لا يمكن أن تصنف ثورة الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه على أنها من أجل مذهب أو طائفة معينة، فهو قائد ثوري قام ورفع شعاراً معروفاً ضد الإجرام والهيمنة الأمريكية الصهيونية التي وصل اجرامها وضررها إلى كل شعوب العالم .
لقد امتاز الشهيد القائد بثباته وإخلاصه وقدم نفسه وماله في سبيل الله وكانت هذه التضحية لها الأثر الكبير في نفوس الناس وكانت لديهم بمثابة أكبر دليل على مصداقيته ويقينه بكل ما نادى إليه وحذر منه .
أتذكر في ذلك الوقت كان معظم الناس يضع أمامه الكثير من الأعذار التي تدعو للسكوت وأن الوقت غير مناسب ومستحيل القيام بأي عمل ثوري للنهوض بواقع الأمة السيئ جدا المهم أن الغالب الأعم من الناس كان أما يرى أن لديه عذراً أو خائف ومحبط يائس من عمل أي شيء، الصفة الغالبة للعلماء والمثقفين والسياسيين هي الاستسلام لليأس والإحباط مع تجميل ذلك ببعض الأعذار لحفظ ماء الوجه، كل فئة كانت أمامها قائمة من الأعذار والمفارقة العجيبة أنه في ذلك الوقت كان الجميع بدون استثناء كان يصرخ ويتلوى من ظلم أمريكا والأنظمة العميلة في المنطقة .
فعرف الشهيد القائد وشخَّص الوضع واخرج ملزمة لا عذر للجميع أمام الله .
وكانت الأمة تعاني من عدم وضوح الرؤية حول مراوغة ومكر أمريكا تحت عناوين التنمية ومحاربة الإرهاب، فجاءت ملزمة خطر دخول أمريكا اليمن لتوعية الناس.
فعلا كانت هناك إشكالية أيضا حول كيفية تحقيق السلام، فجاءت ملزمة الإرهاب والسلام التي تبين أن الله هو السلام وهو أعلم بسبل السلام وكيفية تحقيقه التي ذكرها في كتابه الكريم وكيف هي الطريقة التي يفهمها العدو “اذا أردت السلام فاحمل السلاح” وليست عبر المفاوضات والانبطاح لهم لدرء شرهم، فهذه ثقافة مغلوطة وجبانة لا تحقق السلام .
كانت الشعوب وخاصة الشعب اليمني يعاني من القهر والظلم، ذل ومهانة الانحطاط على جميع المستويات، الفقر والبطالة في ازدياد وتدفق المارينز الأمريكي كذلك يحكم قبضته على اليمن بعد ان سيطر على العراق وأفغانستان.
كان النظام السابق يتفنن في استضعاف طائفة من الشعب ويفرق الباقين، كان يتدخل حتى في عقيدتك ومن يجب أن تحب ومن لا يجب ان تحب، أتذكر ان الاستكبار وصل به وبحزب الإصلاح المدعوم من النظام السابق أيضا إلى التدخل في شؤون حياتنا الخاصة ووصل بهم الأمر حد الاعتراض والترهيب لأي شخص يصلي مسربلا أو يرفع في منزله صور السيد حسن نصرالله .
كانت المشاهد المؤلمة التي تبث عبر القنوات الفضائية للمجازر التي يرتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين وكذلك ما يرتكبه الجنود الأمريكيون من جرائم بحق العراقيين والأفغانيين، كانت هذه الجرائم تؤرقه ولم يستطع مثل سواه أن يتحاشى الإجهاد وعدم المواجهة، وقام برفع هذا الشعار كأضعف الإيمان في مواجهة من لعنهم الله في كتابه الكريم وبعد كل هذه الجرائم أي شخص لا يرى ان عليه ان يقف موقف أمام الأفاكين والمجرمين فليس في قلبه ذرة من إيمان أو عروبة .