أهميّةُ إحياء يوم القدس العالمي

أحمد أمين المساوى

 

من أعظم نِعم الله علينا كشعب يمني في إحياء اليوم العالمي للقدس، هو أن لنا شرفَ المساهمة كأمة واحدة في هذه الرابطة المعنوية مع الرجال الصادقين في محور المقاومة وجبهات الشرف والتضحية والكرامة وإباء الضيم، الذين ركع لشظف آبائهم تحالفُ البترودولار الصهيوني ومَن يديره، من ظن أن كرامة الشعوب يمكن التغلب عليها وألا يكونَ لشعب اليمن بأبطاله ذلك الشموخُ والعنفوان مقابل حصون أموال النفط الشاهقة وَترسانات أسلحة الغرب الجبارة، والتي لم تغن أُولئك شيئاً.
اليوم ها نحن نقف في خندق المواجهة ضد الاستعلاء والغطرسة التي تقتل مسرات حياتنا وتقذف الحمم البركانية على كُـلّ برعم حياة يزهر في اليمن لأكثر من ثماني سنوات وفي أمتنا لأكثر من سبعة عقود، معركة طال مداها في كُـلّ تجلياتها الوطنية والقومية والأممية.
ضِعة خائن وعميلٍ، وحقدُ مُرابٍ، وعنجهيةُ طاغوت، وخذلان متحرف لقتال أَو متحيز إلى فئة ” وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ».
بعد سقوط الاتّحاد السوفيتي، قال العالم: إن أمريكا أكبر. وبعد عشر سنوات، اعتبرت الولايات المتحدة حدثَ 11 سبتمبر مبرّراً لجعل هذا الشعار دينًا عالميًّا بالقوة؛ ليصرخ الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي: “الله أكبر”، متحدياً تلك الغطرسة؛ فتعالت صرخته يوماً بعد يوم أكثرَ فأكثر في وجه الإله الأمريكي الزائف.
ومع تكالب التحالف الصهيوني علينا، قلنا وراء قائدنا: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، ‏واجتماعنا في يوم القدس العالمي هو تأكيدٌ لهُــوِيَّة الله أكبر في مواجهة الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل.
‏نعم، أقر الإمام الخميني -رحمه الله- هذا التقليدَ في إحياء الجمعةِ الأخيرة من شهر رمضان كيومٍ عالمي للقدس، مظلومية الأُمَّــة الإسلامية التي يراد لها النسيان.
وإمامُنا، المصطفى -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، جعل الإسلام جنسية المسلم، ودينَه وكبرياءَه هو التقوى، فقد قال إمامنا: “يعرف الرجل بالحق، ولكن لا يُعرف الحق بالرجل، فاعرِف الحق، تَعْرِف أهله”.
إن فلسطين مظلومة شعب وقومية وأمة وإنسانيّة، وحقٌّ ديني وطنيٌّ وحقيقةٌ مُخزية وعارٌ للعالم الصامت بأسره، إن الإمام الخميني حين قدّم مبادرته بإعلان يوم القدس العالمي، فقد حافظ بذلك على حقوق الأُمَّــة في فلسطين، من حَيثُ الإنسانية والدين، في حين فقد الرجل العربي المسلم، جار فلسطين، كُـلّ حقوق الأُمَّــة من حَيثُ الإنسانية والإسلام والعروبة والجوار، وتحول إلى كلب رخيص للباطل ومدافع عنه، ثم يأتي لانتقاد إحيائنا ليوم القدس وَالتزامنا بمهمة الدفاع عن الإنسانية والدين والواجب الوطني تجاه فلسطين، مستخدماً كُـلّ الوسائل الممكنة لمفرداته السخيفة، التي كتبتها له الصهيونية عن الصفويين والفرس والرفض… إلخ.
فما الذي تبقى لهم وهم تحت أقدام المحتلّ الصهيوني الذي ينتهك حرمات دينهم وشرفهم وأرضهم؟ ماذا تبقى لهم من العروبة يخشى عليها من وهم الفرسية؟ وماذا تبقى من السنة التي يخشى عليها من وهم الصفوية ومن الإسلام الذي يخشى عليه من وهم المجوسية؟.
اليوم شرفٌ كبيرٌ لنا أن نكونَ مع الخميني الثائر على الإمبريالية الأمريكية ومع الشعب الإيراني المسلم ومع كُـلّ حر في هذا العالم، في خندق الحق ضد العدوّ الصهيوني المحتلّ لأرضنا ومقدساتنا الإسلامية المعتدي على شعبنا العربي الفلسطيني المظلوم، وسنظل نحيي يوم القدس التزاماً بشرف الواجب تجاه شعبنا العربي الفلسطيني وَأمتنا الإسلامية ومقدساتها وقيم الإنسانية النبيلة في الدفاع عن العدالة والحرية وحتى النصر سنظل نصرخ بكل قوة في وجه العدوّ الصهيوني وَرعاته الإمبرياليين وَأذنابهم من الخونة والعملاء.
والواقع أننا نمتلك إرادَةً جامحةً لمقاومة الاحتلال والدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة، إننا نؤمنُ بالله وروح الجهاد التي تسكننا؛ فلا يزال في قلوبنا الإيمان بالله وبحقوقِنا المشروعة كأمة واحدة، لن يحطِّمَ إرادتها أحدٌ، حتى ولو كان العالَمُ كُلُّه.
*القائم بأعمال محافظ تعز

قد يعجبك ايضا