من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية ” المحاضرة 12 “

عبدالفتاح حيدرة

 

في المحاضرة الرمضانية الثانية عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ، وفي سياق الحديث عن عداء الشيطان للإنسان ، فهناك شياطين الإنس والجن الذين حاربوا الأنبياء والرسالة الإلهية وتعاونوا في أداء مهمتهم لمحاربة الرسالات الإلهية، وكل نبي واجهه أعداء، لأن عمل الأنبياء هو السعي لهداية الناس والدفع بهم نحو فوزهم وفلاحهم في الآخرة، وهذا يزعج الشيطان لأنه حريص على إغواء أكثر الناس وهلاك الأغلبية الساحقة من البشر ، ولذلك الشيطان يقلق من سعي الأنبياء وأي امتداد لهم في السعي لإنقاذ الناس وهدايتهم ، وهذا يحد من عمل الشيطان في إغواء وإفساد المجتمع البشري.
الإنسان يتحول إلى شيطان عندما يفقد عناصر الخير في نفسه ويفقد زكاء نفسه ويخبث وتفسد نفسيته، وتحول هو بنفسه للإيقاع بالآخرين، ولم يعد شيطان الجن بحاجة للوسوسة له، لأن موت ضميره والتأثيرات السيئة في نفسيته قد أهلته ليكون شيطاناً بنفسه، والإنسان الذي خبثت نفسه يسعى لإغواء الآخرين وإفسادهم بتأثيره ونفوذه في أداء المهمة الشيطانية، والتعاون المشترك بين شياطين الإنس والجن يعني تبادل الخبرات في المؤامرات..
شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم لبعض، ويستخدمون زخرف القول لإغراء الناس بما يتفاعل مع شهواتهم ، وبعض شياطين الإنس يكون أكثر مهارة في والإغواء والإضلال وخاصة أصحاب المناصب والذكاء ومعرفته بالمجتمع والتجربة ، تميل لهم من لم يتحصنوا بالإيمان الصادق، ويقوى عمل الشيطان عندما يميل الإنسان لطموحاته المعنوية أو المادية أو الشهوات، والشيطان يهمه أن ينحرف الإنسان بأي شكل من الأشكال، والمهم عند الشيطان أن يصل بالإنسان إلى قعر جهنم، ويتأثر الإنسان بما يقدمه الشياطين فيميلون اليه ويقترفون ما يقترفونه من معاص وذنوب، وهذه حالة خطيرة جدا، واتساع تشكيلات الشيطان من شياطين الإنس، لإغواء أكبر قدر ممكن، وقد عبر الشيطان عن ذلك بقوله (لاحتنكن) ، يوظف كل قدراته ليتبعه أغلب البشر ، ومن يتبعه من البشر بعد وعده هذا فإن جزاءه جهنم، والشيطان يتجه لبنى آدم أنفسهم لما فيه شقاؤهم وعذابهم، يجعل الكثير من الأشخاص والدول والمؤسسات لتمويل الأعمال الفاسدة و الإجرامية والعمل بالنشاط التجاري والاقتصادي بكسب المال بالطرق والوسائل والمواد المحرمة، ويشاركهم الشيطان فيها ويصبح شريكا لدول وشركات وأشخاص من الأغنياء والفقراء..
إن للشيطان صوته المفسد والمغوي مثل الأغاني الفاسدة وأصوات الظلال والفساد، ومشاركة الشيطان للبشر بالثروة البشرية في أعمال الإثم والعدوان ونشر الجرائم والقدرات العسكرية لقتل الناس ظلما ومحاربة عباد الله المستضعفين، وفي حالة وصول وتمكين الشيطان من النفس البشرية فهذه أسوأ سيطرة، ولهذا يصل الحال بتأثير الشيطان وإيثار طاعته على طاعة الله، إلى حالة الخسران، وسقوط كرامتك بجانبها الإنساني والإيماني، عندما تطيع عدواً لك، يدفع بك للأعمال المهينة التي تحط من قدرك، لأن مهمة الشيطان هي أن يخزيك، وهو عدو لك ويحاربك، والشيطان يسيطر على البعض سيطرة تامة واستحواذ وهؤلاء هم المنافقون، وهؤلاء ينحرفون للصد عن سبيل الله، وخدمة الباطل، وإعداء الله، هؤلاء يفقدون تذكر ذكر الله وقدرته وتدبيره وحكمته، وليس عندهم امل، ويعتقدون أن السلامة هي العمل في سلامة الأعداء، وهؤلاء هم حزب الشيطان، وكذلك بالنسبة للكافرين الذين أصبحوا يعملون ضد أنفسهم وضد المجتمع البشري، هؤلاء يخذلون وتسلط عليهم الشياطين تؤزهم بسبب ضلالهم وعنادهم وإصرارهم على محاربة هدى الله..

قد يعجبك ايضا