عميد الكلية:
◄ المتحف يحتاج إلى توسعة والإمكانيات لذلك غير متوفرة
رئيس قسم الآثار:
◄محتويات المتحف تتعرض للتلف بفعل الرطوبة والمبنى غير مناسب
يمتلك قسم الآثار كلية الآداب جامعة صنعاء متحفا صغيرا في حجمه كبيرا في محتوياته يحوي بين جدرانه وفي مخزنه الكثير من المآثر التاريخية المتنوعة ما بين مومياوات ومخطوطات وقطع أثرية حجرية وبرونزية وعملات قديمة لكن هذا المتحف الصغير يحوي في مخزنه ما يربو عن ألفي قطعة مكدسة في مخزن صغير تنعدم فيه وسائل الحماية والحفاظ بحسب المعنيين كما أن المعروضات تكتظ بها الفترينات وبشكل ملحوظ للزوار رغم أن هذا المتحف مغلق إلا من زيارات رسمية أو في أوقات المناسبات وغير متاح بشكل دائم للطلاب والزوار من خارج الجامعة إلا في حالات نادرة وقبل سنوات نشرنا في صحيفة الثورة تصريحا لأحد الخبراء الفرنسيين في مجال المومياوات والذي زار هذا المتحف للاطلاع على المومياوات الموجودة فيه ورغم إشادته بأهمية وندرة المومياوات في هذا المتحف إلا أنه تحسر على الحال التي وصلت إليها ووصفها بالسيئة جدا.
الثورة” زارت المتحف مطلع الأسبوع الجاري والتقت المسؤولين عليه والمعنيين والمختصين في قسم الآثار وكلية الآداب الذين تباينت وجهات نظرهم ما بين مستحسن ومستاء من وضع المتحف والقطع الأثرية الموجودة فيه.
شحة الإمكانيات
الدكتور عبدالحكيم السروري عميد كلية الآداب يؤكد أن المتحف ليس بالشكل السيئ الذي يطرح بل حالته جيدة نسبيا مقارنة بالمتاحف المختلفة في عموم المحافظات فرغم شحة الإمكانيات وقلة ما يخصص للمتحف يظهر بهذا الشكل فهذا أمر ممتاز.
ويقول: ما يحتاج إليه هذا المتحف هو فقط التوسعة ومن الممكن إذا توفرت الموارد المالية اللازمة أن يتم استحداث طابق جديد للمتحف أما فيما يتعلق بمحتوياته فحالتها جيدة وقيمتها عظيمة ولدينا ترميم وصيانة دورية لهذه القطع ولعل آخر صيانة وترميم تمت قبل ما يقارب شهرين وأما ما يحويه المتحف من محفوظات فهي نوعا ما قليلة ومحدودة ولدينا تعاون مع دار المخطوطات بصنعاء للصيانة الدورية لهذه المخطوطات وكما لا ننسى أن هذا المتحف يعد أول المتاحف اليمنية الذي يحتوي على مجموعة نادرة وهامة جدا من المومياوات قد تكون غير موجودة داخل المتاحف المصرية فعندما زار المستشار الثقافي المصري المتحف أعجب كثيرا بهذه المومياوات وشدد على ضرورة الاهتمام بها وحمايتها وتشديد وسائل الحماية عليها حيث يمتلك المتحف عشر مومياوات جميعها نادرة.
وشدد على ضرورة أن يتم توسعة هذا المتحف حتى يتسع لكافة القطع حيث يوجد داخل الفترينة الواحدة العديد من القطع الأثرية وقد يصل عددها إلى عشرين قطعة داخل الفترينة الواحدة وهذا أمر لا يجوز القطع متزاحمة مع بعضها ناهيك عن القطع الأثرية الموجودة في المخزن وهي كثيرة جدا وهامة.
مطلوب تدخل سريع
وفي الاتجاه المقابل يرى الدكتور أستاذ الآثار القديمة بقسم الآثار بجامعة صنعاء أن ما يسمى بمتحف قسم الآثار لا يمكن أن يطلق عليه متحف أو حتى مخزن للآثار فقد كان هذا المبنى الصغير عبارة عن سكن للطلاب قبل تحويله إلى متحف عام 1983م عندما تم اكتشاف مومياء في منطقة الغراس.
وقال: كان هذا المتحف محل اهتمام وعناية من قبل قيادات الجامعة في الحقب السابقة وتحول المتحف إلى الشكل الذي هو عليه الآن وكانت المتابعة مستمرة لأعمال الصيانة والترميم فيه إلا أن الأمور ومنذ سنوات تنحدر نحو الأسوأ مع أن القطع الأثرية تتزايد عاما بعد آخر والآن الكثير من هذه القطع أصبحت منتهية سواء كانت معادن أو مومياوات فالأولى انتشر فيها المرض وتمكن من العديد منها وهي بحاجة إلا علاجات سريعة كذلك المومياوات على وشك الانتشار وحالتها سيئة للغاية ولا تمتلك الكلية أو القسم المواد الضرورية للصيانة وطبعا المومياوات على رأسها كما أن القسم لا يملك متخصصا لترميم وصيانة المومياوات لدينا متخصص لصيانة وترميم المعادن كذلك المخطوطات أوضاعها سيئة وبحاجة إلى تدخل سريع وعاجل وبشكل عام المواد العضوية في المتحف بحاجة إلى سرعة إنقاذ وهي تشمل المومياوات والمخطوطات والمعادن ولو تأخرت أعمال الصيانة والإنقاذ قد تنتهي في وقت قريب.
المومياوات في أسوأ حال
شتان بين ما يقوله عميد كلية الآداب وما يقول الدكتور أستاذ الآثار القديمة .. ماذا يقول رئيس قسم الآثار لكلية الآداب الدكتور محمد السلامي¿
يؤكد الدكتور السلامي أن القطع الأثرية ومحتويات المتحف تتعرض للتلف بفعل الرطوبة المتزايدة في هذا المبنى..
وحول المومياوات ورأي الخبير الفرنسي الذي زار المتحف قبل سنوات ووصفها بأنها في حالة سيئة قال رئيس القسم: إن حالة المومياوات الآن أسوأ مما كانت عليه أيام زيارة الخبير الفرنسي فالمتحف يحوي مومياوات راقية تدل على أن صناعة التحنيط في اليمن القديم لم تكن تقل أبدا عن صناعة التحنيط المصري بل أحسن في بعض الجوانب وأفضل وله شروطه وطرقه الخاصة والمواد المستخدمة فيه يمنية تتناسب مع البيئة اليمنية.
وقال: نحن نعاني من شحة المواد التي تستخدم في معالجة الآثار والمحتويات الموجودة في المتحف بسبب ضعف الجانب المادي سواء لدى جامعة صنعاء أو على مستوى الدولة بشكل عام وإذا ما أردنا أن نضع الأمور في مسارها الصحيح فنحن بحاجة ماسة وسريعة إلى إنشاء متحف جديد تتوفر فيه كافة مستلزمات ومتطلبات المتاحف من وسائل وصالات عرض ومواد ترميم وبرامج جديدة تليق بمتحف تعليمي وأكاديمي يليق بجامعة صنعاء والحضارة اليمنية فالمتحف أو ما يسمى بالمتحف الحالي كما ترون أولا من حيث الحيز لا يكفي لعملية عرض مقتنيات القسم التي تتزايد عاماٍ بعد آخر حيث يشرف القسم أو يقوم بعمل حفريات أثرية يتحصل منها على قطع ومآثر تاريخية عديدة نقوم بتخزينها في مخزن المتحف الذي لا تتوفر فيه أدنى وسائل السلامة المطلوب توفرها لمخزن يعج بالقطع الأثرية الهامة والراقية..
مشروع للتطوير لم يلق استجابة
ويقول الدكتور عبدالحكيم شايف أستاذ الآثار القديمة والانثروبولوجيا القديمة: إن المتحف يحتاج إلى إعادة نظرة فهو كمبنى لا يليق أبدا بمتحف آثار جامعة صنعاء والذي يعد قبلة للزوار من مختلف المؤسسات التعليمية والمنظمات البحثية وأغلب مقتنيات المتحف موجودة في المخزن وهي تحتاج إلى قاعات عرض تليق بها والمتحف يمتلك الكثير من المقتنيات العضوية التي تحتاج إلى صيانة دورية وترميم مستمر كونها تتأثر بشكل أسرع وهذه المقتنيات العضوية الآن بحاجة إلى تدخل سريع وعاجل فحالتها بالفعل سيئة فالمومياوات وهي من المقتنيات العضوية حالتها سيئة وقد طالبنا أكثر من مرة بسرعة معالجتها .. كذلك المخطوطات تحتاج إلى تدخل خاصة أن القسم لا يملك المتخصصين في ترميم المخطوطات أو التعامل ومعالجة المومياوات بما يضمن الإطالة في عمرها بمعنى أنه لا بد للآثار العضوية من رعاية واهتمام كبيرين لإطالة عمرها وحتى لا تتأثر ويؤدي ذلك إلى انتهائها الأمر الذي يشكل خسارة فادحة لا يمكن أن تعوض. وأشار إلى أن القطع الأثرية يمكن أن تكون حالتها مستقرة لكن الآثار المعدنية هي أيضا مثل العضوية تحتاج إلى سرعة إنقاذ.
وأضاف: تم عمل جرد لمحتويات المتحف قبل ثلاثة أشهر وتم فيه تشخيص حالة القطع ومحتويات المتحف البالغ عددها ألف قطعة مرقمة وخمسمائة قطعة غير مرقمة فيما يوجد الكثير من القطع في المخازن لم تدرس أو توثق وقدمنا عام 2006م مشروع لتطوير وتأهيل المتحف كل سنة نعمل على تجديده وإرساله ومنذ ذلك الحين لا أحد يستجيب.
تصوير/ فؤاد الحرازي