البعض، هداهم الله، يرون في رمضان فرصة لممارسة بعض من العادات التي تتناقض مع الحكمة السامية من الصوم:
كالنوم طول النهار: بحجة التعب والإرهاق أو الحر، متناسين أن الحكمة من الصوم تجربة الجوع والعطش والإحساس بالفقراء والمساكين.
والعصبية الزائدة أثناء الصوم: ناهيك عن السب والقذف واللعن والغيبة، رغم أن هدف الصوم ترويض النفس عن المنكرات والصوم عن قبائح اللسان.
التبذير في الأكل والشرب وكأن رمضان شهر لمسابقة أفضل طعام وألذ شراب وبدل أن يكون رمضان سببا مساعدا للابتعاد عن العادات السيئة التي تسبب السمنة والأمراض.
الازدحام في الشوارع والمراكز التجارية والمولات والأسواق والمطاعم ازدحام شديد واختلاط يسبب الانزعاج والسؤال: ألم يكف الاستعداد قبل رمضان من تعبئة لمخازن بيوتنا حتى أصبحت كمحلات البقالة.
ليل رمضان بدلا أن يكون قيام وقرآن واستغفار يصبح تسكعا في الأسواق وعادات سيئة (معاكسات، إيذاء للناس، وجرح للنظر).
نسترشد من محاضرات ودروس قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي، حيث يشير، يحفظه الله إلى أن البعض يتناسى أو يتغافل أننا على باب من واسع من أبواب الرحمة، وهو شهر رمضان المبارك، وأن رمضان مدرسة رائعة مليئة بالخير والهدى، وما احوجنا في عصرنا هذا إلى ثورة تغيير في الأرواح وإحداث انتفاضة في الوعي كي تستعيد الأمة حيويتها ومكانتها كخير أمة أخرجت للناس.
مؤكدا أن التغيير الذي نعيه أو الثورة والانتفاضة التي نريد أن يحدثها فينا رمضان ليست، في محور واحد أو جانب محدود، ولكنها في جهات مختلفة، ومحاور متعددة، وذلك أن رمضان لا يخاطب الروح دون العقل، ولا العقل دون القلب، ولا القلب دون الجسد، وهو وإن كان إلى الروح أقرب، وللقلب أكثر مخاطبة، إلا أنه يخاطب الإنسان كله، بمشاعره وأحاسيسه، بعواطفه وميوله، بعقله وقلبه وروحه.
ومن ذلك نستلهم أن ثورة رمضان وانتفاضته لابد أن تسير في محاور ثلاثة:
فكري عقلي: وذلك أن الأمة بحاجة إلى تغيير فكري وعقلي فيما رسخته العادات الخاطئة، والمعلومات المغلوطة، ولهذا يأتي رمضان ليعلمنا كيف نثور على هذه الأفكار التي تصادم العقول السليمة والفطر السوية.
روحي قلبي: وذلك أن الروح التي ألفت الراحة والدعة، ومالت إلى متطلبات النفس كم هي بحاجة إلى دورة تدريبية تخرجها من هذا الكسل التعبدي، والميل الجسدي، وهذا ما يتحصل بكثرة الطاعات من صيام وقيام وذكر وتلاوة وصدقة، وحسن استشعار للمسؤولية بما تحتاجه الأمة من إزاحة الستار عن الكثير من المفاهيم المغلوطة وتصحيح مسار الحياة.
أخلاقيّ سلوكي: وهذا أيضاً ما تحتاجه الأمة وبقوة، فرمضان شهر ثورة على الخلق السيئ، والسلوك المعوج، وفرصة طيبة لسمو الأخلاق وارتقاء المؤمن في سلم الأخلاق الفاضلة والمعاملة الطيبة مع ربه ومع مسؤولياته تجاه الناس من حوله.
Prev Post
Next Post