29 توصية لخلق الوظائف


“الوظيفة الجيدة يمكنها تغيير حياة المرء ويمكن للوظائف المناسبة أن تغير مجتمعات بأسرها ” هكذا يمكن العمل في بيئة متخمة بالصراعات والنزاعات المدمرة للإنسان والتنمية.
وامام اليمن خلال المرحلة القادمة مهمة شاقة لمجابهة البطالة واستيعاب الشباب والخريجين من خلال خلق الوظائف التي يمكن ان تشعر هذه الشريحة الواسعة في المجتمع بالأمان والثقة بمستقبل واعد.
يشكل توفير الوظائفw وفرص العمل ركيزة أساسية للتنمية حيث يتجاوز مردودها كثيرا ما تدره من دخل بالإضافة الى الأهمية الكبيرة للوظائف في الحد من الفقر وازدهار المجتمع وتوفير بدائل عن أعمال العنف للشباب.
في هذا الصدد أجتمع وزراء وممثلون عن المنظمات الدولية وخبراء من القطاع الخاص والنقابات العمالية في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة واسعة من اليمن لمناقشة التحديات والحلول المتعلقة بسبل الوصول إلى سوق العمل وصرامة الهياكل الاقتصادية وتعزيز نظم الحماية الاجتماعية.
واختتم المنتدى النوعي الهام بتبني “إعلان الرياض” الذي يقدم 29 توصية بشأن السياسات الآيلة إلى دعم خلق الوظائف وتعزيز نظم الحماية الاجتماعية وتحسين آليات الحوار الاجتماعي. كما يحث الإعلان اليمن ومختلف الدول والجهات الموقعة عليه على تبني إصلاحات شاملة تؤدي إلى بناء رأسمال بشري من الشرائح الأكثر فقراٍ وضعفاٍ وتساهم في النمو الاقتصادي وتعزز الرخاء المشترك. كما يناشد الإعلان بالعمل لحل أزمتي البطالة والتهميش من خلال التعاون بين الحكومة والمنظمات الإقليمية والدولية والقطاع الخاص.
خطوات
تدعو إنغر أندرسن نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: اليمن الى اتخاذ العديد من الخطوات الإيجابية لمعالجة قضية البطالة بين الشباب وتوسيع نطاق الوصول إلى نظم الحماية الاجتماعية لجميع المواطنين لان معالجة البطالة والإقصاء الاجتماعي ما زال يشكل تحدياٍ كبيرا في بلاد مثل اليمن.
وتحتل اليمن باستمرار مراتب أعلى من أي منطقة أخرى فيما يتعلق بنسب البطالة وهي تعكس بشكل كبير أعداد العاطلين عن العمل من الشباب والنساء يضاف اليهم الأفراد غير الناشطين والعاطلين عن العمل فإن نسبة البطالة تصل إلى ما يزيد عن 50 %.
وتقول اندرسون ان أكبر الأصول المتاحة لأي اقتصاد هو شعبه ولهذا فان بلد مثل اليمن لديه نعمة من الشباب الصغار المفعمين بالحيوية والملتزمين والراغبين في العمل ممن يريدون المشاركة في تشكيل مجتمع الغد من خلال المشاركة الفعالة في سوق العمل وعالم الأعمال”.
من جانبه يؤكد أحمد لقمان مدير عام منظمة العمل العربية أن معالجة البطالة وهي أمر مهم لتحقيق الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي تتطلب اهتمام وانتباه اكبر كما تحتاج إلى مراجعة فورية لأنماط التنمية وخيارات التدخل المختلفة الخاصة بها.
فوائد
يشدد الدكتور عبداللطيف المقطري المستشار الاداري في المنظمة اليمنية للتنمية المؤسسية على دور النمو القوي بقيادة القطاع الخاص في خلق الوظائف حيث أن الوظائف التي تحقق أقصى فائدة للتنمية يمكنها حفز دورة قوية وفاعلة من النمو.
ويرى ضرورة وضع أساسيات قوية بما في ذلك تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي وإيجاد بيئة مواتية لأنشطة الأعمال وبناء رأس المال البشري وسيادة القانون ويقول : يجب ألا تصبح سياسات العمل عقبة أمام خلق الوظائف وتوفير الحماية الاجتماعية للفئات الأشد ضعفاٍ وحرمانا في المجتمع.
ويؤكد اهمية قيام الحكومة بتحديد الوظائف التي يمكن أن تعود على التنمية بأقصى فائدة في ظل الأوضاع الخاصة بالبلد وإزالة المعوقات التي تمنع القطاع الخاص من خلق المزيد من هذه الوظائف.
وتقتضي الضرورة كي يتمكن المجتمع من التصدي لمشكلة البطالة بين الشباب توفير المهارات الملائمة لاحتياجات سوق العمل وتحقيق تكافؤ الفرص في إجراءات الدخول إلى الأسواق.
تمكين
يشير تقرير للامم المتحدة إلى أن معدلات الفقر تنخفض كلما تمكن الناس من خلال العمل من الخروج من براثن الفقر والمعاناة..
ويرى التقرير أن مستوى الكفاءة يزداد كلما صار العمال أكثر إتقاناٍ لأعمالهم وكلما ظهر المزيد من الوظائف المنتجة واختفت تلك الأقل إنتاجية. وتزدهر المجتمعات كلما تشجع الوظائف التنوع الثقافي للعمالة وتوفر بدائل عن الصراع.
وفي هذا الخصوص ترى الأمم المتحدة التي تتابع عن كثب أوضاع التنمية ومتغيراتها بحسب ما ورد في التقرير أن من الأهمية بمكان أن تحافظ الحكومات على علاقة طيبة مع القطاع الخاص الذي يوفر 90 في المائة من جميع الوظائف ولذلك ينبغي العمل على تهيئة أفضل السبل اللازمة لمساعدة الشركات والمشروعات الصغيرة على النمو فالوظائف تبعث الأمل في الحياة.
ويؤكد التقرير على أن الوظائف ذات المردود الإنمائي الأكبر هي تلك التي ترفع من مستويات الدخل وتساعد المجتمع على الاضطلاع بوظائفه بشكل أفضل وتربط الاقتصاديات الوطنية بالأسواق العالمية وتحافظ على سلامة البيئة وتجعل للناس مصلحة في الحفاظ على سلامة مجتمعاتهم كما انها أفضل ضمانة ضد الفقر والمعاناة.

قد يعجبك ايضا