تنتهج المملكة السعودية سياسة معادية تجاه الشعب اليمني أرضا وإنسانا منذ نشأتها الأولى في درعية نجد، وتعهد المستعمر البريطاني رعايتها وحمايتها، وإنشاء دولة لآل سعود بقوة الحديد والنار وأنهار من دماء شعوب الجزيرة العربية، حيث يذكر المناضل الشهيد المغدور به ناصر السعيد في كتابه (تاريخ آل سعود) أن من قتلهم بنو سعود من سكان نجد والحجاز يزيدون على مليون نسمة.
تاريخ بني سعود هو تاريخ دموي في حق شعوب الجزيرة والخليج، لا يستطيعون مغادرته، وكذلك يمارسون سياستهم تجاه الآخر، لقد اسكتوا شعوب نجد والحجاز إلى حين، وضموا لهم ما شاءوا من أراضي الإمارات والكويت وعمان.
وبقي الشعب اليمني يقارعهم لأكثر من مائة عام، رغم ما سرقوا من أراضيه، اليوم استفردت مملكة نجد باليمنيين، وراحت تستبيح دماءهم وأرضهم وثرواتهم، ويبدو أن سفك دماء اليمنيين هو الأشهى لدى آل سعود، لأن لهم أجندة تتمثل في إضعاف الشعب اليمني بكل الطرق، حتى لا يقاوم مشاريعهم التوسعية.
إنهم يطبقون سياسة أسيادهم الأمريكان الذين نكلوا بشعوب أمريكا “الهنود الحمر” لكن اليمنيين ليسوا هنودا حمرا، بل هم نصال حمراء سوف تأتي على نهاية بني سعود طال الزمن أم قصر، اليمني لا ينسى دمه، ولا يفرط بأرضه.
بنو سعود ليس لهم عهد، وإن جنحوا للسلم فمن باب الضعف والحيلة والمؤامرة، والى حين تتقوى شوكتهم يعاودون الغدر بالآخرين.
في العام ١٩٣٤م قتل حرس عبدالعزيز السعودي ثلاثة من اليمنيين من بيت حاضر- محافظة صنعاء، وسط الحرم المكي دون سؤال أو محاكمة.
وبعد قيام الجمهورية في صنعاء جن جنون العصابة السعودية، فراحت تقتل المغتربين اليمنيين على الظن؛ فقتلوا في العام ١٩٦٦م (١٦) مغتربا بتهمة الجمهورية، كما أفتى علماء وهابية بني سعود بتكفير الجمهورية والجمهوريين، وجلبوا تحالفا دوليا للعدوان على اليمن، وقتل اليمنيين.
أحد عملاء بني سعود في صنعاء (الفسيل) أفتى بعدم جواز صلاة من في جيبه ريال جمهوري!!
ما يجري في اليمن من حرب إبادة جماعية، وتدمير للأعيان المدنية، وحصار للسكان، مسؤول عنه بن سلمان والعالم شاهد على ذلك.
قتل النساء في صالات الأعراس كمجزرتي (المخا وسنبان) وقتل الرجال في صالات المآتم كمجزرة (الصالة الكبرى في صنعاء)، وقتل الطلاب والتلاميذ في المدارس والباصات كمجزرة (أطفال صعدة) وقتل الناس في منازلهم وهم نائمون؛ وقتل السجناء في السجون الاحتياطية كمجزرتي (سجن صعدة ومباحث صنعاء) كلها جرائم إبادة جماعية سيسأل عنها النظام السعودي في يوم من الأيام بعد أن يصحو ضمير العالم.
اليوم تحاول المملكة التهرب من جرائم الحرب التي ارتكبتها في حق اليمن واليمنيين بالقول إنها وسيط سلام!!
عجبا لهؤلاء القتلة !! وسيط بين من ومن ؟!
المرتزقة هم أحذيتها التي استخدمتهم في العدوان على اليمن، فهم جزء من العدوان على الشعب اليمني؛ وهم مثقلون بجرائم الإبادة الجماعية؛ مثلهم مثل دول العدوان.
مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية يجب أن يحالوا ويقدموا إلى المحاكم الوطنية والدولية.
السلام الحقيقي يبدأ باعتراف المجرمين بجرائمهم، ثم الدخول في تفاصيل العملية السلمية.
لا يمكن أن تتكرر تجربة سلام ١٩٧٠م حين أملت مملكة بني سعود ما تريده على صنعاء، وأخرجت نفسها من مسؤولية شن العدوان على اليمن، وحوَّلت نفسها إلى وسيط، بل وسيط يملي ما يريد.
ليعلم بنو سعود أن اليوم غير الأمس والزمن لا يتكرر، وملايين القتلى الذين أبادهم العدوان السعودي بالقتل والحصار، لا يستطيع أحد التنازل عنهم.