عمال اليمن.. بين فقدان العمل وحرمان من المرتب

محمد صالح حاتم

 

 

في الأول من مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للعمال، وذلك تكريما وعرفانا بالجهود التي بذلوها في البناء والتنمية.
ونحن في اليمن وللعام التاسع، تأتي هذه المناسبة العالمية وعمال اليمن يعانون الأمرين بسبب الحرب والعدوان والحصار التي ألقت بظلالها على الشعب اليمني كاملا ومنهم شريحة العمال.
فهناك أكثر من مليون ومائتي ألف موظف حرموا من مرتباتهم بسبب العدوان ونقل أعمال البنك المركزي إلى عدن وانعدام الموارد وخاصة النفط والغاز والذي كان يمثل ما نسبته 70 % من موارد الدولة.
ناهيك عن مئات الآلاف من عمال اليمن الذي فقدوا أعمالهم وأصبحوا عاطلين عن العمل لا يجدون لقمة عيش لهم ولأسرهم، وبقي الرصيف هو المأوى الوحيد الذي يتجمعون فيه كل صباح.
فأصبح العيد بالنسبة للعمال في اليمن هو اليوم الذي يجدون فيه عملا يعملون ويتقاضون أجر عملهم، ويعودون إلى أسرهم ومعهم ثمن لقمة العيش، والدواء والكساء والذي تمر الأشهر والسنين دون أن يتمكنوا من شراء ثياب لأبنائهم وخاصة في الأعياد والمناسبات الدينية.
العدوان دمر الأخضر واليابس توقفت الشركات والمصانع وأغلقت وكالات السياحة، توقفت الاستثمارات، وغادر رجال المال والأعمال اليمن ليستثمروا أموالهم في الخارج ولم يبق سوى القليل منهم.
اليوم والعالم يحتفل بعيد العمال ويتغنون بحقوقهم، ماذا عن حقوق عمال اليمن التي كانت منتهكة من قبل ولا زالت وما زادها انتهاكا… هو العدوان…؟
فمعظم العمال في اليمن لا يتقاضون الأجور المناسبة، ولا يوجد لهم تأمين صحي أو تقاعدي خاصة من يعملون في القطاع الخاص في مصانع، وورش نجارة وحدادة، ومطاعم ومزارع وعمال البناء وغيرهم، ومعظم الأعمال خطيرة ويتعرض العمال فيها للإصابات وتؤدي للوفاة، ولكن لا يوجد من يدافع عن حقوقهم ويحافظ عنها ويعمل على المطالبة بها…!.
العمال الذين نحتفل بعيدهم لا يكفي أن نرفع لهم التهاني والتبريكات ولا يكفي تنظيم الفعاليات الاحتفالية وتسليم الشهائد لهم، بل يجب أن يعطوا كامل حقوقهم وأن تكون هناك قوانين منصفة، تحميهم وتدافع عنهم، ومنها صرف مرتباتهم المنقطعة منذ أكثر من سبعة أعوام، أليس من حق موظفي اليمن أن يرفعوا دعوى ضد تحالف العدوان ومرتزقته الذين حرموهم من مرتباتهم؟ هل سيجدون محاكم دولية تنصفهم وتلزم تحالف العدوان بدفع مرتباتهم وتعويضهم عما لحقت بهم من أضرار وخسائر هم وأفراد أسرهم؟.
وكذلك العمال الذين فقدوا أعمالهم بسبب الحرب والعدوان والحصار، أليس من حقهم التعويض، وأن يحاكم المتسبب في ذلك؟
فهؤلاء العمال الذين حرموا من المرتبات تزداد أوضاعهم سوءاً يوما بعد يوم، وهو ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية وتوقف الحياة، ولذلك نجد تحالف العدوان وعلي رأسه أمريكا يصر على عدم دفع مرتبات الموظفين وربط الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي، والهدف هو تعطيل مؤسسات الدولة، وتوقف الحياة اليومية.
وفي الأخير نقول لعمال اليمن انتزعوا حقوقكم ومرتباتكم من أنياب العدوان الأمريكي بصبركم وثباتكم وصموكم وعدم الخضوع والاستسلام لأهدافهم ومشاريعهم التآمرية، فاليمن أنتم بناتها، وأنتم أساس وعماد تطورها ونهضتها ورقية، فتحية لكل معلم انتظم في مدرسته، ومهندس في مصنعه، وفلاح في مزرعته، وطبيب في مشفاه وعيادته ومركزه الصحي، وموظف في مكتبه وتحية وألف تحية للمهندسين وعمال البناء في المباني السكنية، والسدود والحواجز المائية والطرقات وكل منشأة حيوية حكومية أو خاصة.

قد يعجبك ايضا