمني اليوم بعد مضي ثلاثة آلاف يوم أقوى من أي وقتٍ مضى، وهم يعرفون الفارق الكبير، ما كان عليه واقع هذا البلد في قدراته العسكرية.. أرادوا من خلال العدوان والحصار الشديدين على اليمن إخضاع وإركاع شعبنا وأن يجعلوا من بلدنا حقل تجارب لأسلحتهم المحرمة وصواريخهم الذكية، ولكن الله أراد لليمن أن تنهض عسكرياً واقتصادياً وتكون رمزاً لكل من ينشد الحرية والاستقلال من الهيمنة الأمريكية، وشاهدا حياً بأن أمريكاً وإسرائيل قابله للهزيمة وأن الحق قوة دامغه تهزم الباطل مهما كانت الفوارق المادية.. إن الجيش اليمني اليوم هو جيشٌ يحمل صدق الانتماء إلى شعبه وبلده، في هويته الإيمانية، وعقيدته القتالية، وتوجهه الصادق، وفي موقفه الحق، في الدفاع عن شعبه ووطنه، وعن حريته، واستقلاله، وكرامته، وعزته، من منطلق الشعور بالمسؤولية الدينية، والالتزام الإيماني والإنساني، والأخلاقي والوطني، بالاعتماد على الله تعالى، والتوكل عليه، والثقة به، وقد أثبت مصداقيته في الميدان بدماء الشهداء، والتضحيات الكبيرة، والصبر في المرابطة، على مدى السنوات الثمان منذ بداية العدوان وإلى اليوم، وهو الآن أكثر استعداداً، وأعظم قوةً وإيماناً ووعياً ومهارةً، وأكثر تمسكاً بمهامه ومسؤولياته من أي وقتٍ مضى، وهاهو الشعب اليمني اليوم على خطى النصر المؤزر، والعدو ومرتزقته في أسوأ أيامهم وحالاتهم و أشد معاناتهم، والشعب اليمني بإيمانه و بوقوفه خلف قيادته الحكيمة الصادقة يعيش اليوم في عزة وكرامة صانعاً قوته ورافعاً مجده شامخاً بانتصاراته مُخلدا بصموده وتضحياته شجاعته وبطولاته راسماً في فضاءات الكون ومسارات الوجود حريته واستقلاله.