حسم اليمنيون أمرهم وجدّدوا إعلان موقفهم بوضوح خلال خروجهم الملاييني في مسيرات يوم الجمعة الماضي وفاء للرئيس الشهيد صالح الصماد وتضامنا مع الشعب الفلسطيني وتحذيرا لدول العدوان، وهم يؤكدون ألّا سلام ولا مهادنة أو مساومة على الثوابت الوطنية ممثلة في السيادة والاستقلال الكامل غير المنقوص، ورحيل كل غاز ومحتل أجنبي مهما كان مستوى وحجم وجوده من كافة أراضي الجمهورية اليمنية.
قبل ذلك، كان السيد القائد / عبدالملك بدر الدين الحوثي يعبّر عن ضمير الأمة اليمنية وهو يؤكد في المناسبة ذاتها أن التواجد العسكري للأمريكي والبريطاني وأدواتهم الإقليميين غير مقبول للشعب اليمني وسيتعامل على حقيقة أنه احتلال وغزو يجب أن يزول كأحد أهم استحقاقات السلام المنشود من قبل شعب قدم الكثير من التضحيات في معركته المتواصلة ضد عدوان همجي يوشك أن يستكمل عامه الثامن وقد استخدم العالم كله لكسر إرادة الإنسان اليمني لكنه انكسر وتقهقر أمام إرادة فولاذية آمنت بقضيتها ولم تفرّط في أي من حقوقها ومكتسباتها الوطنية والأخلاقية، وها هي اليوم على مقربة من انتزاعها من بين مخالب وأنياب وحوش البشر وطغاة العصر.
-انسجام وتناغم مواقف الشعب والقائد أعطت الصمود الإعجازي دفعة معنوية إضافية وجعلته على استعداد مطلق لمواصلة الثبات والاستبسال والتمسّك بالحقوق وزادته إيمانا ويقينا بأن تلك الحقوق والمكتسبات لا يمكن أبدا أن تُستجدى من عدو حاقد منهزم به من الكبر والخيلاء والغطرسة ما يجعله يتوهّم أن بإمكانه ممارسة الحيل والألاعيب والمماطلات المكشوفة لتحقيق ما لم يستطعه بقوة السلاح.
-بات الشعب اليمني بعد ما قدمه من تضحيات جليلة – في مسيرة التحرر والانعتاق من نير الارتهان والتبعية – على وعي عميق بما يدور في خلد وأفكار العدو، وما يرمي إليه من مخططاته القذرة حتى وإن أفصح عن رغبته للسلام الذي يريده على هواه عبر الدفع بأدواته إلى صدارة المشهد ومحاولة التواري خلفها ولبس ثوب المصلح والوسيط.
-غباء وسذاجة ذلك العدو هي من تدفعه إلى هذا المسلك المفضوح، ولقد كان السيد القائد واضحا في خطابه عندما أكد بالقول السديد الذي لا لبس فيه ولا غموض” لسنا سذّجا أو أغبياء ولا يمكن أن نعفي التحالف من التزامات هي عليه أساسا وهي استحقاقات مشروعة لشعبنا، وهي وزر على التحالف وعليه أن يتحمل مسؤوليتها”.
-صنعاء اليوم ترسم الطريق أمام المعتدين للخروج من ورطتهم في اليمن بأقل الخسائر وبما أمكن من ماء الوجه المهدور عندما تؤكد عبر مختلف المناسبات والوسائل أن احترام سيادة اليمن ووحدته هي القاعدة الرئيسية للسلام في اليمن وعلى العدو أن ينصاع ويأخذ جحافله ويرحل، وبدون هذه القاعدة سيفقد الفرصة المتاحة حاليا في مفاوضات مسقط وسيخسر معها كل شيء.