محمد العمري
هو لون من ألوان الشعر الشعبي في اليمن، وهو “ما يستنطق به الحال”، وفي اللغة العربية الفصحى: هو الصوت المختلط من عدة أصوات.
أما تعريفه من حيث محتواه الاجتماعي فهو تعبيرٌّ عن الحياة المباشرة من خلال الأصوات المتجاوبة.
ويسمى (زوامل) لكثرة أصوات مردديه وحسن أدائهم، ويسمى في مناطق أخرى من اليمن بـ(مهايد، أو مغارد، أو رواجز).
ويتكون عادةً من شطرين أو ثلاثة أشطر شعرية، وهناك زوامل خاصة بالحروب وأيضاً زوامل خاصة بالأعراس، وزوامل الفرح بالأعياد، وزوامل رد العيب (التحكيم الزامل، فن شعري شعبي ينشد جماعياً في اليمن، وينظم في المناسبات المختلفة، وعادةً ما يمثل ما يشبه البيان تعبيراً عن حال أو موقف ناظمه، أو من يمثلهم، كالقبيلة على سبيل المثال.
والزامل نوع من الرجز الشعري، يلجأ إليه أبناء القبائل، عندما يكونون في حالة خصام أو حرب، فيقف قائدهم – وهو في الغالب يجيد نظم الزوامل- أو أي شخص منهم فيرتجز بضعة أبيات بلهجته العامية، فيتلقفها القوم وينغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعاً لإثارة الحماس وتحفيز الهمم.
وكذلك إذا أرادت جماعة من الناس أو قبيلة من القبائل أن تحقق لها مطلباً من مسؤول أو حاكم أو قبيلة أخرى فإنها توفد زمرة منها تمثلها، ولحظة وصولهم ينشدون الزامل الذي قد وضعوا فيه مطلبهم وأوجزوا فيه غرضهم، ويكون الزامل عادة باللغة العامية، وتتفاوت القطعة منه ما بين بيتين وثمانية أبيات، وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية، للبلاد فحسب، أما في حضرموت فالزامل رقصة حربية، ولديهم لون مشابه يسمى بالشيلة “.
والزامل كجنس أدبي “فنٌ خاص من فنون اليمن وقبائله.
أغراض الزامل
تتعدد أغراض الزامل بتعدد وسائل الحياة وأحداثها وتقلباتها، فتجده حاضراً في السلم والحرب، وفي طوارق الأحداث والفواجع المحمولة على الصُدفة، وفي المناسبات، والاستقبال، والوداع، والمفاخرة. كما تجده منبراً حُراً مُعبّراً ومعززاً للقيم النبيلة السامية في التعايش، وفي نجدة الملهوف، والانتصار للمظلوم. وأداة لتدوين الحوادث الزمنية العابرة.