رأينا ردود أفعال واسعة عقب تقارير قناة المسيرة التي سلطت الضوء على المواقع الأثرية في الجوف وما تعرضت له من تخريب ودمار

«رئيس هيئة الآثار والمتاحف» يكشف تفاصيل تدمير المرتزقة لمدينة في الجوف ونهب الآثار

بعض المناطق الأثرية في الجوف كانت تحت سيطرة الغزاة وتعرضت لعملية نبش ونهب واسعة ولا زالت بقايا معداتهم العسكرية موجودة هناك .

هيئة الآثار ليست جهة ضبط وليس بمقدورها وقف هذا العبث وحماية المواقع الأثرية ما لم يكن هناك تعاون من أجهزة الدولة المختلفة .

التقينا بمحافظ الجوف والأجهزة الأمنية هناك وطالبناهم بمنع هؤلاء العابثين وحماية المواقع الأثرية ولم نر شيئا على أرض الواقع .

لا توجد في الجوف مومياوات، فالمومياوات موجودة في شمال صنعاء تحديدا في المناطق التي تعمل فيها الكسارات في ثلا وشبام الغراس

المشكلة في جهل العامة من أبناء هذه المناطق الذين عبثوا بالمواقع الأثرية ودمروها.

العبث الأكبر الذي لحق بهذه المواقع الأثرية بدأ منذ عقود نتيجة عدم وعي المواطنين وإهمال وتواطؤ النظام السابق .

أحصينا ما يزيد عن 2400 قطعة أثرية تم نهبها وتهريبها وعرضها في المزادات الخارجية وما زلنا نتتبع هذه القطع في المزادات العالمية .

قال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف عباد الهيال إن المدينة الأثرية التي ظهرت في محافظة الجوف لم تكتشف فجأة وهي معلومة سلفا لأبناء المنطقة وسرَّاق الآثار. وأضاف الهيال في حوار مع أجرته معه “الثورة” أن التقارير التي بثتها قناة المسيرة والتي سلطت الضوء على المواقع الأثرية في محافظة الجوف وما تعرضت له من تخريب ودمار، خلقت ردود فعل واسعة وصفها بالإيجابية، وأشار إلى أن المشكلة ليست في الغزاة فقط الذين تواجدوا في بعض المناطق الأثرية وقاموا بعملية نهب وتجريف واسعة لتلك المواقع، بل أيضا في جهل العامة من أبناء تلك المناطق الذين عبثوا بها ودمروها.
ودعا الهيال كافة أجهزة الدولة للتعاون مع هيئة الآثار لحماية المواقع الأثرية ونشر الوعي في أوساط المواطنين حول أهمية الآثار والمعالم التاريخية باعتبارها ثروة سيادية، مؤكدا أن هيئة الآثار ليست جهة ضبط وليس بمقدورها وقف العبث وحماية المواقع الأثرية ما لم يكن هناك تعاون من أجهزة الدولة المختلفة .. الهيال تطرق إلى مواضيع عديدة في هذا الحوار.. إليكم التفاصيل:
الثورة / مجدي عقبة

بداية أستاذ عباد ما هي الإجراءات التي قامت بها الهيئة العامة للآثار والمتاحف لحماية المدن والمواقع التاريخية لا سيما تلك التي تم اكتشافها مؤخرا في محافظة الجوف؟
– بداية نرحب بكم.. المدينة التي ظهرت في الجوف ليست جديدة، المدينة قديمة وهي معلومة سلفا ولم تكتشف فجأة، هي معلومة للعاملين في الآثار ومعلومة لأهل البلاد ومعلومة أيضا لسراق الآثار -إنما هي لم تكن معلومة لعامة الناس والمشاهدين لوسائل الإعلام المرئية والفضل في الكشف عن هذه المدينة للرأي العام وغيرها من مدن الجوف يرجع للأخوة في قناة المسيرة وبالأخص مراسل المسيرة محمد الجبلي والأستاذ نجيب الأشموري- مدير عام القناة هنا في صنعاء فكان تسليط الضوء على هذه المواقع وما تتعرض له من تخريب ودمار هو الذي أبرزها وجعل الناس يتساءلون ورأينا اهتماما وتجاوبا كبيرا ورأينا أثر هذه التقارير التي سلطت الضوء على هذه المواقع الأثرية في مديرية السوداء المعروفة قديما بنشن ومديرية البيضاء المعروفة بنشق وكذلك براقش وإن كانت ضمن مارب وخربة همدان فكان إسهام الإعلام في التعريف بهذه المواقع هو الذي جعل الناس يتعرفون عليها وإلا فهي معروفة للعاملين في الآثار وغيرهم.

من كان يسيطر على هذه المناطق التي تقع فيها المواقع الأثرية وهل كانت تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية؟
– كانت مناطق البيضاء والسوداء تحت سيطرة الغزاة ولا زالت بقايا معداتهم العسكرية ومنها دبابة لا زالت في موقع البيضاء المعروفة قديما بنشق وقد كانوا يصلون المواطنين بنيرانهم هناك وقد ارتكبوا جرائم في هذه المدن والمواقع الأثرية، لكن المشكلة ليست فقط في الغزاة، الغزاة جاءوا لوقت محدود ورحلوا، المشكلة في جهل العامة من أبناء هذه المحافظة الذين عبثوا بها ودمروها.

هل يعني هذا أن العبث الأكبر الذي لحق بهذه المدن الأثرية والتاريخية قديم نتيجة عدم وعي المواطنين ؟
– نعم لأنه عبث مستمر منذ عقود طويلة وتصاعد هذا العبث مع بدء العدوان عندما سيطر الغزاة على هذه المناطق ولا زال العبث مستمرا نتيجة الإهمال وعدم وعي المواطنين التقينا بمحافظ الجوف والمسؤولين الأمنيين في المحافظة وحددنا في محضر الاجتماع مطالبتنا بمنع هؤلاء العابثين والاستعانة بمديري المديريات وبالقوة الأمنية لكننا حتى الآن لم نر شيئا على أرض الواقع.

قلت قبل قليل أن تسليط الضوء من قبل قناة المسيرة أحدث اهتماما كبيرا ما الذي قدمه الجانب الحكومي بالتحديد كون إمكانات محافظ الجوف والقوى الأمنية هناك محدودة ما يتطلب تحركا سريعا ومباشرا من الرئاسة والحكومة؟
– هذا السؤال من المفترض أن يوجه لهم نحن حتى الآن لم نر شيئا وليس معقولا أن تتحرك الهيئة فقط إذا سلط الإعلام الضوء على هذه المواقع الأثرية هذه دولة ولها مؤسساتها وكان عليها الاهتمام بالآثار قبل أن تسأل ومع ذلك حتى الآن لم نشاهد أي أثر للاهتمام بآثار الجوف وما نقوله عن آثار الجوف نقوله أيضا عن آثار العود في محافظة إب وهي تتعرض للنبش والاعتداء يوميا ولا نجد من يتجاوب معنا.

ماذا عن المومياء التي عثر عليها مؤخرا في مقلب قمامة في العاصمة صنعاء هل تتوقعون أن تكون هذه المومياء ضمن الآثار المنبوشة والمنهوبة من محافظة الجوف مؤخرا ؟
– لا يوجد في الجوف مومياوات المومياوات موجودة في شمال صنعاء تحديدا في منطقة ثلا والمحويت وكذلك في شبام الغراس … في شبام الغراس يجد الناس هناك مومياوات في المناطق التي تعمل فيها الكسارات ونحن هنا نناشد محافظ محافظة صنعاء أن يمنع الكسارات من الاقتراب من الجبال التي توجد فيها مواقع أثرية في شبام الغراس وغيرها لما تحويه من آثار في باطن الجبال الكسارات هناك تعمل -ليل نهار- وتدمر كثيرا منها وقد أخبرني قبل أيام مواطن أن الأهالي وجدوا أربع مومياوات وأعادوا دفنها.

إلى أين توصلت نتائج البحث والتحري حول المومياء التي عثر عليها في مقلب قمامة في العاصمة صنعاء؟
– نحن استلمنا هذه المومياء وسلمناها إلى المتحف بعد إجراء عملية صيانة وتعقيم وموضوع أين عثر عليها وكيف ومن يقف خلفها بإمكانك أن تسال الأجهزة الأمنية كونها المعنية بهذه الأمور.

أقصد ماذا عن المتابعة حول حيثيات هذه الجريمة هل توصلت الجهات المعنية لنتائج معينة؟
– حتى الآن لم توافنا الأجهزة الأمنية بأي نتائج حول هذا الموضوع ولدينا تصور أن لصوص الآثار توصلوا إلى جرف ما فيه جثث وأخذوها وقاموا بتفتيشها بحثا عن كنوز وحلي ولم يجدوا شيئاً فقاموا بإتلاف هذه المومياوات وإلقاء بعضها في أحد مقالب القمامة.

لوحظ مؤخرا أن أجهزة كشف المعادن والآثار دخلت بشكل كبير إلى المحافظات الحرة الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي الأعلى… ما هي الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمصادرة هذه الأجهزة ومنع دخول أخرى؟
– يلقى القبض على أشخاص بحوزتهم أجهزة الكشف عن المعادن وهي منتشرة في اليمن تأتي تهريبا عبر الطرق البرية من بعض دول الخليج تحديدا السعودية والإمارات ودائما نبلغ أنه ألقي القبض على جهاز هنا أو هناك مثلا في إب أو غيرها ونطالب الأجهزة الأمنية بتسليمها للهيئة فيردون علينا أنهم ما زالوا يحققون مع حاملي هذه الأجهزة وحتى الآن لم يصلنا أي جهاز من هذه الأجهزة ولا أظنه سيصلنا ما لم تتعاون الدولة معنا.

هل يعني هذا أن هناك قصورا من جانب الأجهزة الأمنية والدولة؟
– نعم باستثناء الأمن والمخابرات الجهاز الوحيد الذي يتعاون معنا ويؤدي عملا نبيلا ويقوم بتذليل العقبات أمامنا ونحن هنا نتوجه إليهم بالشكر الجزيل وندعو بقية أجهزة الأمن والجيش وبقية مؤسسات الدولة للتعاون معنا بحماية وحفظ الإرث الإنساني والحضري للشعب اليمني .
تردد مؤخرا أنه تم إلقاء القبض على عصابة آثار قامت بنهب ونبش وتكسير الآثار في محافظة الجوف هل لديكم تفاصيل ومعلومات حول هذه العصابة؟
– حتى الآن لم يتم القبض على أي من عصابات الآثار… يتم الحفر والنبش في وضح النهار ولا توجد أي جهة تردعهم لا أجهزة أمنية ولا سلطة محلية ولا منطقة عسكرية.

أين المنطقة العسكرية في الجوف من كل هذه؟
– لا أحد يتعاون معنا لا في الجوف ولا في إب وأعيد وأكرر مسألة العود وظفار لا أحد يتعاون معنا… جهود الهيئة وحدها لا تكفي نحن لسنا جهة ضبط جهة الضبط هي الدولة.
هل لديكم إحصائيات حول القطع الأثرية التي نهبت مؤخرا وتم عرضها وبيعها في مزادات علنية بأمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية؟
– أصدرنا عبر صفحتنا على فيسبوك قوائم تتبعنا فيها القطع الأثرية المهربة وأماكن وجودها كذلك مركز الهدهد أحصى ما يزيد عن 2400 قطعة تم نهبها وتهريبها وعرضها في المزادات ونحن ما زلنا نتتبع هذه القطع في المزادات العالمية.

هناك آثار كبيرة بحوزة المواطنين منها ما تم إرجاعه مؤخرا في محافظة ذمار بجهود من محافظ ذمار الأستاذ محمد البخيتي ومدير مكتب الآثار بالمحافظة… لماذا لا تتجهون نحو هذا الاتجاه لتشجيع المواطنين على إرجاع ما بحوزتهم من قطع أثرية وإعادة المتاحف وحمايتها؟ وهل هناك خطة لإعادة متحف ذمار الذي تعرض للقصف والتدمير بصواريخ طائرات العدوان؟
– بداية هذه خطوة جيدة من المواطنين في إرجاع الآثار وخطوة أيضا يشكر عليها المحافظ ونتمنى أن يقتدي المحافظون في المحافظات الأخرى بهذه المبادرات المجتمعية لكن لنكن واقعيين المواطنون لن يسلموا لنا قطعا أثرية ما لم نسدد ما على الهيئة من مكافآت للمواطنين الذين سبق لهم وأن قاموا بتسليم بعض القطع الأثرية قبل سنوات وبعضهم لم يستلم مكافأته منذ عشر سنوات رغم أنها مبالغ محدودة ولو تم تسليمها للمواطنين الذين سلموا بعض القطع الأثرية لتشجع الآخرين وهي مبالغ لن تكلف الدولة كثيرا الهيئة لا تستلم ميزانية وقد خاطبنا الدولة وما زلنا ننتظر الجواب.

ماهي الصعوبات وجوانب القصور التي تعاني منها الهيئة؟
– الهيئة لا تتسلم ميزانيتها بشكل شهري صار لنا قرابة الثمانية أشهر ولم يسلم لنا منها سوى ميزانية ثلاثة أشهر وهي ميزانية من صندوق التراث التابع لوزارة الثقافة تخيل مؤسسة حكومية لا تستلم ميزانيتها طوال هذه الأشهر.

هل يوجد أي دعم من المنظمات الخارجية للهيئة؟
– المنظمات متوقفة بسبب العدوان لكنا بدأنا نتلمس رغبة في التواصل معنا وقد تواصلت بعضها لكن دعني ارجع بك إلى الصعوبات إذا أردنا أن تنهض هيئة الآثار بمهامها يجب أن تدعم ماليا وحتى الآن أخبرتك أن ميزانية الهيئة منقطعة منذ شهور زد على ذلك أن الرئيس أمر لنا بخمسة ملايين اقتطعت المالية مليونين ثم أمر الرئيس بإرجاع المليونين إلى الثلاثة ولم تلق وزارة المالية لهذا بالاً ثم أمر الرئيس بسيارة للهيئة ولم تصرفها وزارة المالية، هذه الصعوبات المالية تجعل الموظفين في حالة ركود وتململ يزهدون عن العمل كذلك المبالغ التي على الهيئة للمواطنين الذين سلموا القطع الأثرية ملايين محدودة كان المفروض أن تسلمها الدولة للمواطنين حتى يتشجع بقية المواطنين زد على ذلك أن وزير المالية لم يتجاوب مع الهيئة بشأن تبويب الميزانية يريدون أن نصرف في باب واحد دون الأبواب الأخرى ما جعل الهيئة مقيدة والصعوبة الكبرى لا نجد أحدا يتجاوب معنا الاستجابة الكافية استثني منهم مدير مكتب رئاسة الجمهورية الأستاذ أحمد حامد الذي يبذل معنا جهودا كبيرة جدا زد على ذلك جهاز الأمن والمخابرات، هاتان الجهتان مكتب رئاسة الجمهورية وجهاز الأمن والمخابرات هما الجهتان اللتان تعاونان معنا تعاونا كاملا.

رسالتكم للإعلام والإعلاميين كون الإعلام قادراً على تجييش الرأي العام لدعم ومساندة جهود الهيئة والضغط على الجهات المعنية للتعاون مع الهيئة؟
– بعد أن رأيت ردود الفعل الطيبة على التقارير الخبرية التي بثتها قناة المسيرة أطالب الإعلام المحلي سواء الحكومي أو الخاص أن يستشعر المسؤولية وأن يعيننا ولو ببث رسائل توعية للمواطنين بشكل دائم على مدار العام بخطورة النبش وخطورة بيع الآثار وخطورة زحف الأراضي الزراعية على المواقع وتوعية المواطنين وتوعية الناشئة والطلاب حول الإضرار الناتجة عن عملية النهب والتكسير والتهريب واستمرار إغلاق بعض المتاحف نريد توعية لأننا إذا استطعنا أن نرسخ التوعية الضرورية سنقطع نصف المسافة.

كم عدد المتاحف التي أغلقت أو التي تعرضت للنهب والتدمير بسبب العدوان؟
المتاحف المغلقة المتحف الوطني ومتحف الموروث الشعبي أما المتاحف التي دمرت متحف ذمار دمر دمارا كاملا في بداية العدوان نتيجة القصف الجوي.

ماذا عن المتاحف والآثار في المناطق المحتلة؟
– لا نعلم عنها الكثير لكن حالها لن يكون أفضل حالا من حال المواطنين تحت الاحتلال وأيضا من الواضح والمعروف أن قوات الاحتلال الإماراتي السعودي تقوم بعملية نهب واسعة ومنظمة للآثار وتقوم بتهريبها إلى أبو ظبي والرياض وبعض الدول الأوروبية وهذا واضح وهناك تقارير داخلية وخارجية كشفت جزءاً من عمليات التهريب والنهب للآثار التي تقوم بها دولتا الاحتلال في مناطق سيطرتها… ينهبونها بكل سهولة.

هل لديكم رسالة أخيرة توجهونها عبر صحيفة الثورة؟
– نشكر صحيفة الثورة ممثلة برئيس تحريرها الأستاذ عبدالرحمن الاهنومي وكل العاملين في الصحيفة ونخص بالشكر القائمين على صفحة سياحة وتراث.
كذلك أناشد الرئيس مهدي محمد المشاط أن يدعم هيئة الآثار وان يلزم وزارة المالية بتسليم ميزانية الهيئة الخمسة ملايين شهريا وان يلزمها بصرف سيارة الهيئة وان يلزمها وتبويب ميزانية الهيئة.

قد يعجبك ايضا