صنعاء .. أجواء رمضانية جميلة وأسواق فريدة وموائد بكل ما لذّ وطاب

قمة الإبهار والتنوع والروحانية :
الأجواء الرمضانية في صنعاء تُمثل قمة الإبهار والجمال والتنوع بأسواقها المشهورة وناسها اللطفاء واكلاتها المتنوعة وحلوياتها المختلفة وروحانيتها العجيبة ومساجدها العامرة كبقية المدن اليمنية التي لها ارثها وثقافتها الشعبية المتوارثة.
قبل الفجر يستعد الناس لتناول وجبة السحور المتمثلة في الُشربة والسلتة والخبز واكل بعض الحلويات وتناول القهوة وشرب الماء ، والتجهز لأداء صلاة الفجر ومن ثم العودة إلى المنازل للنوم ، وما أن يقترب منتصف الظهر حتى ينتشر الناس كل إلى عمله ووظيفته ، وعند رفع أذان الظهر يسارع الناس إلى أداء الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والانتشار من جديد لكسب الرزق واخذ البعض احتياجاته الخاصة من الغذاء .
يصلي الناس صلاة العصر ومنهم من يواصل تلاوة وقراءة القرآن الكريم والبعض يذهب في دوره في الأسواق الشعبية ليعيش لحظات جميلة ومشاهد نادرة وأجواء لطيفة تسر جميع المتسوقين بحركة وطباع الناس المختلفة.
وما أن يصدح أذان المغرب حتى يشرع الصائمون في المساجد عبر حلقات دائرية تضم الكبار والشباب والأطفال في تناول الإفطار بالتمر والماء والحامضة والسحاوق والسنبوسة والشفوت .
وبعد أداء صلاة المغرب يعود المصلون إلى بيوتهم والموائد الرمضانية عامرة بما لذ وطاب وفي انتظارهم بدءاً بشرب كأس من قهوة الُبن اليمني وتناول السنبوسة واحتساء الشٌربة وتناول الحامضة والشفوت مع السلطة والسلتة واللحم وبعدها التحلية بالرواني أو البقلاوة والقطايف كسمة رئيسية من مميزات المائدة الصنعانية المتعددة الأصناف ، والمعروف في ثقافة أهل صنعاء ان كل الأشهر تخدم شهر رمضان تحت مقولة « شهر يخدم سنة» ، في إشارة إلى الاعتناء بالمائدة الرمضانية التي تقوي صلب الناس بعد العمل والصيام الشاق.
وما أن يؤذن لصلاة العشاء حتى يذهب الناس لأداء الصلاة ، ومنهم من يؤدي صلاة التراويح والبعض ينصرف إلى ممارسة أعماله ، فترى الشوارع والأحياء والأسواق الشعبية قد تزينت في ابهى صورها والمحلات والدكاكين والبسطات فيها من كل الاحتياجات وما لذ وطاب وحركة الناس والإضاءات تعكس حلاوة الحياة والتعايش والامن والاستقرار.
والعجيب ان الزائر والمتجول في أسواق صنعاء القديمة يشاهد النظام العجيب والتخصصات في المهن والحرف والهن رغم صغر متاجرها ودكاكينها ومحلاتها التي تلبي احتياجات وطلبات الناس من كل حدب وصوب.
أسواق متعددة مثل سوق الملح للبهارات، وسوق الحب وسوق العطارة، وسوق العنب وسوق الجمرك للزبيب، وسوق المعصارة للزيوت والحلقة « المحدادة «والجنابي والنجارة والمعدن والفضة وصناعة الأحذية والقهاوي الشعبية مثل سمسرة وردة وأماكن بيع الكدم والمولج والخبز والكباب والمطيط والبرعي والحلويات المتنوعة وسوق النحاس وسوق البز « القماش». وسوق الختم (المصحف) وسوق النظارة، وسوق الفتلة ، كل هذه الأسواق هي سر جمال وروعة وأناقة ونشاط وحركة صنعاء التاريخ.

قد يعجبك ايضا