بعودة منتخبنا الوطني للعب على أرضه سوف تستعيد كرة القدم نبضها بعد سنوات طويلة من الحرمان.
بسبب المنع الدولي اضطرت منتخباتنا لخوض المباريات الرسمية على ملاعب محايدة، وحرمت الكرة اليمنية طويلاً من ميزة الجمهور، وخسرت الكثير من روحها التنافسية بسبب الظروف التي أبعدت المباريات الدولية عن الملاعب المحلية.
كلنا معنيون بعودة المباريات على أرضنا (حكومة – اتحاد – لجنة أولمبية)، فعودة الحياة إلى المدرجات، تمثل لحظة فرح جماعي، إذ لم يعرف الجيل الجديد من المشجعين إمكانية مشاهدة منتخبهم الوطني يلعب أمامهم مباشرة. وقد كان غياب الجمهور على أرض الوطن واحداً من أكبر المعوقات التي واجهت المنتخبات الوطنية، لما يمثّله التشجيع الجماهيري من دفعة معنوية للاعبين ووسيلة ضغط إيجابي تعزز الأداء وتبث روح الحماس..
كما يعزز اللعب محليا الروح الوطنية وتماسك المجتمع، فكرة القدم لطالما لعبت دوراً في جمع اليمنيين على هدف واحد، ورمزية المنتخب الوطني كانت دائماً أكبر من مجرد رياضة.
عودة المباريات إلى الداخل، تخلق مساحة آمنة للتفاعل الاجتماعي، وتعيد مشاهد الفرح والتلاحم التي افتقدها اليمنيون لسنوات. كما تُعدّ هذه العودة رسالة أمل بأن الحياة الطبيعية يمكن أن تستأنف حتى وسط التحديات.
كما أن استضافة المباريات على الأرض اليمنية ستدفع نحو تحسين الملاعب، وتطوير الخدمات الرياضية، ورفع جاهزية المنشآت، بما يتلاءم مع متطلبات الاتحادين الآسيوي والدولي. هذه العملية ليست رياضية فقط، بل اقتصادية أيضاً، إذ تساهم في خلق فرص عمل وتحرّك النشاط المحلي المحيط بالمباريات.
اللعب داخليا يرفع جاهزية المنتخب ويحسن من نتائجه، حيث أن اللعب خارج الأرض، والسفر المتواصل وأكثره برا والتنقل بين دول عديدة لغياب الطيران المباشر، يضع المنتخبات تحت ضغوط مستمرة. لماذا كل الدول التي تعيش وضعا أسوأ منا تحتضن مباريات منتخباتها، فيما نظل نحن نلعب خارج أرضنا؟!
على الدولة والاتحاد اليمني لكرة القدم مطالبة الاتحادات الخارجية برفع القيود المفروضة المتمثلة بمنع اللعب الدولي على الملاعب اليمنية، حيث أن دولا تعيش وضعا أسوأ من وضعنا ويسمح لها باللعب على أرضها.
يفترض أن كل وسائل الإعلام الرياضي اليمني تقود حملة إعلامية للضغط على متخذي القرار برفع الحظر وعودة المباريات الدولية داخل اليمن.
لا أحد مستفيد من اللعب خارجيا في ملاعب محايدة، إلا من يهوى السفر والإقامة الدائمة خارجيا، وهذا لا يخدم كرة القدم اليمنية إطلاقا. وعلينا تغليب المصلحة الوطنية من خلال توحيد جهود الجميع لإعادة اللعب الدولي على الملاعب اليمنية
