الإحسان من أهم روافد النصر والتمكين

استجابة لموجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والمجلس السياسي الأعلى بضرورة تعزيز الروح الإيمانية وتوطين روابط الأخوة المنبثقة عن القرآن الكريم، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بأعمال البر والإحسان والتكافل الاجتماعي من أجل رفع المعاناة عن كواهل الفقراء والمساكين وتفريج كرب المعسرين، وتجسيد ذلك على هيئة أفعال ملموسة على أرض الواقع تصل إلى مستحقيها وبلا عناء أو مذلة، أطلقت هيئتا الزكاة والأوقاف ومؤسسة بنيان التنموية بالتعاون مع السلطات المحلية في أمانة العاصمة والمحافظات، وبرؤى ثاقبة، مشروع «ويطعمون الطعام»؛ الهادف إلى إطعام 190 ألف مستفيد بكلفة بلغت 16 مليار ريال بتمويل من الأوقاف، تليه مشاريع هيئة الزكاة والتي تستهدف أكثر من مليون مستفيد بتكلفة تتجاوز 15 مليار ريال، ومؤخرا مشروع الوجبة الرمضانية الذي يستهدف 41 ألف أسرة بتوزيع 615 ألف وجبة بكلفة مليار و500مليون ريال، خلال الشهر الكريم وفي مجالات بر وإحسان متعددة منها توزيع السلال والوجبات الغذائية على الفقراء والمساكين وأسر الشهداء، ودعم أنشطة خيرية أخرى تندرج تحت مقاصد الواقفين ومصارف وإطعام الأسر الأشد فقرا.
المشاريع في جوهرها تجسد المعاني والقيم والمبادئ الدينية العظيمة، في الاستقامة وأداء الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة التي ترضي الله عز وجل استشعارا من الجميع بأن شهر الصيام والقرآن محطة من المحطات المهمة لاستلهام الدروس والعبر التي يجب أن يكثف شركاء العمل الإنساني النبيل في غاياته وأهدافه إنفاقهم وجهودهم في العمل إطار المنظم والمشترك.
كما تتجلى عظمة الأعمال الإغاثية آنفة الذكر في المشاريع الثلاثة في أن من يقودها ويدير عجلة التحشيد والتجهيز والتوزيع هم عبارة عن مجاميع من العاملين عليها ومتعهدي الأوقاف والسلطات المحلية وفرسان العمل الطوعي واللجان المجتمعية والمحسنين من الذين ترسخت في نفوسهم قيم العطاء والبذل إلى جانب تحمل المسؤولية في أداء الواجبات ومضاعفة الجهود في الإحسان وإغاثة الملهوفين من الفقراء والمعسرين وأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين.
ولا يفوتنا، بالمناسبة، والتي تتزامن في هذا المقام مع غمرة احتفالات شعبنا العظيم بيوم الصمود، يوم شموخ هذا الشعب العظيم في وجه أعتى عدوان عرفته البشرية، أن نشير إلى أن من أعظم الدلائل على نجاح المشاريع الخيرية، وما ارتبطت بها من النوايا الصادقة للمكلفين والواقفين والمنفقين والعاملين على إيصالها إلى مستحقيها من عمال ومتطوعين ومحسنين، هي ابتهالات ودعوات النفوس الطاهرة من المستحقين الذين يرفعون أكف التضرع والرجاء إلى المولى عزوجل، وهو سبحانه وتعالى من يخلف على المحسنين بإحسانهم إحسانا.. ويعيد هذه المناسبة- رمضان- على بلادنا مع كل عام يزيد فيه الإحسان، وقد تحقق لهذا الشعب الكريم المعطاء الأمن والأمان والسلام والخير والبركات والنصر والتمكين.

قد يعجبك ايضا