رحمة الله على صديقنا العم / الطمباله الذي غادر الدنيا الفانية في أوج احتياج الوطن كل الوطن له ولخدماته الوطنية الجليلة، وإن الأجيال المتعاقبة لازالت تنظر إليه بعظمة المجاهد الوطني الكبير الذي أفنى حياته في خدمة اليمن العظيم وشعبه الصامد الصابر.
من سفوح جبال العوالق الشماء، نشأ وترعرع وتربى هذا المناضل الكبير ابن الطمباله ونهل من قسوة جبالها الوعرة معنى وقيم الثبات والصمود والرجولة، ولذلك فإن ارتباطه في مواقفه الوطنية كان من ذلك التراث العظيم لأجيال منطقته وشخصياتها العديدة وتراكم خبراتهم القبلية والإنسانية.
منذ شبابه ونضجه وحتى كهولته
وقد ارتبط اسمه عظيم الارتباط بالمواقف الوطنية اليمنية الخالدة، فقد نقش اسمه اللامع في سجل التاريخ الخالد منذ أن كان أحد فدائيي الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل من قبل المستعمر البريطاني، وواصل نضاله في المساهمة في بناء الدولة الوطنية التحررية في جنوب الوطن من خلال تبوئه للمواقع القيادية في سلك الأمن العام بوزارة الداخلية إلى أن وصل إلى منصب مدير الأمن في عدد من المديريات والمحافظة، وكانت له صولات وجولات نضالية في مجاله الأمني.
للعم الطمباله العولقي مواقف وطنية شريفة على مدار حياته الطويلة، لنأخذ منها أمثلة ناصعة فحسب، لكي يتعلم الأجيال منها ويتعظوا من دروسها ولأخذ العظة والعبر من تعلم قراءتها:
حينما اشتد الصراع السياسي والعسكري بين الفرقاء السياسيين في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني في منتصف الثمانينات من القرن العشرين، اتخذ موقفاً شجاعاً إلى جانب الفريق الوطني الذي يقوده الرئيس علي ناصر محمد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، وحينما مالت الكفة العسكرية لخصوم فريقه لم يتزحزح من موقفه، وامتطى سيارته باتجاه صنعاء ورتب أوراقه مع رفاقه حتى سنحت الفرصة لرد الاعتبار الوطني لموقفه وموقف رفاقه في الصف الوطني، وعاود الكرة بحمل الكلاشنكوف ليقاتل من أجل وحدة اليمن وعزته وكرامته مع رفاقه حتى تم تحقيق النصر على شرذمة الانفصاليين عام 1994م، وآزر انتصار اليمن كل اليمن على الانفصاليين يوم ذاك.
وحينما بدأ العدوان الحالي على الجمهورية اليمنية في 26 / مارس / 2015 م من قبل المملكة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وبحماية من حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وقف العم / الطمباله العولقي وقفة الرجال الأشداء مع صف المقاومة الأبطال بقيادة قائد الثورة الحبيب / عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وكلف بمهام قيادية تبوأها دون تردد وسار مع المجاهدين الأحرار يدافعون بكل ما يملكون من عتاد وسلاح وإمكانات متواضعة، وصمد إلى جانبهم حتى الرمق الأخير ليسجل في سجل الشهداء الخالدين في اليمن.
وكان قد تدرج في شغل المناصب حتى وصل إلى منصب محافظ محافظة شبوة في زمن عصيب يقاوم فيه أعداء اليمن بالداخل والخارج وفي طليعة أعداء اليمن المملكة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، وكان آنذاك يقود العمل الإداري والسياسي والأمني وهو يعيش تحت ضربات وقصف طيران العدو ليل نهار، ومع ذلك صمد في الجبهة الأمامية المقاومة العدوان.
الرجال الصناديد لا يموتون بل إنهم خالدون خلود الدهر، والرجال الذين حرصوا على أن يكونوا في مواقفهم إلى جانب أوطانهم وشعوبهم وتاريخهم الوطني، هم من سيُخلد التاريخ ذكراهم وتُخلد الأجيال المتعاقبة ذكراهم، وعمنا / الطمباله أحد هؤلاء الذين تشرفت بهم شبوة واليمن كل اليمن وببطولاتهم وإرثهم الخالد، سيُخلدون كما خلّد التاريخ اسم الرئيس الشهيد / صالح علي الصماد واللواء الشهيد سالم علي قطن العولقي والشهيد الرئيس / سالم ربيع علي [ سالمين ]، والشهيد المثقف فاروق علي أحمد، والشهيد البطل / هادي أحمد ناصر المدحجي العولقي والشهيد / علي عبد الله ميسري، والشهيد / محمد ناجي سعيد المقطري ]، وطابور طويل من الخالدين في مسيرة اليمن الطويل.
الطمباله رمز للأحرار في شبوه وجنوب اليمن:
تواصل معي العديد من شباب شبوة وجنوب الوطن أثناء بدء العدوان السعودي على الجمهورية اليمنية، وطلبوا مني تحليلاً ورأياً تجاه شجاعة العم / علي الطمباله ورفاقه الذين قبلوا أن يتحملوا مسؤولية العمل القيادي في محافظة شبوة منذ بدء العدوان، فقلت لهم يومها رأيي بوضوح، أي قبل قرابة ثمان سنوات، بأن العم / علي الطمباله العولقي، والأفندم / عوض بن فريد الطوالي العولقي وزملائهما من قياديي شبوة أنهم أشجع الرجال وأصدق القادة وأنبل المناضلين، وأن من وقف اليوم يقاوم العدوان فإنه إنسان عظيم، وسيسجل له التاريخ اليمني العظيم موقفه هذا بحروف من نور الخلود، وعظمة الأبطال، وشجاعة الأوفياء، لأنهم وقفوا مع اليمن أرضاً وإنساناً، وفضّلوا الصمود في وجه أعداء اليمن من (الخلايجة).
الذين يقيسون الناس بالمال المدنس وحده، ولا يحترمون ولا يقدرون المواقف الوطنية للإنسان اليمني، نعم نعم هؤلاء (الخلايجه) وأكررها لا يحبون الإنسان اليمني الحر والمناضل والصمصوم، لأن خياراتهم السياسية ومواقفهم ارتبطت بالمشروع الأمريكي – الصهيوني في الوطن العربي.
ولذلك وحينما كررت رأيي وموقفي تجاههم كأحرار فأنا قد أصبت الهدف، وبعد ثمان سنوات من صمود الشعب اليمني العظيم، وتحقيق النصر المؤزر، ها هو العم الفقيد المجاهد / الطمباله وجميع رفاقه يُسجلون في سجل الخلود الوطني مع الشرفاء من أبناء اليمن العظيم.
وفوق كل ذي علم عليم
*رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني