اليمن تؤيد أي تقارب عربي إسلامي في صالح الأمة وحسن الجوار
عدد من أعضاء مجلس الشورى لـ” الثورة ” : الاتفاق المبرم بين السعودية وإيران ستكون له انعكاسات إيجابية على اليمن والمنطقة
أوضح عدد من أعضاء مجلس الشورى لـ«الثورة» أن الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية بكين في حال كان هناك التزام ببنود الاتفاق الموقع في بكين مع طهران بحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين، فإنها ستكون لهذا الاتفاق انعكاسات إيجابية ليس على الوضع في اليمن فحسب وإنما على مستوى المنطقة العربية والإسلامية من كافة الجوانب .. تفاصيل عديدة تقرأونها في سياق الاستطلاع التالي:
الثورة / استطلاع / أسماء البزاز
البداية مع القاضي علي يحيى عبدالمغني- أمين عام مجلس الشورى حيث يقول : في الحقيقة إن صدقت النوايا والتزم النظام السعودي ببنود الاتفاق الموقع في بكين مع طهران بحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الأخرين فستكون لهذا الاتفاق انعكاسات إيجابية ليس على الوضع في اليمن فحسب وإنما على مستوى المنطقة العربية والإسلامية من كافة الجوانب سواء الأمنية أو الاقتصادية أو العسكرية وغيرها، لأنه ستختفي شماعة البعبع الإيراني الذي عمل النظام الأمريكي والصهيوني على تضخيمه لعقود من الزمن لعسكرة الخليج والمنطقة وجعلها قنبلة موقوتة ليجني من ورائها مئات المليارات من الدولارات من دول الخليج بذريعة الحماية من هذا البعبع الذي سيلتهمها في غضون أسابيع إن لم تكن أياما أو ساعات- حسب تعبير الرئيس الأمريكي ترامب ودفع هذه الدويلات للارتماء في الاحضان الصهيونية وتشكيل تحالفات عربية وغربية لمواجهة هذا الخطر المرسوم في مخيلة حكام الخليج.
وتابع القاضي : ما نتمناه أن يحدث بين السعودية وايران هو أن تتحسن علاقاتهما ببعضهما البعض، لأن ذلك إن تحقق فستعقبه اتفاقات واسعة وعديدة في المنطقة سواء مع اليمن أو سوريا أو لبنان وغيرها وسيعود الأمن والاستقرار لهذه الدول وكافة دول المنطقة، إلا أننا نشك في ذلك؛ ليس لأن إيران غير جادة في هذا الاتفاق مع الرياض، فهي دولة مستقلة وقادرة على الوفاء بالتزاماتها ولديها الرغبة في ذلك منذ عقود، بل لأن النظام السعودي ربط مصيره بمصير الكيان الصهيوني، وانتهج سياسته منذ وجوده في الجزيرة العربية، فقام على ترويع الآمنين وسفك الدماء وإرتكاب المجاز الوحشية وتوسع في أراضي الدول المجاورة وتدخل في شؤونها واشعل الحروب والصراعات بين أبنائها ونصب نفسه شرطيا لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
ويرى القاضي أن توقيع الرياض على الاتفاق مع طهران في بكين ليس إلا لإغاضة عشيقها الأمريكي الذي لم يعد يغار عليها خلال السنوات الأخيرة من حكم ابن سلمان الذي اصبح عبئا عليها من وجهة نظر الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض، وأيضا لاختبار نوايا طهران ما الذي ستقدمه لها خصوصا في اليمن ولبنان مقابل هذا الاتفاق الذي ظلت ايران تدعو إليه وتتمنى تحقيقه طيلة العقود الماضية، وهذا ما لن يتحقق لها، فإيران قالتها للنظام السعودي مرارا وتكرارا إن حل الملف اليمني في صنعاء وان الحل في لبنان بين الفرقاء السياسيين في بيروت والضاحية إلا أن عقلية النظام السعودي لم تستوعب هذه الحقيقة ومازال مصراً على أن الحل في طهران وهذا ما سمعناه من قناتي العربية والحدث عقب الاتفاق مباشرة.
الملف اليمني
الشيخ عبدالله منصور الشريف -عضو مجلس الشورى- نائب رئيس اللجنة السياسية يقول من ناحيته : من حيث المبدأ إن عودة العلاقة بين دولتين إسلاميتين شيء طيب ومرحب به ، فإيران والسعودية دولتان لهما ثقل وتأثير اقليمي والخلاف بينهما يؤثر على أمن واستقرار المنطقة ويفتح مجالا للتدخلات الأجنبية.
وقال الشريف إنه وحول أبعاد تلك العلاقة على المشهد اليمني فذلك يعتمد على مستوى حضور الملف اليمني في نقاشات الطرفين، هل كان حاضرا بقوة؟ وهل نال نصيباً واهتماماً من قبل طرف أو كل الأطراف؟ أم أن تفاهماتهما اقتصرت على ما يلبي مصالحهما؟ وهذا ما سيتضح خلال الأيام القادمة ولا يستطيع أحد أن يجزم برأي أو يستنتج بشكل صحيح إزاء تفاهمات دارت في غرف مغلقة بين طرفيها ولم يعلن عن شيء من تفاصيلها وفي كل الأحوال نتفاءل بخير إن شاء الله، فللكعبة رب يحميها.
انكشاف الزيف
من ناحيته يقول محمد الرضي- رئيس المكتب الفني بمجلس الشورى: اعتقد أن الدور الإعلامي الإيجابي بمناسبة اتفاق ايران والسعودية لعودة العلاقات الدبلوماسية هو دعم هذا الاتفاق الذي يقطع الطريق على أعداء الأمة ويوحد الأمة العربية والإسلامية كمبدأ إسلامي قرآني أخوي.
وبالنسبة لانعكاس ذلك الاتفاق على الساحة اليمنية يقول الرضي : اليمن دولة مستقلة ذات سيادة تؤيد أي تقارب عربي إسلامي في صالح الأمة وتؤيد احترام سيادة الدول حسن الجوار والتعاون والعلاقات المشتركة .
وتابع : إن أي نزاع عربي عربي أو عربي إسلامي هو في صالح أعداء الأمة الذين وصفهم الله بأنهم اشد عداوة للذين آمنوا، والخلافات العربية والإسلامية خلافات أكثرها مصطنعة لابتزاز جميع الأطراف وكباب للتدخلات الأجنبية وتخلق فرصا للتمدد الصهيوني والأمريكي في المنطقة وغيرها.
مضيفا : أن موقف اليمن عبَّر عنه الأستاذ محمد عبد السلام، الذي أشار إلى محاولة أمريكا الإيحاء بأن الاتفاق كان فيما يخص الشأن اليمني وهذا غير صحيح، فالاتفاقية الموقعة لم تنص في أي بند على ذلك وإن نصت فهذا يعد تدخلا ترفضه صنعاء من صديق أو عدو
وقال الرضي : أمريكا تبين انزعاجها من أي اتفاق قد تخسر فيه ابتزازها للسعودية والذي تدعم خزينتها بواسطته بمليارات الدولارات من خلال عقود أمنية وصفقات أسلحة، واليمن دولة مستقلة وقرارها في صنعاء عاصمة اليمن، وقرار تحرير كامل الأراضي اليمنية المحتلة بيد صنعاء وبيد القيادة السياسية والعسكرية التي رسمت معالم مستقبل يمن لا يكون حديقة خلفية لأحد ولن ترى الدنيا على أرضها وصيا.
مبينا أن ما نراه مع مرور الوقت هو انكشاف زيف العدوان على اليمن من شرعية كانت حجة ابليس لتدمير اليمن وارتكاب الجرائم بحق اليمنيين والادعاء بأنه اليمنيين الأصيلين بأصالة الأرض وأزليتها هم إيرانيون مجوس، وهنا أقول إنه لا أبعاد إلا تلك الأبعاد التي رسمتها قواتنا وقيادتنا لتحرير اليمن، وان الاتفاق الإيراني السعودي شأن تينك الدولتين اللتين عملتا على إنهاء خصومتهما وعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض .
آملا أن تدرك السعودية حقيقة أن اليمن أيضا بلد يرفض التدخل في شؤونه إن أرادت الفهم قبل فرضه.
ذرائع ومواقف
عضو مجلس الشورى نايف حيدان يقول من جهته : كنت ولا زلت أردد وأقول إن الصين هي سيدة العالم مقارنة بأمريكا واليوم الصين تظهر كعملاق كبير في السياسة والاقتصاد استطاعت أن تضرب ضربتها في المكان والوقت المناسبين.
وقال : أجل فقد أصابت أمريكا بالدوار وخلقت الذعر والهلوسة للصهاينة وأضعفت سياسة القطب الواحد ، وشكلت عاملاً قوياً لتوازن القطبين وأعادت ثقتها للدول العربية ، فبهذا الاتفاق التاريخي والمهم استطاعت الصين أن تشجع السعودية على التنمر على أمريكا باتخاذ هذا القرار الجريء ، وبتطبيع السعودية مع إيران نستطيع القول إن التطبيع مع العدو الصهيوني قد بدأ يتآكل وإن مصيره الانحسار لتصبح الكفة لصالح محور المقاومة، كون العدو واحداً مع كل الدول العربية والإسلامية حتى وإن مدت يدها للتطبيع، فالمشكلة الفلسطينية قائمة وتعاليم الدين الحنيف وتوجيهات القرآن الكريم باقية .
وأضاف : بعد كل ما دمرته السعودية بالمنطقة العربية والعالم الإسلامي، فإن قيامها بهذه الخطوات وهذه المستجدات يعتبر اعترافاً صريحاً واعتذاراً عن سياسات ماضية كانت كل خطواتها خاطئة .
وبالنسبة لليمن وتأثير هذا الاتفاق على مجريات الأحداث، بيَّن حيدان أنه لا نستطيع القول أو التأكيد أن هذا الاتفاق سينتج عنه وقف العدوان ورفع الحصار ومعالجة أضرار الحرب فالاتفاق يخص دولتين هما إيران والسعودية ولكن تأثيره الإيجابي على المنطقة بشكل عام إيجابي كون التقارب يبعد الشكوك ويزيل التآمرات ويذيب جليد القطيعة وبنفس الوقت يعري ويكشف الذريعة التي كانت تحاربنا السعودية بها ، وقرار وقف المعارك قد اتخذ قبل هذا الاتفاق وما إعلان الهدن المتجددة والمتلاحقة إلا مقدمة لإنهاء المواجهات وبالأخير يتوقف هذا القرار- أي إنهاء المواجهات بين اليمن ومرتزقة السعودية- على جدية السعودية، لأن ذرائع العدوان على اليمن عديدة وكثيرة بدأت باستعادة الجمهورية وإنقاذ الشعب اليمني وانتهت بمحاربة إيران في اليمن، ليتم دحض تلك الذرائع بالتوقيع، مع إيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفتح صفحة جديدة .
وأوضح أن موقف اليمن ثابت وواضح منذ بداية شن العدوان عليه وهو موقف دفاع لا مهاجم حرصا على وحدة الأمة العربية والإسلامية وحقنا للدماء.
القرار السياسي
من جانبه يقول عبدالواحد الشرفي – عضو مجلس الشورى : يحاول بعض المحللين السياسيين في العديد من القنوات الفضائية الإخبارية ربط قضية العدوان على اليمن وإيقاف الحرب عليه بمسار التحسن الطارئ في العلاقات بين السعودية وإيران، وعودة تلك العلاقات إلى سياقها الطبيعي في غضون شهرين بحسب اتفاقات البلدين بهذا الشأن ، والذي فاجأ الجميع بما فيهم الجانب الأمريكي ، متناسين أن قضية الشعب اليمني والعدوان عليه ليست له أي علاقة بالصراع السعودي الإيراني إن جازت تسميته بهذا المسمى.
وقال الشرفي : إن العدوان على اليمن استهدف بالمقام الأول استقلالية وطننا الحبيب وحريته وكرامته وخروجه من كنف الهيمنة الأمريكية والوصاية السعودية التي استمرت لعقود انتهت بعد ثورة 21 سبتمبر الخالدة التي خلصت الوطن من طغيان الهيمنة والوصاية الأجنبية التي تسببت في تخلفه ، وقضت على مقومات نهوضه وتطوره ، وسلبت حريته وعزته وكرامته ، وأثناء العدوان عليه حاولت تلك الشخصيات السياسية والإعلامية المأجورة أن تقلل من التحول الإيجابي في تاريخ اليمن السياسي المعاصر وتحريره من الهيمنة الخارجية، بالترويج مرة أخرى لأكاذيبهم الإعلامية بارتباط القضية اليمنية بالأجندات السياسية الإيرانية ، بالرغم من تأكيدات السياسيين اليمنيين على استقلالية القرار السياسي اليمني ، وأيضا تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأن اليمنيين هم أصحاب القرار في شؤونهم ، وان إيران لا تفاوض عن الآخرين.
وتابع : تحاول بذلك قوى العدوان ومن يسير في فلكها الالتفاف على القضايا العادلة للشعب اليمني ، وما تعرض له من عدوان استمر لأكثر من ثمان سنوات استهدف كل مقدرات وإمكانيات الوطن وبنيته الخدمية ، ومحاولة التنصل عن مسؤولية تحالف العدوان إزاء تلك الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني ، واستحقاقات ما بعد إيقاف الحرب من إعادة الإعمار والتعويضات.
وقال الشرفي : تؤكد صنعاء مجددا عبر تصريحات قادتها أن المدخل الرئيسي للسلام هو في إيقاف العدوان والحصار ورحيل قوى الاحتلال الأمريكي والصهيوني والسعودي والإماراتي من الأراضي اليمنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.