انطلقت أمس السبت حملات الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها يومي 26 و27 من الشهر الجاري وسط تفجيرات وأعمال عنف واسعة وأحكام قضائية قاسية بحق مؤيدي الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي اطيح به في يوليو من العام المنصرم.
وأعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر الجمعة الماضية القائمة النهائية للمرشحين والتي ضمت المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي وسمحت لهما بإطلاق حملتهما الانتخابية والدعائية.
وبناء على إعلان اللجنة يسمح للمرشحين رسمياٍ ببدء حملتهما ودعايتهما الانتخابية والتي تدوم 20 يوماٍ وتنتهي نهاية يوم 23 مايو حين تبدأ في أعقاب ذلك فترة “الصمت الدعائي” لمدة يومين اثنين قبل بدء العملية الانتخابية. حسبما ذكر الإعلام المصري.
ويتوقع بان يكشف السيسي عن برنامجه الانتخابي خلال الأيام القليلة القادمة وذلك عبر سلسلة من اللقاءات الصحافية والتلفزيونية لتوضيح الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي على أن تقوم الحملة الرسمية ولجنة الشباب بشرح تفاصيل البرنامج للمواطنين. وسيكون أول ظهور للسيسي على قناتي “سي بي سي” و”أون تي في”. حسب ما أكدت المتحدثة الرسمية لحملته منى القويضي لصحيفة “الأهرام” الرسمية.
كما تم إطلاق الموقع الرسمي لحملة المشير السيسي على شبكة الانترنت أمس السبت بعد فتح باب الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسي.
بدوره دشن مرشح الرئاسة المصرية حمدين صباحي حملته الانتخابية في منطقة الصعيد في خطاب نقلته العديد من المحطات التلفزيونية العربية مباشرة وركز فيه على المشروعات الاقتصادية المستقبلية في الصعيد وعلى برنامج لنهوض الصناعة المصرية وإعادة تشكيل مشروعات القطاع العام. وفي الجانب السياسي انتقد السياسات القائمة حالياٍ وشدد على حق المواطن في التجمع والتظاهر السلمي وأن مكافحة الإرهاب لا تتم بحلول أمنية )حسب سي ان ان(.
كما دشن أنصار المرشح الرئاسي صباحى حملته الانتخابية عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر .. هاشتاج “هنكمل حلمنا”º للإجابة عن أسئلة واستفسارات أنصاره ومحبيه مع الإعلان عن بدء فترة الدعاية الانتخابية.
ويعد اليساري صباحي المنافس الوحيد للسيسي حيث يقول بأنه يمثل قيم ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك .
وذكر صباحي في خطابه الذي دشن فيه حملته الانتخابية ان القضاء على الإرهاب يحتاج إلى سياسة أكثر من كونها أمنية سياسة تقضي على الإرهاب من خلال القضاء على الفقر ومن خلال نشر الديمقراطية والعدل.
وانتقد صباحي السياسات القائمة وقال: لن نسمح بعودة النظام السابق ولا الأسبق” وأن السياسات الموجودة أيام مبارك هي الموجودة حتى الآن طالباٍ “ثقة الشعب لتغيير سياسات الفساد والاستبداد والتبعية” التي عاشتها مصر على مدى العقود الأربع الماضية والقيام بتغيير عميق في السياسات التي تحكمها وتطوير أجهزة الدولة وبناء دولة خالية من الفساد وشفافة دولة قوية وشابة ترسم معالم المستقبل وتكون قادرة على التأثير في عالم حديث تقع مصر منه في قلب الجغرافيا والتاريخ).
وتضمن برنامجه الانتخابي أهمية تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق الحرية التي يستحقها المصريون عن طريق تطبيق مبادئ الديمقراطية وتحويل نصوصها إلى واقع ملموس وعدم المساس بحرية المصريين وحقوقهم.
وقال صباحي: إنه اختار أن يبدأ حملته الانتخابية من بلد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.
هذا وكان حل صباحي ثالثاٍ في انتخابات 2012 والذي يواجه دعماٍ شعبياٍ غير مسبوق لقائد الجيش السابق الذي ألقى شخصياٍ بيان عزل مرسي في الثالث من تموز (يوليو) الفائت.
وفي السياق تأتي هذه الحملات في ظل أوضاع أمنية وسياسية واجتماعية معقدة تعيشها مصر منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي .
وقضت محكمة مصرية أمس بالسجن المشدد لـ 10 سنوات على 102 متهم من أنصار ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين فضلا عن سجن اثنين آخرين سبع سنوات في قضية أحداث العنف التي شهدتها منطقة الظاهر برمسيس في وسط مدينة القاهرة في يوليو من العام الماضي.
وكانت النيابة وجهت للمتهمين عددا من التهم من أبرزها الاشتراك في تجمهر يهدف إلى الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة واستعراض القوة والتلويح بالعنف ضد المجني عليهم مع تهم أخرى منها قتل مواطنين عمدٍا والشروع في قتل آخرين وتخريب مبان عامة وحيازة أسلحة وذخائر دون ترخيص.
وقبلها أحالت محكمة مصرية أوراق 683 من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين إلى مفتي البلاد تمهيدا لإصدار حكم بإعدامهم.
وينفي قادة ومؤيدو الإخوان تهما باللجوء إلى العنف في مظاهراتهم المناهضة للسلطة الحالية في مصر. ويقولون إنهم ملتزمون بسلمية الاحتجاجات.
وتقول السلطة في مصر إن جماعة الإخوان هي المسؤولة عن أعمال العنف التي تعصف بالأمن في البلاد بعد عزل الجيش الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي إثر احتجاجات شعبية واسعة.
وتتفاقم يوما بعد آخر أعمال العنف في البلاد حيث وسجل أمس الاول مقتل ستة أشخاص وأصيب آخرون في تفجيرات وأعمال عنف بأنحاء متفرقة وذلك قبل يوم من انطلاق الحملات الانتخابية في البلاد وهو الأمر الذي يتخوف من استمراره في الأيام القادمة ويثير تساؤلات عدة عن مدى أمان الطريق للوصول إلى الانتخابات الرئاسية.
وأفادت وزارة الداخلية بأن شخصين قتلا بالرصاص وأصيب ثلاثة آخرون أثناء “تجمعات محدودة” لمتظاهرين من جماعة الإخوان المسلمين في الإسكندرية شمالي البلاد.
وذكرت الوزارة أن قوات الأمن “تعاملت” مع التجمعات واعتقلت 42 في مظاهرات بالقاهرة والجيزة والفيوم والإسكندرية.
وشهدت مصر الجمعة مقتل أربعة أشخاص وأصيب نحو 12 آخرين في ثلاث هجمات وتفجيرات لعبوات ناسفة في جنوب سيناء والعاصمة القاهرة بحسب بيان لوزارة الصحة المصرية.
هذا ويأمل المصريون بان تكون هذه الانتخابات بوابة أمل جديد تفتح أمامهم آفاق رحبة مستقبلية وتطوي معها أعمال العنف والخلافات والصراعات التي سادت مؤخرا وأدخلت البلاد في أوضاع غير مستقرة دفع المواطن فاتورتها الباهضة.
Prev Post
Next Post